تلوث المياه

بقلم/ دكتور مجدي أبو بكر – أستاذ الكيمياء التطبيقية البيئية جامعة عين شمس
قال الله تعالى في كتابه الكريم “وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون” صدق الله العظيم .. حدث منذ ما يقرب من أسبوعين جدل وتخبط شديد بشأن موضوع حيوي يرتبط بحياة الإنسان ووجوده وهو ما أثير بشأن تلوث مياه النيل مما أثار الذعر بين المواطنين.
وفيما يتعلق بجودة المياه فهي عامل حيوي إذ يمكن أن تكون مميتة بالنسبة للإنسان والكائنات الحية كما أن الجودة يقاس بها مظاهر ورفاهية حياة الشعوب في البلدان المختلفة لاسيما ونحن نرى دولا نعتبرها متقدمة تراجع فيها معيار جودة المياه بصورة كبيرة مثل إنجلترا وفرنسا التي أصبحت أنهارها ملوثة بمياه الصرف الصحي.
ولتعريف كلمة مياه/ ماء نقول إنه سائل شفاف عديم الطعم واللون والرائحة يتكون من عنصري الأكسجين والهيدروجين ومن هنا كانت لمصر الريادة في منطقة الشرق الأوسط تحديدا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وميناء السخنة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وعندما نتحدث عن المياه فإننا لا بد أن نذكر أنواعها سواء المياه السطحية الجارية أو المياه الجوفية واهم مصادرهما الأمطار لذلك عندما نتحدث عن تلوث المياه التي تعرف بأنها حالة من البعد عن التوازن الطبيعي لها نتيجة مخلفات أنشطة الإنسان في المناطق السكنية وتتمثل في مياه الصرف الصحي أو أنشطة الإنسان الصناعية وما ينجم عنها من مخلفات في صورة صرف صناعي محمل بالعناصر الكيميائية الثقيلة والمواد المشعة ومخلفات الأنشطة البترولية وبقايا البلاستي، كما يمكن أن تكون مخلفات الصرف الزراعي المحمل بالمبيدات وبقايا الأسمدة الكيماوية سببا رئيسيا في تلوث المياه.
أيضاً وفي بعض الأحيان نجد عبر تحليل عينات من المياه وجود آثار ملوثات بيولوجية مثل الفيروسات والبكتريا التي تسبب أوبئة وأمراض تشبه الكوليرا والإسهال والغثيان والقيء.
ومن أهم علامات تلوث المياه تغير طعم مياه الشرب والروائح الكريهة المنبعثة من الأنهار والبحيرات وشواطئ البحار مما يؤدي إلى نقص أعداد الكائنات البحرية والأسماك الأمر الذي يؤدي إلى آثار بيئية خطيرة واختلال التوازن البيولوجي والإضرار بالثروة المائية التي تعتبر أهم مكون من مكونات البيئة غير الحية، كما يظهر تأثير هذا التلوث في انخفاض جودة المحاصيل والمنتجات الزراعية والتأثير البيئي الضار على المحميات الطبيعية والحياة الطبيعية والبرية في عالم الحيوان والنبات على السواء.
وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية الحفاظ على جودة المياه خاصة في الأماكن الترفيهية والسياحية وأماكن ممارسة الأنشطة البحرية التي يعشقها السائحون ومصر بصفة خاصة مليئة بمثل هذه الأماكن الخلابة التي تمثل قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم.
وبناء على ما تقدم نؤكد ونشدد على ضرورة الحفاظ على معايير جودة المياه، كما ننبه لأهمية ترشيد استخدام المياه الصالحة للشرب ويكفي أن نعرف أن تكلفة معالجة متر مكعب واحد من المياه غير الصالحة للاستخدام الادمي تصل إلى نحو خمسة عشر جنيها.