الرئيسيةعرب وعالم

حين يصبح العلاج رحلة إنسانية آلاف المرضى يعبرون العالم بحثًا عن فرصة للشفاء

طب بلا حدود لماذا يقصد مرضى العالم مستشفى واحدة في أميركا


بقلم : خالد جادالله

علاج بلا حدود كيف تحوّلت المستشفيات العالمية إلى جسور إنسانية لشفاء العابرين للقارات

في عالمٍ تتلاشى فيه الحواجز أمام التكنولوجيا والمعلومات لا يزال المريض في كثير من الأحيان رهينة حدود جغرافية ونُظم صحية متباينة ومع ذلك تبرز تجارب فريدة مثل تجربة مايو كلينك حيث يتحوّل السفر من بلد إلى آخر من أجل العلاج إلى رحلة إنسانية متكاملة يتداخل فيها الطب مع الكرامة والتشخيص مع الراحة النفسية والعلاج مع الأمل

أكثر من مجرد مستشفى فلسفة تعبر الحدود

في كل عام يقطع عشرات الآلاف من المرضى من أكثر من 150 دولة آلاف الكيلومترات إلى ولاية مينيسوتا الأمريكية أو فروع مايو كلينك في أريزونا وفلوريدا بحثًا عن إجابة أو أمل أو خطة علاج تختلف عمّا سمعوه في بلادهم

لكن ما الذي يجعل مايو كلينك تتجاوز كونها مجرد منشأة طبية ولماذا يفضلها المرضى الدوليون رغم المسافة وتكاليف السفر

السر وفقًا لتحليلات غير منشورة، يكمن في نموذج الرعاية المتمركز حول الإنسان لا المرض فالمريض هنا لا يُعامل كحالة سريرية بل كشخص له قصة وتفاصيل و يجب الاعتناء بها

تجربة دولية تبدأ من لحظة الوصول

منذ لحظة الهبوط في المطار يُستقبل المرضى الدوليون من قِبل طاقم متعدد اللغات  مدرّب ليس فقط على الترجمة بل على تفسير المشاعر وتُحجز لهم الإقامات وتُنظَّم المواعيد مسبقًا وتُجرى الفحوصات غالبًا في غضون 48 ساعةو هي جزء من التزام المكان بعدم ترك المريض في فوضى الانتظار

الرعاية الثقافية طب يفهمك بلغتك وهناك وحدات لدعم التنوّع الثقافي ويوجد افضل الأطباء للعناية بالمريض

حيث تُؤخذ خلفية المريض الدينية والاجتماعية والغذائية بعين الاعتبار في أحد الأقسام يشرف طاقم على إعداد وجبات خاصة للمرضى المسلمين خلال رمضان وفي قسم آخر تُوفر جلسات علاج نفسي ناطقة باللغة الإسبانية لمرضى أمريكا اللاتينية

الذكاء الاصطناعي يُترجم الألم

في سابقة فريدة بدأت مايو كلينك باختبار أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط حديث المرضى غير المباشرة وخاصة مَن لا يستطيعون التعبير بدقة بسبب اختلاف اللغة أحد الأطباء قال
أحيانًا لا يخبرك المريض عن ألمه لكن نبرة صوته تقول كل شيء

حين يصبح الطب لغة عالمية

في زمنٍ تعلو فيه الأصوات  المنادية بالغلق والتقييد تفتح المستشفيات الدولية المتقدمة أبوابها لتكون جواز سفر جديدًا لمن أنهكهم المرض من مايو كلينك إلى مؤسسات أخرى مشابهة تبرز حقيقة واحدة الصحة لا تعترف بالحدود والعلاج ليس ترفًا بل حق إنساني عابر للقارات

زر الذهاب إلى الأعلى