الرئيسيةعرب وعالم

حين اشتعل الشرق… باكستان ترفع الصوت في وجه العاصفة

تصعيد التهديدات و تفجير موازين القوى في قلب المنطقة

  خالد جادالله

مفترق النار والدبلوماسية عندما تصرخ الأرض وترد باكستان

إسلام آباد | 23 يونيو 2025

في لحظة يتجمّد فيها الزمن وتشتعل فيها الحدود اجتمعت قاعة مغلقة في قلب إسلام آباد لاختزال قلق أمة وصرخة إقليم ، ما جرى اليوم في العاصمة الباكستانية لم يكن مجرد اجتماع أمني عادي، بل كان بمثابة وقوف التاريخ على قدميه، ليستمع إلى صوت باكستان وهي تقول كلمتها وسط النيران التي تلتهم الجغرافيا والاتفاقيات والضمير العالمي.

في اجتماع طارئ للجنة الأمن القومي، جلس رئيس الوزراء محمد شهباز شريف محاطًا بكبار قادة الأمن والعسكر والاستخبارات، ليقود نقاشًا صاخبًا على وقع العدوان الإسرائيلي الغادر على إيران ، عدوان جاء بينما كانت الدبلوماسية تُمدّ يدها من واشنطن إلى طهران، فإذا بالصواريخ تقاطع الحديث وتنسف لغة السلام

اللجنة لم تُدِن فحسب بل أطلقت موقفًا ناريًا يساوي في صداه وقع الضربات ذاتها

“هذا الاعتداء ليس فقط تصعيدًا عسكريًا بل استهتارًا فجًّا بميثاق الأمم المتحدة وضربة مباشرة في قلب القانون الدولي وانتهاك صارخ لكل ما يُفترض أن يُسمى ‘نظام عالمي.

ولم يكن الصمت خيارًا و في سابقة دبلوماسية لافتة عبّر مجلس الأمن القومي عن تضامنه المطلق مع طهران مؤكدًا أن من حق أي دولة أن تدافع عن سيادتها ضد الاعتداء أيًّا كان مصدره

لكن النقاش لم يقف عند حدود الإدانة فقد حذّرت باكستان بوضوح من “الانفجار الإقليمي” المحتمل إذا استمرت إسرائيل في اللعب بالنار خصوصًا بعد استهداف منشآت نووية حساسة في فوردو ونطنز وأصفهان مما قد يُحول المنطقة إلى حقل رماد مفتوح لا يعرف منتصراً  وفي وسط هذا الغليان أطلقت اللجنة رسالة مزدوجة تحذير شديد اللهجة إلى كل من يجرّ المنطقة نحو الهاوية وتأكيد على التزام باكستان بخيار الدبلوماسية النشطة والتدخل السياسي المتزن لإنقاذ ما تبقى من فرص للسلام

في لحظة بات فيها القانون الدولي أضعف من ضوء شمعة في عاصفة جاءت باكستان لتقول إنها لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تسمح أن تتحول حدودها الشرقية والغربية إلى مسرح للحروب بالوكالة

وقد  دعت لجنة الأمن القومي جميع القوى إلى “العودة إلى الطاولة قبل أن تنفجر الطاولة ذاتها” مطالبة بالاحتكام للعقل وليس لبراميل البارود.

زر الذهاب إلى الأعلى