زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.. تحولات إقليمية وقمة حاسمة في الرياض

كتبت :إيمان خالد خفاجي
يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في زيارة محورية، تختلف جذريًا عن زيارته الأولى عام 2017، في ظل تغيرات إقليمية ودولية جذرية أعادت رسم خريطة النفوذ في المنطقة، وتبدأ الجولة من السعودية، قبل أن تشمل قطر والإمارات العربية المتحدة، وسط ترقّب كبير من العواصم الخليجية والعالمية.
قمة خليجية حاسمة.. إعادة رسم التحالفات
تشهد العاصمة الرياض قمة مرتقبة تجمع ترامب بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، حيث من المتوقع أن تضع أسسًا جديدة للتحالفات السياسية والعسكرية في المنطقة. ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة تعريف دورها في الشرق الأوسط بعد سنوات من التراجع والانكفاء.
وقال الدكتور علي العنزي، رئيس قسم الإعلام السابق بجامعة الملك سعود، إن “زيارة ترامب تمثل نقطة تحول تاريخية، واختيار السعودية كبداية للجولة يعكس رهانا أميركيا على دور الرياض القيادي في المنطقة”.
تصاعد التوترات في غزة.. والملف الفلسطيني في الواجهةتأتي زيارة ترامب في ظل تصعيد حاد تشهده غزة، مع تفاقم الوضع الإنساني واستمرار الحصار الإسرائيلي، ما يضع الملف الفلسطيني في مقدمة أجندة القمة الخليجية. وتُعوّل دول الخليج، خصوصًا السعودية، على أن تؤدي هذه الزيارة إلى تحريك الجمود السياسي والدفع باتجاه حل جذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار العنزي إلى أن “إدارة ترامب الجديدة، بحكم تحررها من الأيديولوجيات السابقة، قد تتبنى نهجًا أكثر براغماتية في التعاطي مع القضايا الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية”.
انسحاب إيران وتراجع نفوذها الإقليمي
وتشير التطورات الميدانية إلى تراجع واضح في نفوذ إيران ووكلائها في المنطقة، من لبنان إلى سوريا والعراق، وصولاً إلى اليمن، حيث اضطر الحوثيون للموافقة على وقف إطلاق النار تحت ضغط أميركي متصاعد. ويرى محللون أن ترامب يسعى إلى فرض معادلة ردع جديدة تُنهي مرحلة التمدد الإيراني، وتعزز النفوذ العربي والأميركي.
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن “ترامب يمتلك القدرة على فرض توازن جديد في المنطقة، يراعي المصالح الأمنية والاقتصادية للدول العربية، دون الإخلال بالموقع الاستراتيجي للولايات المتحدة”.
وحدة الموقف الخليجي.. مفتاح الاستقرار
في ظل التحولات الجيوسياسية، يبرز مطلب توحيد المواقف الخليجية والعربية كأحد أهم أهداف القمة، بحسب ما أكده السفير زياد المجالي، الدبلوماسي الأردني السابق، الذي شدد على ضرورة ربط المصالح الاقتصادية بالأمنية، قائلاً: “ترامب ينظر إلى المنطقة من زاوية استثمارية وتجارية، ويجب على الدول العربية ترجمة هذا التوجه إلى تفاهمات أمنية طويلة الأمد”.
زيارة ترامب للشرق الأوسط.. مرحلة جديدة من الشراكة
زيارة ترامب الحالية تمثل محاولة لإعادة بناء الثقة بين واشنطن وعواصم المنطقة، خصوصًا بعد إخفاق سياسات الانسحاب والانكماش التي اتبعتها إدارات سابقة. وتشير التحليلات إلى أن مخرجات القمة المرتقبة قد تؤدي إلى تفاهمات استراتيجية كبرى، تشمل التعاون العسكري، تعزيز الاستثمارات، وربما اتفاقيات دفاع مشترك.
–