باكستان تعزز نظامًا لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
قررت باكستان تعزيز نظامها لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال تشديد الرقابة على قطاعات الأعمال الرئيسية، بما في ذلك المعادن الثمينة والعقارات.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تكثف فيه الجهات التنظيمية عمليات المراقبة لمواجهة مخاطر غسل الأموال التجارية والقائمة على التجارة التي سلطت عليها الضوء هيئات الرقابة العالمية.
اتخذت الحكومة قراراً بتعزيز إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في باكستان، مع التركيز على تحسين الكشف والرصد والإنفاذ في القطاعين المالي وغير المالي.
ويقول المسؤولون إن هذه الخطوات جزء من جهد أوسع لحماية النظام المالي ومنع إساءة استخدامه في الأنشطة غير القانونية.
المعادن الثمينة، تجارة الذهب
سيتم تشديد الرقابة على تجارة المعادن الثمينة، بما فيها الذهب، وفقاً لوثائق رسمية. وستراقب السلطات عن كثب المعاملات في هذا القطاع نظراً لتعرضه للتدفقات المالية غير المشروعة.
سيخضع التجار والأفراد المرتبطون بتجارة الذهب والمعادن الثمينة الآن لإشراف معزز لضمان الامتثال للوائح مكافحة غسل الأموال.
قطاع العقارات
كما تم تسليط الضوء بشكل أكبر على وكلاء وتجار العقارات. وتعتزم الجهات التنظيمية مراقبة أولئك المرتبطين بمعاملات العقارات، وهو قطاع لطالما اعتُبر عالي المخاطر فيما يتعلق بغسل الأموال غير المشروعة.
تهدف هذه الخطوة إلى زيادة الشفافية في معاملات العقارات ومنع استخدام أسواق العقارات لإخفاء الثروات غير المشروعة.
نفّذ بنك الدولة الباكستاني نظام مراقبة جديداً مصمماً خصيصاً لمنع غسل الأموال التجارية. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الرقابة على الأنشطة المالية المتعلقة بالأعمال.
أكدت وزارة المالية أن النظام سيدعم الجهات التنظيمية في تحديد المعاملات المشبوهة بشكل أكثر فعالية.
الشركات غير المالية ستواجه تنظيمًا فعالًا
ستخضع جميع الشركات والمهن غير المالية لمراقبة فعالة كجزء من إطار مكافحة غسل الأموال الموسع. ويشمل ذلك قطاعات تتجاوز القنوات المصرفية التقليدية.
الهدف هو سد الثغرات التنظيمية التي يمكن استغلالها لغسل الأموال أو تمويل الإرهاب.
لا تزال باكستان تواجه مخاطر غسل الأموال عبر التجارة، وفقاً لصندوق النقد الدولي. ويقر المسؤولون بأن إساءة استخدام القنوات التجارية لا تزال تشكل تحدياً للاقتصاد.
ونتيجة لذلك، تعمل السلطات على تعزيز التنسيق بين الوكالات لمعالجة هذه المخاطر بشكل أكثر شمولاً.
الأثر الاقتصادي للتدفقات غير المشروعة
يقوم مجلس الإيرادات الفيدرالي، وبنك الدولة الباكستاني، ووحدة الرقابة المالية، بمراجعة مشتركة للأثر الاقتصادي لغسل الأموال التجارية. ويهدف تقييمهم إلى تحديد حجم الخسائر والثغرات في السياسات.
من المتوقع أن تسهم نتائج هذه المراجعة في توجيه الإصلاحات المستقبلية في مجال إنفاذ القوانين واللوائح التنظيمية.
أعلنت وزارة المالية أنه سيتم مشاركة تقرير التقييم الوطني للمخاطر مع المؤسسات ذات الصلة بحلول مارس 2026. وسيقوم التقرير بتقييم نقاط الضعف القطاعية في عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وسيكون بمثابة خارطة طريق لإجراءات سياسية محددة الأهداف في جميع أنحاء النظام المالي.
سجل الملكية المستفيدة ينتقل إلى الإنترنت
أنشأت هيئة الأوراق المالية والبورصات في باكستان سجلاً مركزياً للملكية المستفيدة في يوليو 2025. وقد صُمم هذا السجل لتحديد المالكين الحقيقيين وراء الشركات والكيانات القانونية.
وبحسب المسؤولين، سيتم إتاحة السجل عبر الإنترنت للمؤسسات المالية ووكالات إنفاذ القانون بحلول يناير 2026.
خرجت باكستان من القائمة الرمادية لفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية في أكتوبر 2022، وهو إنجاز أقرّ به مسؤولو وزارة المالية. وتؤكد السلطات أن البلاد تواصل تطبيق شروط وتوصيات فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية.
يؤكد المسؤولون أن الامتثال المستمر يظل أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على المصداقية المالية وثقة المستثمرين.




