عرب وعالم

تصاعد التوتر بين واشنطن وبوغوتا ولقاء مفاجئ يخفف الأزمة

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وكولومبيا انفراجة حذرة بعد لقاء غير معلن بين الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو والسفير الأمريكي المؤقت جون ماكنمارا في العاصمة بوغوتا، عقب يوم واحد من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الكولومبية.
ورغم غياب تصريحات رسمية بعد الاجتماع، اعتبر مراقبون أن اللقاء أعاد قنوات الاتصال بين البلدين وفتح باب التهدئة بعد أسابيع من التصعيد السياسي والاقتصادي.

جذور الأزمة بين ترامب وبيترو

بدأت الأزمة عندما صعّد ترامب لهجته تجاه كولومبيا منتصف سبتمبر الماضي، متهمًا حكومة بيترو بالفشل في مكافحة تجارة المخدرات.
وردّ الرئيس الكولومبي في الأمم المتحدة بانتقادات حادة للإدارة الأمريكية، ما دفع واشنطن إلى سحب تأشيرة بيترو مؤقتًا، وتجميد بعض برامج التعاون الأمني.
هذا التوتر ترافق مع تصريحات متبادلة وتصعيد إعلامي بين الطرفين، مما هدد اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين منذ أكثر من عقد.

العلاقات الاقتصادية في مهبّ الاختبار

تُعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لكولومبيا، إذ تستقبل نحو 26% من صادراتها، وتوفر القسم الأكبر من الاستثمارات الأجنبية والمساعدات الأمنية.
ويخشى خبراء الاقتصاد أن تؤدي أي رسوم جمركية جديدة إلى ضربة مباشرة للاقتصاد الكولومبي، خصوصًا في قطاعي القهوة والنفط.
وقال بيترو في مقابلة صحفية إن بلاده “لن تقبل فرض رسوم تتعارض مع اتفاقية التجارة الحرة”، مشيرًا إلى أن “أي تصعيد اقتصادي سيكون مكلفًا للطرفين”.

لقاء بوغوتا يعيد الدبلوماسية إلى الواجهة

الاجتماع بين بيترو وماكنمارا جرى بعيدًا عن وسائل الإعلام، لكن مصادر حكومية أكدت أنه تناول “سبل الحفاظ على التعاون الاستراتيجي بين البلدين”.
ورغم عدم صدور بيان مشترك، يرى محللون أن اللقاء أظهر رغبة متبادلة في منع انزلاق العلاقات نحو أزمة شاملة.
كما يُنظر إلى الخطوة باعتبارها اختبارًا مبكرًا لسياسات ترامب تجاه حلفائه في أمريكا اللاتينية.

فنزويلا.. الملف الأكثر حساسية

تتصاعد التوترات أيضًا بسبب الملف الفنزويلي، الذي يمثل نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين.
فبينما يرفض بيترو الاعتراف الكامل بفوز نيكولاس مادورو في انتخابات 2024، يحتفظ بعلاقات دبلوماسية معه، في حين يشدد ترامب حملته ضد النظام الفنزويلي عبر عمليات عسكرية محدودة في الكاريبي تستهدف تهريب المخدرات.
هذه التطورات جعلت بوغوتا في موقف معقد بين واشنطن وكاراكاس.

ملامح المرحلة المقبلة

لم يُعلن ترامب حتى الآن قراره النهائي بشأن الرسوم الجمركية، ما يبقي حالة الترقب وعدم اليقين في الأسواق الكولومبية.
ويرى خبراء أن الأيام المقبلة ستحدد ما إذا كانت واشنطن ستتجه نحو التصعيد أو ستمنح الدبلوماسية فرصة جديدة.
وقال دبلوماسي كولومبي سابق إن “اللقاء الأخير أوقف التدهور مؤقتًا، لكنه لم ينهِ أسباب الأزمة”.

الجدول الزمني للأحداث

التاريخ الحدث
يوليو 2024 فوز مادورو المثير للجدل في فنزويلا
سبتمبر 2024 ترامب ينتقد كولومبيا بسبب مكافحة المخدرات
23 سبتمبر 2024 بيترو يهاجم واشنطن في الأمم المتحدة
27 سبتمبر 2024 ترامب يسحب تأشيرة بيترو
18 أكتوبر 2025 لقاء مغلق بين بيترو والسفير الأمريكي في بوغوتا

رغم التوترات السياسية والتجارية بين البلدين، فإن اللقاء الأخير أعاد الأمل في احتواء الأزمة، لكنه لم يلغِ جذور الخلاف.
ويرجّح مراقبون أن تظل العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة محكومة بتوازن المصالح والضغوط الداخلية في البلدين، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة في بوغوتا وواشنطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى