زيلينسكي يرحّب بتقدّم نسبي في مسار السلام
واشنطن وكييف: أي اتفاق يجب أن يحترم السيادة الأوكرانية بالكامل

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقدّم الذي تحقّق عقب سلسلة محادثات جنيف بين المفاوضين الأوكرانيين والأوروبيين والأميركيين، مؤكداً أنّ الحوار الأخير أسفر عن “خطوات مهمّة”، لكنه شدّد في الوقت ذاته على أنّ الطريق نحو “سلام حقيقي” لا يزال بحاجة إلى “جهود أكبر بكثير” من جميع الأطراف المعنية.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر عبر الفيديو في السويد اليوم (الاثنين)، أوضح زيلينسكي أنّ بعض النقاط الحساسة نجحت بلاده في إدراجها ضمن مسار التفاوض الجديد مع واشنطن، معتبراً أن هذه الخطوات “مشجعة لكنها غير كافية لإنهاء الحرب”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى ضرورة أن تتحمّل روسيا “الثمن الكامل” للحرب، مشدداً على أهمية اتخاذ قرار نهائي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة في تمويل عملية التعويضات وإعادة الإعمار. وجاء هذا الموقف بينما تستمر الولايات المتحدة وأوكرانيا في العمل على تعديل المقترح الأميركي للسلام بعد الانتقادات التي وُجهت إليه باعتباره منحازاً لموسكو.
وفي سياق التحركات الدبلوماسية المكثفة، أعلن الكرملين أنّ الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان سيجريان اتصالاً هاتفياً اليوم، بالتزامن مع تصريحات الأخير التي أكد فيها أنه سيلتقي بوتين لبحث إعادة تفعيل اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، في إطار جهود تركيا للموازنة بين علاقاتها مع الطرفين.
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا أنه تحدث مع زيلينسكي قبيل اجتماع طارئ لقادة الاتحاد الأوروبي في أنغولا، قائلاً إن “وحدة الموقف الأوروبي ضرورية لتحقيق نتيجة إيجابية لخطة السلام”. ويتوقع أن يناقش قادة الاتحاد النسخة المحدثة من المقترح الأميركي، والبحث في صيغة مشتركة لدعم أوكرانيا سياسياً واقتصادياً.
أما وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، فأعلن تحقيق “نجاح حاسم” يتمثّل في إزالة النقاط التي كانت تثير خلافات حادة، خصوصاً تلك المتعلقة بأوروبا وحلف شمال الأطلسي. كما شدّد على أن مسألة التنازل عن الأراضي تبقى من بين الملفات الأكثر حساسية، مؤكداً أن “خطوط الجبهة الحالية يجب أن تشكل قاعدة البداية للمفاوضات، وليس نهايتها”.
وقال الوزير المجري بيتر سيارتو إن خطة السلام المؤلفة من 28 نقطة تمثل “فرصة حقيقية لإنهاء النزاع”، داعياً السياسيين الأوروبيين إلى دعمها دون شروط.
وفي الوقت ذاته، أعلنت واشنطن وكييف أنهما توصلتا إلى “إطار محدّث” بعد يوم كامل من الاجتماعات في جنيف، مؤكدتين أن أي اتفاق يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا بالكامل. وجاء هذا التطور فيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد منح كييف مهلة حتى 27 نوفمبر للرد على الخطة الأصلية.
ورغم المناقشات الدبلوماسية المستمرة، لا تزال التطورات الميدانية تلقي بظلالها على المشهد؛ إذ أعلن رئيس بلدية خاركيف مقتل أربعة أشخاص في هجوم بطائرة مسيّرة روسية، ما يؤكد استمرار التصعيد على الجبهات بالتوازي مع الجهود السياسية.




