
كتب : خالد جادالله
طوكيو تفتح بوابة المستقبل حين يتحدث الذكاء الاصطناعي بلغته الخاصة ، تخيل أن تدخل قاعة في قلب طوكيو، ويستقبلك المستقبل لا خيال علمي، ولا مؤثرات بصرية فقط علم، تقنية، وعقول تُعيد تشكيل العالم حرفيًا أمام عينيك
هذا ما حدث في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي احتضنته مدينة التكنولوجيا الأولى في طوكيو.
المؤتمر الذي كسر حاجز التوقعات
في 7 و8 يوليو تحولت قاعات فندق Daiwa Roynet Nishi‑Shinjuku إلى خلية نحل من العقول اللامعة والأنظمة الذكية والخوارزميات المتقدمة ، بعد خارج المختبرات هنا لا تُناقش التكنولوجيا فحسب بل تُخلق ، المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتكنولوجيا ولكن هذا ليس مجرد مؤتمر تقني آخر بل منصة شبه سرّية للنخبة التقنية والعلماء والمبتكرين الذين يصنعون الغد.
الذكاء الاصطناعي يكتب سطره الجديد بلغة الإنسان
من أبرز ما لفت الأنظار هو الجيل الجديد من نظم الذكاء الاصطناعي التي لا تكتفي بتنفيذ الأوامر بل تُجادلك تُحللك بل وحتى تتنبأ بسلوكك في المستقبل القريب قدمت شركة ناشئة يابانية نموذجًا أوليًا لمساعد شخصي يعتمد على تحليل مشاعرك من نبرة صوتك وحركات جسدك ليتفاعل معك بعاطفة حقيقية تقريبًا والمثير أكثر النموذج لا يتعلم فقط منك بل يتعلم عنك ويتطور معك ويُشكل مع الوقت شخصية رقمية خاصة بك
بيانات كُبرى ومسؤولية أكبر
المؤتمر لم يغفل التحديات الأخلاقية التي ترافق هذا التقدم المذهل في إحدى الجلسات الساخنة ناقش الحضور تأثير الذكاء الاصطناعي على خصوصية الإنسان خاصة في ظل القدرة المتزايدة للأنظمة على تتبع السلوك وتوقع القرارات
عقول من 40 دولة وحديث بلغة واحدة المستقبل
شارك في المؤتمر باحثون ومبتكرون من أكثر من 40 دولة وجمعت الجلسات شخصيات من MIT، جامعة طوكيو، Google DeepMind، والعديد من مختبرات المستقبل لكن اللافت أن اللغة التي جمعتهم لم تكن الإنجليزية بل كانت لغة الرؤية المستقبلية حيث الجميع يتحدث عن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل البشرية أفضل لا فقط أسرع
رسالة طوكيو إلى العالم
في نهاية المؤتمر قال أحد المتحدثين اليابانيين جملة اختصرت كل شيء الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للعقل البشري إنه امتداده ويبدو أن هذا الامتداد بدأ يأخذ شكله الحقيقي الآن وسط أبراج طوكيو، وأمام عيون من حضروا لحظة تحوّل الخيال إلى حقيقة.