

أيمن عامر
استقبل متحف “محمد عبد الوهاب” بمعهد الموسيقى العربية برمسيس، وفدًا من طلاب معهد الخدمة الاجتماعية ومكتبة حلوان العامة، في جولة تثقيفية مميزة تعرّف خلالها الطلاب على ما يضمّه المعهد من مقتنيات نادرة، وعلى السيرة الفنية والإنسانية للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، عبر تجربة فريدة تجمع بين مشاهدة مقتنياته الشخصية ومتابعة التأريخ لرحلته الموسيقية.
وجاءت هذه الجولة ضمن فعاليات برنامج وزارة الثقافة: “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولِسه متاحف مصر كتير”؛ بهدف تعزيز الانتماء وتشجيع الجمهور على اكتشاف ثراء المتاحف المصرية باعتبارها امتدادًا طبيعيًا لافتتاح المتحف المصري الكبير بما يمثله من نقلة حضارية وثقافية في الوقت الراهن، وفي إطار مبادرة “عزة الهوية المصرية” التي تُنفَّذ برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ,

وقد نُظِّمت الزيارة من خلال برنامج “أتوبيس الفن الجميل” التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع المركز الثقافي القومي – دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام.
ورحّبت إدارة المتحف التابع لدار الأوبرا المصرية بكافة الزائرين مؤكدة على القيمة التاريخية والمعمارية للمبنى، الذي أنشئ بأمر من الملك فؤاد الأول ليكون أول معهد لتعليم الموسيقى العربية لأبناء الشعب، وليصبح بذلك أقدم معاهد الموسيقى في الوطن العربي.
وخلال الجولة، قدّم الأستاذ محمد عبد الرازق، مدير عام المتحف، شرحًا وافيًا للطابع المعماري الفريد للمبنى والمسجل كأثر بوزارة الآثار المصرية، موضحًا أنه يضم حاليًا متحفين: الأول للآلات الموسيقية، والثاني متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي يوثق مسيرته كأحد أوائل طلاب المعهد ومن أكثرهم تأثيرًا في الموسيقى العربية.
وانتقل الطلاب بصحبة الأخصائي أحمد الغفاري، مشرف المتاحف، إلى متحف الآلات الموسيقية، حيث تعرّفوا على مجموعة من الآلات الوترية وآلات النفخ والآلات الإيقاعية وتطورها عبر العصور، إلى جانب الآلات الشعبية المرتبطة بالتراث المصري كالسمسمية والربابة، واستمعوا إلى نماذج صوتية تُبَث تلقائيًا في أقسام المتحف.
ثم توجهوا إلى مكتبة المعهد، حيث استقبلتهم الأخصائية نعمة رمزي زرد التي عرضت أهم مقتنيات المكتبة، ومن بينها نسخ من المواد التعليمية الأولى للمعهد، واسطوانات أثرية تضم تسجيلات نادرة لعدد من رواد الفن المصري، بالإضافة إلى نماذج من النوت الموسيقية التاريخية.
وتواصلت الجولة بزيارة المسرح التاريخي داخل المعهد، حيث شاهد الطلاب روعة الزخارف والتصميمات المعمارية على الجدران والأسقف، والبنوارات المخصصة للعائلة المالكة، والتي أعيد تجديدها بالكامل عام 2002، ويُقام عليها اليوم احتفاليات شهرية للموسيقى العربية.
ثم زار الطلاب متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب بصحبة الأستاذ أحمد سامي، مدير عام المتاحف، الذي استعرض معهم صورًا نادرة توثق بداياته الفنية منذ تبنّيه من قبل الشاعر أحمد شوقي وإرساله في بعثة إلى فرنسا لدراسة الموسيقى، ثم عودته والتحاقه بالمعهد. كما عرض لهم نوتات موسيقية بخط يده، والعود الخاص به المدون عليه اسمه، وعصا القيادة التي استخدمها أثناء تلحين النشيد الوطني، إلى جانب الآلات التي أدخلها إلى الموسيقى الشرقية مثل الأورج الكهربائي وآلة الدوش، إضافة إلى نموذج يحاكي غرفة الاستماع الخاصة به، ومقتنياته الشخصية، وتكريماته، وعلى رأسها الأسطوانة البلاتينية التي حصل عليها بعد وصول إحدى أغنياته إلى مليون نسخة مباعة.
وتعرّف الطلاب بعد ذلك على قاعة الاستماع، حيث أتيح لهم سماع أغاني عبد الوهاب وقراءة تاريخ أعماله عبر أجهزة عرض تفاعلية، قبل انتقالهم إلى قاعة السينما لمشاهدة مشاهد من أفلامه السبعة.
وفي برجولا المتحف، التقى الطلاب بالأستاذ محمد عبد الحميد الذي تحدث معهم عن العصر الذهبي للموسيقى المصرية، ودور رموزها مثل عبد الوهاب وأم كلثوم والسنباطي وبيرم التونسي والقصبجي في تطوير الهوية الموسيقية وإثرائها بما جعلها خالدة حتى اليوم.
واختُتمت الفعاليات بورشة رسم نفذتها الفنانة غاده عبد النبى بتنفيذ ورشة رسم حيث قام الاطفال برسم اسكتشات لعبد الوهاب من وحى ما شاهدوه من صور وتعرفوا عليه من معلومات ومن خلال محاكاة تماثيل الموسيقار الموجوده بالمكان
يذكر أن برنامج اتوبيس الفن الجميل الذى نظم هذه الجولة يعد احد البرامج المتميزة التي تشرف عليها الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وضمن خطة الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة الدكتورة جيهان حسن



