مصر

ايمن عامر : ما أشبه قضيتي فلسطين وكشمير ببعض كشعوب تتطلع للسلام والحرية


دعاء زكريا

قال الكاتب الصحفي ايمن عامر في كلمته بمناسبة إحياء ذكري يوم الخامس من اغسطس بكشمير،

معالي السفير عامر شوكت سفير جمهورية باكستان بالقاهرة

نقف اليوم ، في هذه اللحظات القاسية، التى يقف فيها ضمير الإنسانية عاجزاً أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي عبر التجويع والترهيب والقتل وقلوبنا مثقلة بالحزن، وضمائرنا تنبض بالغضب، إزاء ما يتعرض له أهلنا في غزة من حرب إسرائيلية دموية لا تفرق بين طفل وامرأة، بين شيخ وشاب، بين حجر وشجر.

dav

إن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع مسلح، بل هو عدوان وحشي يتعمد قتل الإنسان الفلسطيني، ويستهدف كل مقومات الحياة ، فيكتب المواطن الفلسطينى شهادة وفاته وهو على قيد الحياه ، إما قصفا بالصواريخ والدبابات وإما رميا بالرصاص من أجل الحصول على لقمة العيش الملطخة بدماء الأبرياء ، إنها سياسة تجويع متعمدة، تستخدم الطعام كسلاح، والدواء كورقة ابتزاز، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.

أكثر من مليون طفل باتوا ينامون جوعى، ويمشون حفاة تحت القصف، بلا مأوى، بلا دواء، بلا أمل. أكثر من مائة وخمسون ألف من الشهداء والجرحى ، مشاهد الأطفال الذين يبحثون عن لقمة بين الركام، أو يقفون في طوابير طويلة من أجل شربة ماء، مشاهد جثامين الشهداء الجوعى ، هي عار على الإنسانية، وعلى كل من يلتزم الصمت أو يقف على الحياد.

أننا لا نُدين فقط القاتل، بل نُدين أيضًا صمت العالم، وتواطؤ القوى الإمبريالية الكبرى، وفشل المجتمع الدولي في إيقاف هذه الجريمة المستمرة. إن التجويع الممنهج والتدمير الشامل هي أدوات حرب قذرة، تُمارس ضد شعبٍ أعزل يطالب بحقه في الحياة، والكرامة، والحرية. والاستقلال

من هنا، نوجه نداءً عاجلاً إلى العالم:

أوقفوا هذه الجريمة الدموية ، من اجل الإنسانية وإحلال السلام العادل والشامل

ادخلوا الغذاء والدواء

ادعموا صمود الشعب الفلسطيني.

حاسبوا الجناة.

واحفظوا ما تبقى من إنسانيتكم.

فغزة لا تموت، لكنها تنزف بصمت، وتُقاوم بلا خبز، وتُعلّمنا أن الكرامة لا تُقهر.

ونحن نتحدث عن غزة والقضية الفلسطينية العادلة ، نجدد حديثنا عن قضية جامو وكشمير الصامدة . وما أشبه القضيتين ببعضهما البعض لشعوب تتطلع إلى الحرية والاستقلال والعيش الكريم .

نقف اليوم في لحظة يتطلب فيها العالم منا أن نُعلي صوت الحكمة، وأن نمنح الأمل فرصة للعبور، خاصة في واحدة من أكثر المناطق حساسيةً وتعقيدًا، وهي جامو وكشمير، تلك الأرض التي طالما كانت رمزًا للنزاع، لكنها يمكن أن تصبح أيضًا رمزًا للسلام.

لقد مرّت عقود طويلة من التوتر والحروب والصراعات بين الهند وباكستان حول هذه القضية، وشهدت المنطقة معاناة إنسانية ومآسي أثّرت على ملايين الأرواح. لكن، ورغم صعوبة الماضي، فإن المستقبل لا يزال مفتوحًا أمام القيادتين في البلدين الجارتين والشقيقتين لبدء صفحة جديدة، تقوم على الحوار وحسن الجوار ، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.

السلام ليس مجرد غياب للحرب، ووقف نزيف الدماء ، بل هو بناءٌ للثقة، وتكريسٌ للعدالة، واحترامٌ لتطلعات الشعوب. وإن تحقيق السلام الدائم في كشمير لا يمكن أن يتم بالقوة أو الإقصاء، بل عبر طاولة الحوار والمفاوضات الرسمية ، وبإشراك جميع الأطراف المعنية، وبالالتزام بالقوانين الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادئ حقوق الإنسان وحق الشعب الكشميري فى تقرير المصير ترسيخا للحل السلمى وحقنا للدماء التى سالت فى ثلاث حروب متوالية آخرها الحرب الأخيرة فى أبريل الماضى ، فالتسوية السلمية والاستماع لصوت الشعب الكشميري هو السبيل لتجنب انفجار أزمات إقليمية أخطر

نُدرك أن التحديات كبيرة، وأن الطريق ليس سهلًا، ولكن التاريخ علمنا أن الشجاعة السياسية والإرادة الصادقة قادرتان على تحويل النزاعات إلى فرص، والخلافات إلى تعاون.

فلنُناشد من هذا المنبر كل من نيودلهي وإسلام آباد أن تغلّبا صوت العقل على صوت السلاح، وأن تعملا معًا من أجل مستقبلٍ تُزهر فيه كشمير بالأمن والتنمية، بدلًا من أن تظل حقلًا للنزاعات والمخاوف.

السلام هو الحلم الذي تتطلع إليه الشعوب، وخاصة حين يكون الأمل معلقًا على منطقة مثل كشمير، التي عانت طويلًا من النزاع بين الهند وباكستان.

إن تحقيق السلام هناك لم يعد ترفًا سياسيًا، بل أصبح ضرورة إنسانية وأخلاقية، من أجل حماية الأرواح، وتحقيق التنمية، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.

إننا نؤمن بأن الطريق إلى السلام يبدأ بالحوار، بالاعتراف بالحقوق، وبالابتعاد عن لغة العنف والكراهية. الهند وباكستان تمتلكان من الحكمة والتاريخ ما يؤهلهما لأن تكونا نموذجًا في حل النزاعات عبر التفاوض، لا بالسلاح.

إن كشمير تستحق أن تكون واحةً للسلام، لا ساحةً للصراع. ويجب أن يكون صوت الإنسان، أيًّا كان دينه أو قوميته، هو الأعلى.

فلنعمل معًا — كأمم، ومجتمعات، وأفراد — لدعم كل مبادرة صادقة نحو السلام، ولنرفع شعار: كشمير للسلام… لا للحرب.

في الختام، نقول: السلام ليس خيارًا، بل ضرورة. وإن كنا نطمح لعالمٍ أكثر أمنًا وإنسانية، فلتكن غزة وكشمير بدايةً لهذا الطموح . وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتعايش المشترك بين الشعوب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى