بنان: نعمل على تأمين مصالح مصر والجنوب في البحر الأحمر وباب المندب


أيمن عامر
تمثل السواحل الجنوبية الممتدة على البحر الأحمر والبحر العربي، ولا سيما المناطق المحيطة بمضيق باب المندب، محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية لمصر والمنطقة بأسرها، لما لها من تأثير مباشر على أمنها القومي واستقرار أحد أهم شرايين التجارة الدولية المؤدية إلى قناة السويس.
ويُعد مضيق باب المندب بوابة الملاحة العالمية نحو القناة، حيث تمر من خلاله نسبة كبيرة من تجارة العالم وسفن الطاقة والبضائع. وأي تهديد أو اضطراب أمني في هذه المنطقة الحيوية ينعكس فورًا على حركة الملاحة، وعلى إيرادات قناة السويس، وعلى أمن البحر الأحمر ككل. ومن هنا تولي القاهرة اهتمامًا دقيقًا لمجمل التطورات في جنوب الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، إدراكًا لارتباط أمن هذه السواحل بمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.
وترى مصر أن استقرار السواحل الجنوبية للبحر الأحمر والبحر العربي ضرورة لا غنى عنها لحماية خطوط التجارة الدولية، ولتعزيز الأمن البحري المشترك مع الدول المطلة على البحر الأحمر. كما ترتبط القاهرة بعلاقات تاريخية وثيقة مع شعوب جنوب الجزيرة العربية، ما يعزز التعاون في تأمين الممرات الملاحية بعيدًا عن التدخلات أو الصراعات الداخلية.
وتواصل مصر، في ضوء الأزمات الدولية الحالية، توسيع شراكاتها البحرية والأمنية مع دول الإقليم لضمان استقرار هذا الممر العالمي الذي لا بديل عنه.
الأهمية الاستراتيجية للسواحل الجنوبية
أكد حسن بنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك في جنوب اليمن، أن استقرار السواحل الجنوبية في البحرين الأحمر والعربي يمثل ضمانة مباشرة لحماية المصالح المصرية ويعزز استقرار المنطقة بأكملها، ويساهم في صون مكانة قناة السويس باعتبارها أحد أهم الأعمدة الاقتصادية في العالم.
وأضاف بنان أن السواحل الممتدة على البحرين الأحمر والعربي تعد من أكثر الممرات العالمية حساسية، لما تمثله من عمق استراتيجي وموقع فريد في منظومة الأمن الدولي. وقال: “هدفنا هو تحقيق أمن شامل ومتكامل يخدم مصر ودول المنطقة ويحافظ في الوقت نفسه على المصالح الحيوية للمجتمع الدولي.”
وأوضح أن الجنوب يدرك تمام الإدراك حجم الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب، وأن القوات الجنوبية لعبت دورًا رائدًا في تأمين هذا الممر الحيوي الذي تتقاطع فيه مصالح كبرى القوى العالمية. وشدد على أن أي تحركات لتشكيل قوة لحماية هذا المضيق دون مراعاة مصالح الجنوب تمثل خطأ استراتيجيًا يجب تفاديه.
وأشار بنان إلى متانة العلاقة التاريخية بين الجنوب ومصر، والتي تعود إلى مرحلة النضال ضد الاحتلال البريطاني، مؤكدًا ضرورة تجنيب هذا الملف الحساس أي تسييس أو توظيف ضيق، لأنه يتعلق بمستقبل وطن بأكمله وأمن شعبه.
وتابع بنان قائلاً: “إن بناء القوة العسكرية المعنية بحماية الشريط الساحلي الجنوبي يجب أن يقوم على أسس وطنية خالصة، بعيدًا عن أي ولاءات أو تجاذبات لا ترقى إلى مستوى التحديات التي تواجه المنطقة.” مؤكدًا أن مضيق باب المندب يمثل نقطة شراكة استراتيجية ليس فقط مع دول الجزيرة العربية، بل ومع القوى الدولية التي ترتبط مصالحها بأمن الملاحة في هذا المضيق.
وشدد بنان على أن مصر، بحكم ارتباط أمنها الاقتصادي والعسكري بقناة السويس، تعد طرفًا رئيسيًا في معادلة الأمن في البحر الأحمر وباب المندب. كما أعاد التذكير بالمواقف التاريخية للقاهرة في دعم ثورة الاستقلال من الاحتلال البريطانى في الجنوب وسعيها لتقريب وجهات النظر بين قوى التحرير اليمنية آنذاك.
واختتم بنان بالتأكيد على ضرورة أن تكون القوة المكلفة بحماية السواحل الجنوبية قوة وطنية خالصة، تتمتع بالقدرة والكفاءة والمسؤولية التاريخية لحماية هذا الممر العالمي بعيدًا عن الانقسامات أو الولاءات الضيقة.


