عرب وعالم

روس كونجرس: اختيار القاهرة للمؤتمر الروسي–الأفريقي قرار استراتيجي يعكس مكانة مصر الدولية

أيمن عامر

أشاد ألكسندر ستوجليف، رئيس مؤسسة روس كونجرس الروسية، بالنجاح الواسع للمؤتمر الوزاري الروسي–الأفريقي الذي انطلقت أعماله في القاهرة، برئاسة وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وبمشاركة وزراء خارجية ومسؤولين رفيعي المستوى وسفراء وممثلي مؤسسات دبلوماسية واقتصادية من 53 دولة.

وأكد ستوجليف أن انعقاد المؤتمر بهذا الزخم يمثل خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والدول الأفريقية، ودعم مسارات التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي.

قرار استراتيجي باختيار القاهرة

أكد ستوجليف أن اختيار القاهرة لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري الروسي–الأفريقي، وكذلك القمة الروسية–الأفريقية الثالثة في 2026، يعد «قرارًا استراتيجيًا» يعكس إدراك موسكو لأهمية مصر الإقليمية والدولية.

وأوضح أن مصر تشكل موقعًا لوجستيًا محوريًا وبوابة اقتصادية رئيسية للدول الأفريقية، إلى جانب تأثيرها في الملفات الدولية، ما يجعلها منصة مثالية لاحتضان فعاليات دولية كبرى.

وأضاف أن الاستضافة المصرية تسهم في دفع التدفقات السياحية وجذب الاهتمام العالمي نحو القاهرة كعاصمة للمؤتمرات الدولية.

مزايا لوجستية واقتصادية

وأشار رئيس روس كونجرس إلى أن وجود البنك الأفريقي ومركز الصادرات الروسي في مصر يسهّل عمليات المدفوعات وتداول السلع وإنهاء الإجراءات، بما يمنح القاهرة أفضلية تشغيلية واضحة.

ودعا ستوجليف إلى إعفاء رجال الأعمال—خاصة أصحاب المشروعات الصغيرة والمطاعم—من التأشيرات المدفوعة، باعتبارها خطوة من شأنها دعم التجارة البينية وتنشيط السياحة.

180 بندًا على جدول التعاون

وأوضح أن المؤتمر يتضمن جدول أعمال واسعًا يضم 180 بندًا لتطوير آليات العمل المشترك بين روسيا ومصر والدول الأفريقية، مع تحديث إجراءات وآليات تمنع نشوء أي نزاعات أو خلافات مستقبلية.

وأكد أن المؤتمر يسعى لتوحيد الجهود واستثمار المكاسب المشتركة بهدف تعزيز مسار الشراكة الاستراتيجية.

الاستثمار الروسي في أفريقيا

ولفت ستوجليف إلى أن الجلسات الخاصة بالمؤتمر تناولت فرص الاستثمار الروسي في مجالات التعدين والطاقة المتجددة والزراعة والتعليم، إضافة إلى مناقشة برامج المنح الدراسية وبناء القدرات البشرية في الدول الأفريقية.

وأوضح أنه في حال نشوب خلافات أو أزمات، فإن هناك آليات دولية معتمدة للفصل فيها، مؤكدًا أن دور مؤسسة روس كونجرس تنظيمي بالأساس ويهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الدول.

مؤسسة روس كونجرس: منصة دولية للتنمية

واستعرض ستوجليف تاريخ المؤسسة، موضحًا أنها تأسست عام 2007 بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين، لتكون منصة حكومية كبرى لتنظيم المؤتمرات والمنتديات الدولية في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها داخل روسيا وخارجها.

وأضاف أن المؤسسة تضطلع بدور فعال في دعم التعاون بين روسيا ومصر والدول الأفريقية والآسيوية.

كما استعرض مسار القمم الروسية–الأفريقية، بدءًا من قمة سوتشي 2019، ثم قمة سانت بطرسبورج، وصولًا إلى النسخة الحالية بالقاهرة والاستعداد للقمة الثالثة عام 2026.

نتائج اقتصادية متوقعة

وتوقع ستوجليف أن يخرج المؤتمر بحصيلة اقتصادية مهمة، إلى جانب بحث الخطوات التحضيرية للقمة المقبلة وتطوير الشراكة الاقتصادية مع دول أفريقيا عبر خطط تنموية شاملة.

وكشف أيضًا عن تنظيم روسيا المنتدى الدولي لقضايا النقل عام 2026 في سانت بطرسبورج، مؤكدًا أن مصر ستكون في مقدمة الدول المشاركة لما لها من دور محوري في سلاسل الإمداد العالمية.

وشدد على الأهمية الخاصة التي توليها موسكو لمصر باعتبارها شريكًا استراتيجيًا ومنصة رئيسية لتعزيز التعاون الروسي–الأفريقي.

جلسة الافتتاح: شراكات تستند إلى المصالح المتبادلة

افتتح وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرجي لافروف الجلسة الرئيسية للمؤتمر بمشاركة واسعة من الوفود الأفريقية.

https://vt.tiktok.com/ZSPb7D37m/

وأكد المتحدثون خلال الجلسة أن الحوار الروسي–الأفريقي أصبح ضرورة استراتيجية في ظل التحديات الدولية المت加يرة، مشيرين إلى أهمية بناء شراكات قائمة على المصالح المتبادلة والتعاون المشترك.

وتناول المؤتمر ملفات الأمن الغذائي، والطاقة، والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، إضافة إلى دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز الدبلوماسية الوقائية في القارة.

https://vt.tiktok.com/ZSPb7U1xU/

شراكات تنموية

وشدد وزير الخارجية المصري على أهمية تعزيز الحوار الثلاثي بين مصر–روسيا–أفريقيا لضمان استدامة المشاريع التنموية وتنفيذ الخطط الاقتصادية المشتركة، مؤكدًا أن مصر تعد بوابة رئيسية للتعاون مع القارة.

من جانبه، أكد لافروف أن روسيا ترى أفريقيا «شريكًا محوريًا» في عالم سريع التحول، معربًا عن حرص موسكو على توسيع استثماراتها في القارة وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي ونقل الخبرات.

فعاليات مكثفة على مدار يومين

تستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين، وتشمل جلسات فنية وورش عمل ومعارض متخصصة لاستعراض نماذج التعاون الناجحة بين الجانبين، مع توقعات بإبرام عدة اتفاقات ومذكرات تفاهم في ختام أعمال المؤتمر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى