سفير استراليا بالقاهرة آفاق واعدة لتطوير وتعزيز التجارة والاستثمار مع مصر

دعاء زكريا
أكد أكسل وابنهورست سفير استراليا بالقاهرة، على أن العلاقات المصرية الأسترالية علاقة جيدة وممتدة ، مشيرا إلى أن هناك آفاق واعدة لتطوير وتعزيز التجارة والاستثمار في الفترة القادمة وخاصة القطاعات الحيوية.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الأسترالي بجمعية رجال الأعمال المصريين اليوم بحضور مصطفى إبراهيم رئيس مجلس الأعمال المصري الأسترالي بجمعية رجال الأعمال المصريين وكلا من وائل عبد الرحيم وزير مفوض تجاري بوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية وكوكبة من رجال الأعمال المصريين منهم محمد فوزي مدير مبيعات بمصر والقاهرة الإفريقية بشركة الكبوس وياسر غنيم مستشار التصدير بالاتحاد العام لرجال الأعمال والمستثمرين العرب والمهندس جمال جبر عضو جمعية رجال الأعمال المصريين.

واستعرض السفير الاسترالي أهمية الزيارة التي قام بها الحاكم العام الأسترالي إلى مصر في أبريل الماضي، والتي تضمنت لقاءً مهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تركزت المناقشات الرئيسية حول الاستثمار َالتبادل التجاري.
وأضاف وابنهورست أن الزيارة لم تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل شملت أيضاً برنامجاً ثقافياً مهماً تضمن زيارة الأهرامات والمتحف المصري الكبير، مشيرا إلى الاهتمام الأسترالي الكبير بمصر القديمة (مثل معرض “رمسيس العظيم: ذهب الفراعنة” في سيدني) الذي استقبل 500 ألف زائر، متوقعا أن تكون هذه الفعاليات نقطة انطلاق لزيادة السياحة الأسترالية إلى مصر.
وأشار إلى أن حوالي 60 ألف مقيم في أستراليا ولدوا في مصر، وتقدر السفارة المصرية في أستراليا عدد الأستراليين من أصول مصرية بحوالي 350 ألف نسمة، لافتاً إلى وجود وزيرين حاليين في الحكومة الأسترالية من خلفية مصرية.
وذكر وابنهورست أن إحصاءات التجارة الحالية بين مصر واستراليا تعد جيدة ، ولكنه يأمل في مزيد من التعاون خلال الفترة القادمة
وأوضح السفير أهمية احتساب التجارة في الخدمات، و أن أكبر صادرات مصر إلى أستراليا، وفقاً للإحصاءات الحكومية الأسترالية، هي في الواقع السفر الترفيهي (السياحة)، بقيمة حوالي 160 مليون دولار أسترالي (ما يعادل 112 مليون دولار أمريكي).
واضاف وابنهورست أن الصادرات المصرية لأستراليا تضمن أيضا الأسمدة، ومواد البناء (مثل الجير)، والمنسوجات والملابس، أما بالنسبة للصادرات الأسترالية إلى مصر، تتضمن الخضروات (مثل الفول، العدس، والحمص)، التي تشكل أكثر من 50% من قيمة الصادرات، بالإضافة إلى الألومينا والتعليم واللحوم وأعلاف الحيوانات والصوف، وبعض الآلات غير الكهربائية.

وبالنسبة للقطاعات الواعدة للتعاون المستقبلي، يرى السفير الاسترالي أن قطاع التعدين يمثل مجالاً واعداً، موضحا أنه تاريخياً كانت شركة أسترالية تدير أكبر منجم ذهب في مصر، منجم السكري، ورغم أن الشركة الأسترالية لم تعد تمتلك المنجم، إلا أن شركة مقاولات أسترالية تسمى “Capital Drilling” لا تزال نشطة فيه، وهو ما يوضح مدى التاريخ العميق للعلاقات في التعدين.
ولفت إلى أن بلاده استثمرت حوالي 40 مليار دولار أسترالي بهذا القطاع في أفريقيا ككل حالياً، ، موضحا امتلاك مصر موارد معدنية كبيرة، ولدى أستراليا الخبرة اللازمة، الأمر الذي يمثل أفاقا واسعة للتعاون المستقبلي.
وقال السفير الاسترالي أنه تحدث عن ذلك التعاون مع وزراء مصريين،
وأعتقد أن الخطوة التالية ستكون نظر البرلمان المصري في اتفاقية نموذجية لاستغلال التعدين، والتي ستوضح تقاسم الإيرادات بين الحكومة المصرية والمستثمرين،
ونوه السفير بأنه سيتم عقد مؤتمر للتعدين في أستراليا يسمى “Africa Down Under” في بيرث في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر من هذا العام، حيث تم دعوة وزير البترول والثروة المعدنية المصري للمشاركة، كذلك يستطيع القطاع الخاص المشاركة أيضا ، حيث ستكون جميع شركات التعدين الأسترالية موجودة هناك، قائلا” إذا كانت أي منظمة مصرية مهتمة بالتعاون في التعدين، فإن ذلك المكان ممتاز”.
وأشار السفير الاسترالي إلى وجود شركة أسترالية حالياً ضمن المستثمرين المحتملين في مشاريع الهيدروجين الأخضر في مصر وهي شركة “فورتسكو للمستقبل للصناعات” (Fortescue Future Industries)، والتي تجري حالياً دراسة جدوى بموجب مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية، منوها بأن شركة هندسية أسترالية أخرى تسمى “والي” (Wally) تقدم استشارات للحكومة المصرية بشأن استراتيجيتها للهيدروجين الأخضر.
وأكد أن الزراعة مجال كبير جداً وهناك إمكانات جيدة للاستثمار فيه، مشيرا ألى نشاط شركة أسترالية بالفعل في مصر، وهي شركة “روبيكون ووتر” (Rubicon Water) التي تدير قنوات الري، وهناك مشروع تجريبي بالفعل بالقرب من سوهاج، لافتا ألى إمكانية تصدير الأغنام الحية (حتى عام 2028)وأبقار التربية من أستراليا إلى مصر.
وبالنسبة للصادرات المصرية الزراعية إلى أستراليا، ذكر أن ذلك يتطلب إثبات وجود طلب عليها في أستراليا لتجاوز قوانين الأمن الحيوي الصارمة نسبياً، متوقعا أيضاً بحوثاً زراعية مشتركة قريبا حيث زار المجلس الأسترالي للبحوث الزراعية الدولية مصر مؤخراً لمناقشة مجالات التعاون المحتملة مثل سلالات المحاصيل المقاومة للجفاف.
وعن قطاع الرعاية الصحية، أشار إلى وجود مذكرة تفاهم بين هيئة الرعاية الصحية المصرية و”المعايير الأسترالية للرعاية الصحية الدولية لمقارنة المعايير الصحية.
ونوه بوجود شركات أسترالية أخرى نشطة في مصر، مثل شركات في مجال زراعة القوقعة (لضعاف السمع)، بالإضافة إلى التكنولوجيا الأسترالية المستخدمة في طباعة الأوراق النقدية البلاستيكية.
وشدد على أن السفارة مستعدة لتسهيل التواصل وربط الشركات المصرية بنظيرتها الأسترالية من خلال قسم التجارة في السفارة والتواصل مع هيئة التجارة الأسترالية (Austrade). لافتا إلى تجديد اتفاقية الاستثمار الثنائية، مما سيساعد على تشجيع التجارة والاستثمار بين البلدين.