الرئيسيةمنوعات

نمو الطلب على النفط يتصاعد.. أوبك تتوقع زيادة 1.3 مليون برميل يوميًا في 2025

مستقبل الطاقة عبر توقعات دقيقة واستراتيجيات متوازنة

كتب: خالد جادالله

النفط بين دقة التوقعات وغموض المستقبل لماذا تتجه أنظار العالم إلى 2025

في عالم تتغير فيه ملامح الطاقة بوتيرة غير مسبوقة، يبقى النفط قلب المعادلة النابض، يضبط إيقاع الاقتصاد العالمي من خلف الكواليس وبينما تعصف التوقعات المتشائمة بأسواق الطاقة، تخرج بعض الأصوات الهادئة والواثقة، لتؤكد أن المسار ما زال صاعدًا لكن ليس كما يعتقد الجميع.

و في عام 2025، تشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا. هذا الرقم، رغم ما يبدو عليه من تحفظ، يحمل بين طياته إشارات خفية عن مستقبل الاقتصاد العالمي، ومتانة الأسواق، وتحولات لا تلوح في الأفق بعد.

دقة لا تُخطئ الهدف

في الوقت الذي تتسابق فيه التحليلات وتتنازع التوقعات بين التفاؤل والتشاؤم تعتمد إحدى كبرى الكيانات العالمية العاملة في مجال الطاقة على نهج مغاير تمامًا والتحليل الواقعي العميق من قبل60 خبيرًا من الطراز الرفيع يقودون عمليات الرصد والتنبؤ مستخدمين أحدث الأدوات العلمية والبيانات الدقيقة التي يتم جمعها من كل ركن في العالم والنتيجة وقد أثبتت توقعات عامًا بعد عام أنها الأقرب إلى الواقع مقارنة بتوقعات ضجيج السوق

الولايات المتحدة محرك غير مرئي للطلب

لا يمكن الحديث عن نمو الطلب دون التوقف عند الولايات المتحدة السوق الأكبر عالميًا والتي تستهلك ما بين 9 إلى 10 ملايين برميل يوميًا من البنزين إلى الديزل مرورًا بحركة الطيران المتصاعدة والتجارة العالمية التي استعادت أنفاسها بعد أزمات متعاقبة تأتي أمريكا لتدفع الطلب مجددًا نحو الارتفاع معززةً المسار الصاعد الذي يُتوقع أن يستمر خلال الربع الثالث من هذا العام

حينما تتفوق الرؤية على التشاؤم

من المثير للانتباه أن التوقعات السابقة التي رسمت سيناريوهات سوداوية عن فائض كبير في السوق أو انهيارات سعرية لم تجد لها مكانًا في الواقع بل على العكس أظهرت السوق قدرة لافتة على استيعاب الزيادات الإنتاجية دون اضطرابات كبيرة
و من هنا تتجلى براعة السياسات المدروسة وخاصة ما يتعلق بخفض الإنتاج الطوعي من قبل ثماني دول رئيسية والذي ساهم بفاعلية في حفظ التوازن وتماسك الأسعار في أكثر اللحظات صعوبة

مستقبل الطاقة ليس مسار واحد

و تحت عنوان مسارات مستقبل الطاقة جاء تأكيد صريح على أن التحول الطاقي ليس قالبًا جامدًا يُفرض على الجميع فلكل دولة ظروفها واحتياجاتها، وقدراتها، وهذا يتطلب مرونة فكرية ومقاربات متعددة بدلًا من نماذج موحدة مفروضة

والحديث عن النفط لم يعد مجرد أرقام برميلية أو رسومات بيانية إنه جزء من معادلة أكبر تتداخل فيها السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة المتجددة لكن المؤكد حتى الآن هو أن البوصلة ما زالت تشير إلى النفط ولو تغيرت الأشكال والمسارات

وفي زمن تتغير فيه الحقائق بسرعة الضوء تبقى بعض التوقعات الراسخة مرساة الأمان وسط أمواج التحولات ومن يدري ربما يكون عام 2025 مفاجأة العام على صعيد الطاقة العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى