الرئيسيةمقالات الرأي

جميلة ما شياو جينغ تكتب : عندما تشرق الشمس على الأحلام – “مدينة الضياء” المدبلج بالعربية

 

بقلم  : جميلة ما شياو جينغ، إعلامية صينية

قبل ستين عاما، تأسست منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم في الصين، محققة قفزة تاريخية في نظامها الاجتماعي، لتفتح بذلك صفحة جديدة في تاريخها. وبمناسبة هذه الذكرى، تبث قناة CGTN أول مسلسل درامي يركز على الحياة الحضرية المعاصرة في شيتسانغ بعنوان “مدينة الضياء” (مدبلج إلى العربية)، ليأخذكم عبر عدسة الدراما إلى نبض العصر في هذه المنطقة.

ستون عاما من المسيرة: من أعماق الهضاب إلى النور

ستون عاما بالنسبة لأرضٍ ما تعني الانتقال من البدايات إلى النضج. فمنذ تأسيس شيتسانغ ذاتية الحكم، تغل بت على ظروف طبيعية قاسية، وأظهرت سرعة تنموية مدهشة:

 • توسّع اقتصادي متواصل وتحسّن في الجودة والكفاءة.

 • شبكة مواصلات انتقلت من الانغلاق إلى الانفتاح، مع تطور الطرق والسكك الحديدية والطيران، ما عزز صلة شيتسانغ بالعالم الخارجي.

 • ازدهار قطاعات الثقافة والسياحة، وجذب المزيد من الزوار لاكتشاف جمال الهضبة وسحرها.

 • تحسّن ملحوظ في مستوى معيشة السكان، وارتفاع الدخول، وتعزيز ضمانات الصحة والتعليم، ما رفع منسوب السعادة والشعور بالإنجاز.

كل هذه التحولات تشكّل بصمة حقيقية للتغيرات الواقعية في شيتسانغ، وتكتب فصلا من “تاريخ الكفاح” الذي يعكس إصرار الناس وإيمانهم بالسير نحو حياة أفضل فوق الهضبة الثلجية.

“مدينة الضياء”: مرآة للحياة الواقعية

بفضل هذا الإرث التاريخي، يبدو المسلسل “مدينة الضياء” مؤثرا بشكل خاص. فهو لا يقدم أساطير خيالية، بل ينطلق من منظور شباب شيتسانغ العاديين، ليحكي قصصهم في السعي وراء الأحلام وشجاعتهم في مواجهة تحديات الحياة. وقد يرى المشاهدون في هذه الشخصيات صورة لأصدقائهم أو عائلاتهم أو حتى لأنفسهم في لحظات الكفاح والاجتهاد.

إنه ليس مجرد عمل درامي، بل مرآة تعكس قوة الأمل المتراكم لدى شعب شيتسانغ على مدى ستين عاما. وكما أن شمس الهضبة دافئة وثابتة، فإن المسلسل ينقل بدوره نورا لا ينطفئ رغم قسوة الرياح والصعاب.

مغزى المشاركة: صدى دافئ يعبر المسافات

اخترنا دبلجة المسلسل إلى اللغة العربية لأننا نؤمن بأن الأمل والإلهام قيم عالمية تتجاوز الحدود. فالأحلام والكفاح لا يعرفان موطنا أو لغة. قد لا يطأ المشاهد العربي قدميه على الهضبة، لكنه في أحداث المسلسل سيجد صدى مألوفا من الصبر والشجاعة، ذلك الطريق الذي يسلكه كل شاب وهو يسعى نحو مستقبله.

وفي الذكرى الستين لتأسيس منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم، لم يعد المسلسل مجرد عمل ثقافي، بل صار دعوة مفتوحة: لنعبر معا الجبال والأنهار، ونستشعر شعاع الأمل القادم من الهضبة الثلجية.

دعوة صادقة

إذا كان مسلسل “مدينة الضياء” قد جعلكم ترون على الشاشة أحلام الهضبة وصلابتها، فإن أمنيتنا الأكبر أن نرحّب بكم يوما ما على أرض الواقع. فشوارع لاسا المضيئة، وقصر بوتالا المهيب، وابتسامات شعب شيتسانغ الدافئة والبسيطة، كلها في انتظار لقائكم.

في المستقبل، نرحّب بكم بصدق أيها الأصدقاء العرب لزيارة هذه “مدينة الضياء”، لتشعروا عن قرب بنبض الهضبة الثلجية وألقها الحقيقي.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى