براءة لا تعرف الخلاف.. النقض تنتصر لمصلحة الأطفال بأحكام الحضانة

كتبت :إيمان خالد خفاجي
في تأكيد على ترسيخ العدالة الأسرية، وحماية الطفولة من تداعيات الخلافات الزوجية، وإعادة الاعتبار للبراءة..تحت عنوان لطفل أولا، أرست محكمة النقض من خلال أحكامها المتواترة مبدأً قضائيًا هامًا مفاده أن الحضانة ليست مكسبًا لأحد الأبوين، بل حق أصيل للطفل، وأن المعيار الأساسي في منحها هو مصلحة الصغير النفسية والاجتماعية، بعيدًا عن رغبات الانتقام أو تصفية الحسابات بين الأزواج.
الطفل أولًا.. لا المنتصر في الدعوى
وأكدت المحكمة في أحكامها المتواترة أن الهدف من نظام الحضانة هو تأمين بيئة مستقرة للطفل تضمن له النمو السليم والطمأنينة، كما أكدت أن الغاية من الحضانة ليست إرضاء أحد الطرفين، وإنما تحقيق استقرار الصغير ورعايته بما يضمن له بيئة صالحة نفسيًا وتربويًا، موضحة أن أي نزاع حول الحضانة يجب أن ينظر بمنظور أن المصلحة الفضلى للصغير تظل هي “البوصلة” التي توجه القرارات الصادرة في الدعوي.
كما نصت الأحكام أن “الأصل في قضايا الحضانة هو مصلحة الصغير، متى توافرت في الحاضن الشروط التي تضمن حسن رعايته”، لتعيد المحكمة الاعتبار للبعد الإنساني في قضايا الأسرة، وتغلق الباب أمام من يتخذ من الحضانة وسيلة ضغط أو انتقام.
عودة العدالة الأسرية إلى مسارها
قال المستشار القانوني إبراهيم أبو الحسن، الحكم يمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مبدأ العدالة الواقعية في قضايا الأسرة، مؤكدًا أن النقض بهذا الحكم أعادت الاعتبار للهدف الإنساني من الحضانة، وهو حماية الطفل نفسيًا واجتماعيًا.
وأضاف أن تطبيق هذا المبدأ من شأنه أن يقلل من النزاعات الكيدية، ويعيد إلى الساحة القضائية مفهوم “الرحمة قبل النص”، مشيرًا إلى أن المحكمة أصبحت مطالبة بالنظر إلى ظروف الصغير واحتياجاته لا إلى أوراق الدعوى فحسب.
صوت القانون يعلو لصالح البراءة.. الحضانة ليست غنيمة بل أمانة
وشدد المختص : بهذه الأحكام وجهت محكمة النقض رسالة حازمة مفادها أن الأطفال ليسوا طرفًا في النزاع، بل جوهر القضية، وأن العدالة الحقيقية هي التي تنحاز لضعفهم واحتياجاتهم قبل أي حسابات أخرى وأن القانون مظلة حماية لا ساحة صراع.
 
				 
					



