برئاسة السيسي وترامب.. انطلاق قمة السلام بشرم الشيخ غدًا بمشاركة قادة العالم وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

عبدالرحمن ابودوح
تنطلق غدًا الإثنين قمة السلام بمدينة شرم الشيخ المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي الرئيس دونالد ترامب، وذلك بمشاركة زعماء ورؤساء أكثر من 20 دولة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وتُعقد القمة برعاية مصرية أمريكية مشتركة، بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي والتعاون الدولي، وذلك في إطار الرؤية الأمريكية التي أعلنها ترامب لتحقيق السلام وإنهاء الصراع المستمر.
ووفقًا لبيان صادر عن الحكومة البريطانية، من المتوقع أن ينضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة العالم المشاركين في القمة، التي وُصفت بأنها “تمثل منعطفًا تاريخيًا من أجل المنطقة بعد سنتين من الحرب وسفك الدماء”، وذلك في إطار جهود تأمين وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
ومن المقرر أن تشهد القمة مراسم التوقيع الرسمي على خطة سلام غزة، والتي تمثل نقطة تحوّل للشرق الأوسط، مع دخول الهدنة مراحلها الأولية. ووفقًا للبيان البريطاني، سيقدم ستارمر “تحية خاصة” للرئيس ترامب، ويشيد بالجهود الدبلوماسية لكل من مصر وقطر وتركيا في الوصول إلى هذه المرحلة، قبل أن يدعو إلى “تقدم سريع نحو المرحلة الثانية” من تنفيذ الاتفاق.
ويشارك في القمة عدد من قادة وزعماء الدول، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب ممثلين عن ألمانيا، قطر، تركيا، السعودية، الإمارات، الأردن، باكستان، وإندونيسيا. كما أعلن رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف مشاركته في القمة.
وأكد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مشاركته الرسمية في القمة، مشددًا على أن الاستقرار في غزة والمنطقة يتطلب تنسيقًا دوليًا مستمرًا، في ظل الأوضاع الإنسانية والأمنية المعقدة.
ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الإثنين إلى إسرائيل، حيث سيلقي خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي، ويعقد لقاءً مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، قبل أن يتوجه بعد الظهر إلى مدينة شرم الشيخ لحضور القمة والمشاركة في مراسم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار رسميًا.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل قد دخلت حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس، بعد أن أقرّت الحكومة الإسرائيلية الاتفاق في ساعات الفجر. ويستند الاتفاق إلى خطة سلام طرحها الرئيس ترامب، وتقوم على عدد من النقاط الرئيسية، أبرزها: وقف الحرب، انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، إطلاق متبادل للأسرى، دخول فوري للمساعدات الإنسانية، ونزع سلاح حركة حماس.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن وجّهت دعوة إلى عدد كبير من الدول لحضور القمة، من بينها إيران وباكستان، في إشارة إلى سعي أمريكي لتوسيع قاعدة الدعم الدولي لخطة السلام الجديدة.
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيمثل التكتل الأوروبي في قمة السلام بشرم الشيخ. وأكد أن “هذه الخطة تتيح فرصة حقيقية لبناء سلام عادل ودائم، والاتحاد الأوروبي ملتزم بالكامل بدعم هذه الجهود والمساهمة في تنفيذها”.
وفي بيان رسمي صدر اليوم الأحد، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار الألماني فريدريش ميرتس سيتوجه إلى مصر غدًا للمشاركة في مراسم توقيع خطة وقف إطلاق النار المتعلقة بغزة، مؤكدًا أن ألمانيا ستلتزم بتنفيذ خطة السلام، مع التركيز على تثبيت وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة. وأشار البيان إلى أن المستشار الألماني سيؤكد هذا الالتزام خلال زيارته إلى شرم الشيخ.
ومن بين القادة الذين أعلنوا مشاركتهم في القمة أيضًا، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث تأتي مشاركتهما دعمًا للمساعي الإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار.
وأفاد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور مصر لحضور القمة، حيث سيؤكد دعمه لتنفيذ الاتفاق الذي قدمه ترامب من أجل إنهاء الحرب في غزة، وسيجري محادثات مع شركائه الدوليين حول الخطوات التالية لتفعيل خطة السلام.
وتتضمن الخطة، التي طرحتها الولايات المتحدة، مجموعة من البنود الأساسية، أبرزها وقف الحرب، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، تبادل الأسرى، دخول عاجل للمساعدات الإنسانية، ونزع سلاح حماس، وسط آمال بأن يشكل هذا الاتفاق بداية مسار سياسي جديد في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات بعد عامين من الحرب المستمرة، والتي خلّفت، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية، 67,806 شهيدًا و170,066 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 463 فلسطينيًا، من بينهم 157 طفلًا، في ما وصفته منظمات حقوقية بـ”إبادة جماعية” ارتُكبت بدعم أمريكي منذ 8 أكتوبر 2023.