زراعة البترول في مصر

بقلم/ الدكتور مجدي أبو بكر
منذ أن أعلنت مصر عن نهضتها الصناعية التي ترافقت مع زيادة الرقعة الزراعية من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية واستخدام الطرق الحديثة في الري بغرض ترشيد استهلاك المياه اتجهت الأنظار إلى استخدام المياه التي توفرها محطات معالجة مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي والصرف الصناعي لري الأراضي الصحراوية مع اختيار نوعية الزراعات والمحاصيل الزراعية التي تتماشى مع كل مرحلة من مراحل المعالجة.
وقد كان لزاما قبل التفكير في استصلاح الأراضي الصحراوية اختيار انواع المنتجات الزراعية والأشجار والنباتات المطلوب استزراعها أن يتم دراسة الأقاليم المناخية المصرية وكذلك المجتمعات النباتية في البيئة المصرية.
لذلك تم تحديد الأقليم الصحراوي والاقليم الصحراوي شديد الحرارة حيث تقع محافظتا الاقصر وأسوان وذلك لزراعة بذور نبتة الجاتروفا وأشجار الجوجوبا وهمية الطحالب واستخراج زيوت غير غذائية تمتاز بخصائص ومواصفات كيميائية مماثلة لوقود الديزل تسمى الوقود الحيوي.
وهذه الزراعات ذات عوائد اقتصادية كما أن لها من الأهمية البيئية مكانة لعدة أسباب أهمها كونها صديقة للبيئة في قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتعتمد في الري على المياه المعالجة من محطات الصرف كما تنتج زيوتا تستخدم كوقود حيوي (بيو ديزل) بديل لمنتجات السولار والديزل وهما من مشتقات البترول في معامل التكرير وتصنيع المنتجات البترولية.
ولذلك جاء العنوان زراعة البترول في مصر بمعنى انتاج مواد بترولية من زراعات حيوية يمكن استخدامها كطاقة بديلة ونظيفة صديقة للبيئة حيث يمكن للفدان الواحد من أشجار الجاتروفا أن يمتص ٤٥٠ كجم من ثاني أكسيد الكربون وإطلاق ٥٥٠ كجم من الأكسجين.
واخيرا تجدر الإشارة إلى الاستخدامات الأخرى لنبتة الجوجوبا وأشجار الجاتروفا مثل عمليات تصنيع الصابون الطبي والشامبو والجلسرين وبعض المركبات العضوية المستخدمة في الصناعات الدوائية والطبية.