الرئيسيةمقالات الرأي

د سالار التاوكوزى يكتب : ثلاث مراث لأخي سوران الذي خطفته طلقة قبل أيام

كردستان العراق             

   بقلم :  د . سالار  التاوكوزى

 

1. مرثية وجدانية حديثة

 

أخي…

لم أشبعْ من دفءِ صوتِكَ،

لم يملأْ كفّي من سلامِكَ،

لم أُدرك أنّ اللّقاءَ

يُؤجَّلُ حتى يبتلعَ الموتُ أحلامَنا.

 

كنتَ مؤمنا تقيا نقيا صادقا

تُشعلُ قنديلَ الدارِ بإيمانك 

وتُصلّي كي ينامَ صغارُكَ

على جناحِ الأمان.

 

طلقةٌ طائشةٌ

سرقتكَ من بين قلوبِنا،

وغادرتَ…

والبيتُ ما زال ينتظرُ خُطاكَ،

ما زالت ابنتُكَ الصغيرةُ

تُنادِي: أبي… أبي…

ولا تجيبُ.

 

سلاماً لروحِكَ،

سلاماً لوجهك النوراني البشوش والبرىء

الذي لن تُطفئَه الطلقاتُ،

لأنَّكَ كنتَ حياةً…

وستبقى حياة.

 

 

2. مرثية إيمانية بلغة قريبة من القرآن

 

أخي…

يا من كنت أشم منك رائحة طيبة والدي المرحوم،

يا من مضيتَ طاهراً كالصلاة،

كريماً كالدعاء.

 

لم يَخْنُكَ العمرُ،

لكنَّ الأقدارَ سبقتْ خطانا،

فكنتَ شهيدَ طلقةٍ عمياء

يسكن في جوفه قلب من الحجر.

 

تركْتَ وراءَكَ وديعةَ الله:

ولدَينِ كالأقمارِ في ليلٍ يتيم،

وبنتاً صغيرةً

تُسبّحُ باسمكَ كلّ مساء،

تسألُ عن دفءِ حضن

لن يعود.

 

أخي…

نمْ قريرَ العين،

فإنَّ ربّكَ لطيفٌ بعباده،

وهو أرحمُ باليتامى من آبائهم،

وأرحمُ بك من حزنِنا عليك.

 

سلامٌ عليك

يومَ وُلدتَ،

ويومَ ارتقيتَ برصاصٍ طائش،

ويومَ تُبعثُ حياً.

 

 

 

3. مرثية تراثية على نهج الخنساء

 

وا أُخَيَّاهْ…

كنتَ عمادَ البيتِ،

وسراجَ أهلي،

رحلتَ وما شبعتُ من ضيائكَ.

 

وا أُخَيَّاهْ…

كنتَ تُصلّي والليلُ ساكن،

وتبكي في خفاءٍ

كأنّكَ تخشى أن تسمعَكَ الملائكةُ،

رحلتَ وما شبعتَ من عمرِكَ.

 

وا أُخَيَّاهْ…

طلقةٌ لا تعرفُ اسماً

مزّقتْ قلبَنا،

وأيتَمتْ ولدَينِ صغيرينِ،

وبنتاً تنامُ على دموعِها.

 

وا أُخَيَّاهْ…

كيفَ أطيق الحياة من غيابِكَ

غير بيتك، فأين أجد عند الخوف أماناً؟

كيفَ أطرقُ بابَكَ

ولا أسمعُ سلاماً؟

 

وا أُخَيَّاهْ…

نمْ في ثرىً طيّبٍ،

فإنّكَ شهيدٌ،

وإنّكَ حيٌّ عندَ ربّكَ،

وإنّا لفقدِكَ باكون…

باكون…


إلى أن نلقاك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى