الرئيسيةعرب وعالم

رصاص في وجه الجوع.. مجزرة غرب رفح تودي بحياة مدنيين

يشهد العالم صمتًا قاتلًا بينما ينزف أطفال غزة بلا رحمة

كتب : خالد جادالله

“رصاص في وجه الجوع”، مجزرة غرب رفح تودي بحياة مدنيين بينهم طفل قرب مركز للمساعدات

 

غزة في مشهد يُجسّد المعاناة المركّبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، تحوّلت لحظة انتظار المعونات الإنسانية إلى لحظة وداعٍ أخير، حين اخترق رصاص الاحتلال جسد طفل واثنين من المدنيين، أثناء تجمعهم قرب مركز توزيع المساعدات غرب مدينة رفح، جنوب القطاع.

 

طفل كان ينتظر كيس دقيق.. فحصل على رصاصة

كان “آدم”، الطفل ذو الثمانية أعوام  قد خرج صباح اليوم ممسكًا بيد والدته يلهث خلف شاحنة كانت في طريقها لتفريغ مساعدات غذائية في مركز مؤقت تديره الأمم المتحدة  بالقرب من حي الجنينة في رفح لم يكن يحمل سلاحًا ولم يكن يعرف الحرب إلا من صفارات الإنذار وركام المنازل كل ما أراده هو كيس دقيق فكانت الرصاصة أسرع إليه , تقول والدته التي أُصيبت بجروح طفيفة, وقد بدت في حالة صدمة
كنتُ أُمسك بيده وقبل أن أصل للصندوق سمعنا طلقات رأيته يسقط ولم أستطع حتى أن أصرخ

رصاص الاحتلال يتربص بالجوعى

وفق شهود عيان من سكان المنطقة لم يكن هناك أي وجود لمسلحين أو مظاهر اشتباك بل فقط طابور طويل من العائلات ينتظرون دورهم للحصول على مساعدات طارئة وبشكل مفاجئ أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في منطقة أمنية محاذية النار بشكل مباشر تجاه التجمع ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين أحدهم الطفل آدم وإصابة آخرين بينهم نساء

 

تقول مريم السبع وهي متطوعة تعمل في توزيع المساعدات , لا يمكن وصف ما حدث إلا بأنه إعدام جماعي لمدنيين لم نر أي مبرر لإطلاق النار كل من سقط كان يحمل كرتونة طعام وليس سلاحًا ,  أنه ضوء أخضر لمزيد من الانتهاكات ورغم تكرار الحوادث المشابهة منذ بدء العدوان الأخير لم تصدر أي جهة دولية حتى الآن بيانًا يُدين ما حدث بشكل صريح وهناك محللون يرون أن استهداف المدنيين في لحظات تلقي المساعدات , يمثل نمطًا متكررًا في الأسابيع الأخيرة ويهدف إلى تقويض أي محاولة لصمود السكان أو تخفيف الأزمة الإنسانية ولكن الجديد هذه المرة أن الاستهداف وقع في وضح النهار أمام عدسات بعض الهواتف المحمولة وفي مكان معروف للأمم المتحدة

في رفح.. لا أحد ينجو من القصف أو الجوع

باتت رفح المدينة الحدودية التي كانت تُعرف بـملاذ النازحين عنوانًا للمجازر اليومية ومع انعدام الأمن الغذائي، وشح المياه، وتوقف معظم المرافق الصحية أصبح المدنيون بين فكي كماشةإما أن يموتوا جوعًا أو برصاصة طائشة و تقول أم حسن وهي جدة لخمسة أطفال وتعيش في خيمة قرب مركز المساعدات , نُخاطر بأرواحنا لأجل كيس طحين وحتى هذا لم يعد مضمونًا لم يعد أحد هنا ينتظر الحياة فقط ننتظر الموت بطريقة أقل قسوة

زر الذهاب إلى الأعلى