عرب وعالم

ترامب يلوّح بحرب برية على المخدرات وسط توتر متصاعد مع فنزويلا

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا واحدة من أكثر مراحلها توتراً خلال السنوات الأخيرة، بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه العسكري، متعهداً بتوسيع “الحرب على المخدرات” من البحر إلى البر، في خطوة يرى محللون أنها قد تمهّد لتدخل عسكري أعمق في أمريكا اللاتينية تحت غطاء مكافحة التهريب.

وباتت التحركات الأمريكية—من نشر سفن حربية وغواصة نووية في البحر الكاريبي، إلى إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا—تثير مخاوف من مواجهة مباشرة قد تتجاوز حدود “عملية أمنية” إلى صدام جيوسياسي واسع.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمة في مركز “كينيدي” إن بلاده “ستبدأ نفس العمليات على البر”، مضيفاً:

“نعرف كل طريق. نعرف كل منزل. نعرف أين يصنعون هذه القمامة، ونعرف أين يتم تجميعها بالكامل.”

ويأتي ذلك بعد إعلان واشنطن أن عملياتها البحرية أدت إلى خفض تهريب المخدرات بنسبة 94%، بينما تسعى لمعرفة مصادر الـ 6% المتبقية، وفقاً لترامب.

وتبرر الولايات المتحدة وجود قواتها في الكاريبي بمحاربة تهريب المخدرات، رغم عدم تقديمها أدلة واضحة على مسؤولية فنزويلا المباشرة عن هذه العمليات.

دفعت الولايات المتحدة بمجموعة بحرية ضخمة تشمل:

حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد”

غواصة نووية هجومية

أكثر من 16 ألف جندي

ومنذ سبتمبر الماضي، أغرقت القوات الأمريكية ما لا يقل عن 20 قارباً سريعاً، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً، في عمليات أثارت انتقادات دولية بشأن “عمليات قتل خارج نطاق القانون”.

كما أعلن ترامب على منصة “تروث سوشيال” إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا بالكامل، وهي خطوة اعتبرها خبراء إشارة إلى احتمالية عمل عسكري وشيك.

واشنطن تتهم كاراكاس منذ سنوات بعدم بذل جهود كافية لوقف تهريب المخدرات، لكن فنزويلا ترى أن الولايات المتحدة تستغل هذا الملف للتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة تغيير النظام السياسي.

الولايات المتحدة تدعم المعارضة الفنزويلية منذ عام 2017، وفرضت عقوبات واسعة على حكومة مادورو تشمل الطاقة، القطاع المالي، والطيران.

بحسب تقديرات وتحليلات سياسية، تصعيد ترامب يأتي بدافع:

ضغوط داخلية لكسب دعم المحافظين.

محاولة إعادة فرض الهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية.

منافسة النفوذ الصيني والروسي المتزايد في المنطقة.

تقديم “عدو خارجي” للرأي العام الأمريكي قبل الانتخابات.

موقف الدول الغربية والعربية

الدول الغربية

الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، ودول الاتحاد الأوروبي تتخذ موقفاً معادياً لمادورو.

تتهمه بـ”تقويض الديمقراطية” و”تزوير الانتخابات”.

فرضت عليه عشرات العقوبات منذ 2019.

الدول العربية

دول الخليج: حيادية مع ميل لواشنطن.

مصر: تلتزم موقفاً غير تدخلي وهادئ.

الجزائر – سوريا – العراق: أقرب لدعم كاراكاس أو رفض السياسات الأمريكية.

هل مادورو مرغوب دولياً؟

مادورو غير مرغوب في الغرب، لكنه يتمتع بشبكة دعم دولية قوية تشمل:

روسيا

الصين

إيران

تركيا

وتوفر هذه الدول مظلة سياسية واقتصادية تقلل من تأثير العقوبات الأمريكية.

هل الاتهامات الأمريكية لمادورو حقيقية؟

ما هو موثَّق

توجد شبكات تهريب في أمريكا اللاتينية.

بعض عناصر من الجيش الفنزويلي يُشتبه بتعاونهم مع المهربين.

ما هو مبالغ فيه

لا توجد أدلة قدمتها واشنطن تثبت تورط مادورو نفسه.

تقارير أممية تشير إلى أن كولومبيا—لا فنزويلا—هي المصدر الأكبر للكوكايين عالمياً.

الولايات المتحدة تستخدم “حرب المخدرات” كذريعة لوجود عسكري ضخم قرب فنزويلا.

تتحول “حرب المخدرات” التي تعلنها واشنطن تدريجياً إلى صراع جيوسياسي مع فنزويلا، تتداخل فيه الحسابات الانتخابية الأمريكية مع صراع النفوذ الدولي، في وقت يواصل فيه ترامب التصعيد باتجاه مواجهة قد تغيّر توازنات المنطقة بأكملها.

وفي خضم ذلك، يبقى السؤال:
هل ستكتفي واشنطن بالضغط البحري والإعلامي… أم أننا أمام حرب برّية على الأبواب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى