جريمة الإسماعيلية.. ألعاب الفيديو العنيفة تزرع بذور الإجرام في عقول المراهقين

كتبت :إيمان خالد خفاجي
صدمة المجتمع بعد جريمة الإسماعيلية
أعادت جريمة قتل تلميذ الإسماعيلية على يد زميله — البالغ من العمر 13 عامًا فقط — النقاش من جديد حول خطورة ألعاب الفيديو العنيفة وتأثيرها على سلوك الأطفال والمراهقين. الجريمة التي نفذها المتهم بوحشية، إذ قطع جسد الضحية إلى أجزاء وألقاها في الطريق، كشفت أمام جهات التحقيق عن مفاجأة صادمة؛ حيث تبين أن الطفل استوحى تفاصيل جريمته من لعبة إلكترونية عنيفة ظل يمارسها بجنون، بالإضافة إلى مقاطع شاهدها في أفلام أجنبية.
تلك الواقعة البشعة فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات عديدة: هل باتت الألعاب الإلكترونية العنيفة تصنع جيلًا جديدًا من المجرمين الصغار؟
دراسات تحذر من خطر الألعاب العنيفة على عقول الأطفال
بحسب دراسة صادرة عن مركز ميشيجان للوقاية من العنف ضد الشباب، فقد ثبت أن ألعاب الفيديو التي تتضمن مشاهد قتل ومعارك تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الأطفال والمراهقين. وأكد الباحثون أن هناك “أدلة تجريبية قوية” على أن هذه الألعاب ترتبط بزيادة العدوانية، خاصة بين الأطفال في المراحل الحساسة من تنشئتهم الاجتماعية، وأن تأثيرها يكون أعمق عندما يشارك الطفل بنفسه في العنف الافتراضي.
العنف التفاعلي أخطر من مشاهد الأفلام
وركزت الدراسة على مقارنة آثار العنف التفاعلي في ألعاب الفيديو بالعنف السلبي في الأفلام والتلفزيون، حيث خضع أكثر من 500 طفل وشاب للتجربة. وأظهرت النتائج أن من مارسوا ألعابًا عنيفة أصبحوا أكثر عدوانية في تصرفاتهم اليومية، وأكثر استعدادًا لاستخدام العنف اللفظي أو الجسدي مع زملائهم.
كما بينت النتائج أن هؤلاء الأطفال باتوا ينظرون إلى العالم من منظور عدواني، ويعتبرون العنف وسيلة طبيعية لحل النزاعات.
من اللعب إلى الجريمة.. وقائع تثير الرعب
لم تكن جريمة الإسماعيلية الأولى من نوعها، فالعالم شهد حوادث مشابهة ارتبطت بألعاب الفيديو. ففي واقعة شهيرة، ارتبطت جريمة قتل بطفلة بسبب لعبة “فورتنايت”، كما شهدت فرنسا جريمة مشابهة بعد أن قتل شاب فتاة متأثرًا بلعبة إلكترونية. هذه الوقائع دفعت الخبراء للتحذير من أن الإفراط في ممارسة الألعاب العنيفة قد يؤدي إلى تبلد المشاعر وتقبل العنف كأمر اعتيادي.
الخلاصة: ناقوس خطر يقرع
جريمة الإسماعيلية ليست حادثة عابرة، بل جرس إنذار يدق بقوة في وجه المجتمع والأسرة والمدرسة. فحين يتحول الطفل من لاعب إلى قاتل، علينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا: من المسؤول؟ هل هي الألعاب؟ أم غياب الرقابة؟ أم مجتمع يغفل عن بناء الوعي في عقول أبنائه قبل أن يتركهم في عالم افتراضي لا يعرف الرحمة؟