الرئيسيةمقالات الرأي

رسائل الإمارات من بكين على هامش المنتدى العربي الصين

بقلم/ محمد عبيد المهيري

حسابات معقدة ومصالح متداخلة يمر بها العالم، وفي القلب منها المنطقة العربية التي أدركت ضرورة تنويع وتعزيز العلاقات مع دول العالم وخاصة القوى الكبرى، ويأتي انعقاد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الخميس المقبل في بكين ليؤكد على هذا التوجه.

رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد سيكون على رأس المشاركين في المنتدى، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي قيس سعيد خلال زيارتهم لبكين في الفترة من 28 مايو الجاري إلى 1 يونيو المقبل.

المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي يعقد في ظرف حساس تمر به المنطقة العربية وسط تحديات إقليمية ودولية وسعي دول المنطقة لتعزيز التعاون خاصة في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا، هذا بخلاف العمل على حشد أكبر قدر من الدعم الدولي لإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة، فيما تمثل الصين صوتا مهما على المستوى الدولي خاصة عضويتها الدائمة داخل مجلس الأمن الدولي.

ولهذا سيركز منتدى التعاون الصيني العربي في نسخته العاشرة، على صياغة خطة تنمية شاملة للعلاقات الصينية العربية، بل سيتمخض عنه نتائج فعلية تعزز هذا التعاون فمن المرتقب اعتماد ثلاث وثائق في ختام المنتدى وهى إعلان بكين والبرنامج التنفيذى لمنتدى التعاون العربى الصينى 2024 – 2026، وأخيرا إصدار بيان مشترك حول القضية الفلسطينية، ويوضح البيان الأخير المرتقب أن المنتدى لن يكون مجرد ساحة للتعاون الاقتصادي وإنما مجالا مهما للتنسيق السياسي بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

ووسط هذا، الإمارات حاضرة بقوة من خلال علاقتها مع بكين فهي فاعل مهم في تطوير العلاقات العربية الصينية، خاصة بعد بدء عضويتها رسميا في مجموعة البريكس يناير الماضي والتي تضم الصين، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2023 نحو 95 مليار دولار، فيما يسعى البلدان إلى زيادته لنحو 200 مليار دولار بحلول العام 2030، فقد باتت بكين أكبر شريك تجاري للإمارات بفضل العلاقات القوية بين الجانبين ودور أبوظبي المتنامي في مشروع طريق الحرير الذي تعد المنطقة العربية فاعلا ومساهما رئيسيا فيه لتحقيق أكبر قد من المنفعة والمصالح المتبادلة.

الإمارات أدركت أهمية تنويع العلاقات مع الصين ليس فقط تجاريا وسياسيا وإنما ثقافيا، ففي رسالة للرئيس الصيني شي جين بينج أمس الأحد لطلاب “مشروع تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة” والذي أطلق منذ خمس سنوات في الإمارات رحب بشغفهم لتعلم اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية، حيث يشارك في هذا المشروع أكثر من 71 ألف طالب.

الرئيس شي حث في رسالته الطلاب الإماراتيين على التعمق في دراسة اللغة وفهم الثقافة الصينية، ليكونوا سفراء للتواصل وجيلا يسهم في ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وأن يصبحوا حلقة وصل في مسيرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، لتؤكد لنا هذه الرسالة أن الإمارات أدركت أهمية تنمية وتيرة هذه العلاقات ليس فقط على المستوى الثنائي ولكن على مستوى التعاون العربي الصيني والتي سنرى نتائجها سوى في المنتدى العربي الصيني وزيارة سمو الشيخ محمد بن زايد لبكين ولقائه الرئيس الصيني.

زر الذهاب إلى الأعلى