تبون : الجزائر تؤكد التزامها بدعم التنمية الإفريقية وتعزيز التكامل القاري

لواندا (أنغولا) –
شارك رئيس مجلس الأمة الجزائري، السيد عزوز ناصري، ممثلاً عن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في أعمال القمة الثالثة لتمويل المنشآت من أجل التنمية في إفريقيا، المنعقدة بالعاصمة الأنغولية لواندا في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر 2025، بمشاركة قادة ومسؤولي الدول الإفريقية وعدد من ممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية.
وفي كلمة ألقاها نيابةً عن رئيس الجمهورية، نقل السيد ناصري تحيات الرئيس تبون وتمنياته الخالصة بنجاح أشغال القمة، مبرزًا تقديره الكبير لمبادرة فخامة الرئيس الأنغولي جواو لورنسو في احتضان هذا الموعد القاري الهام، وما يبذله من جهود لتعزيز وحدة القارة وخدمة قضاياها الحيوية.
وأكد ممثل رئيس الجمهورية أنّ انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت يعكس الإرادة الإفريقية المشتركة لتعزيز التعاون وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات التنموية الراهنة، مشددًا على أن البنية التحتية تمثل شرايين التنمية وركيزة التكامل الإفريقي الحقيقي، وهي أساس بلوغ أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أنّ الجزائر ظلت، عبر مختلف المراحل، مؤمنة بوحدة المصير الإفريقي ومتمسكة بمبادئ التضامن والأخوة، ماضية في التزامها الثابت بدعم مسار التنمية الشاملة في القارة، انطلاقًا من قناعتها بأنّ النهضة الاقتصادية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال بنى تحتية متكاملة وعصرية تستجيب لتطلعات الشعوب الإفريقية وتواكب تحديات العصر.
وفي استعراضٍ لأبرز المشاريع القارية التي تبادر بها الجزائر، أشار السيد ناصري إلى مجموعة من المشاريع الاستراتيجية الكبرى، من بينها:
- الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بخمس دول إفريقية ويسهم في فك العزلة عن دول الساحل.
- مشروع ربط الجنوب الجزائري بشبكة السكك الحديدية في إطار دعم التكامل الإقليمي.
- الطريق الرابط بين تندوف والزويرات في موريتانيا، الممول من الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي.
- مشروع الألياف البصرية العابرة للصحراء لتعزيز البنية الرقمية في منطقة الساحل.
- مشروع أنبوب الغاز الجزائري–النيجيري الذي يعد ركيزة استراتيجية للتعاون القاري في مجال الطاقة.
وأضاف أنّ الجزائر تواصل على المستوى الوطني تنفيذ أكثر من خمسين مشروعًا للبنية التحتية تشمل مجالات النقل والطاقة والسكن والمياه، من بينها مشاريع ضخمة للسكك الحديدية وتحلية مياه البحر وتوسيع شبكة المترو، إلى جانب برنامج وطني طموح لبناء مليوني وحدة سكنية وتطوير الأقطاب الحضرية.
وفي سياق متصل، دعا ممثل الرئيس تبون إلى اعتماد رؤية عملية واضحة للتكامل الإفريقي، تتجاوز الشعارات إلى آليات تنفيذية فعالة، من خلال:
- تسريع إنجاز المشاريع القارية الكبرى المدرجة ضمن مبادرة تطوير البنى التحتية في إفريقيا.
- وضع آلية تنسيق دائمة بين الدول والمؤسسات الإفريقية.
- تذليل العقبات التقنية والتمويلية التي تعيق التقدم.
- تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعبئة الموارد الإفريقية أولًا.
- التركيز على المشاريع ذات الأثر القاري الحقيقي التي تدعم الأمن الغذائي والطاقوي والرقمي.
وأكد السيد ناصري، في ختام الكلمة، أنّ تحقيق تطلعات القارة الإفريقية لن يتم إلا عبر إرادة جماعية صلبة تترجم الأقوال إلى أفعال، مشيرًا إلى أن البنية التحتية ليست مجرد منشآت هندسية، بل أداة للتغيير والتحول وبناء إفريقيا الجديدة.
كما شدد على أن التكامل القاري لا ينبغي أن يظل شعارًا، بل واقعًا ملموسًا، داعيًا إلى توحيد الجهود وتفعيل آليات المتابعة والتقييم والشفافية، وإشراك الشباب الإفريقي في قيادة مسيرة التحول والتنمية.
واختتم ممثل رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على استعداد الجزائر الكامل لمواصلة العمل مع أشقائها الأفارقة ومؤسسات الاتحاد الإفريقي لتحقيق التنمية القارية الشاملة، وفق رؤية الرئيس عبد المجيد تبون الرامية إلى بناء إفريقيا قوية، موحدة ومزدهرة، تتكلم بصوت واحد وتسير بإرادة واحدة نحو المستقبل .




