عرب وعالم

 سفير الجزائر بالقاهرة: ثورة نوفمبر كانت ميلاد أمة ورسالة خالدة في مسيرة التحرر العربي

 

أيمن عامر

 

احتفلت سفارة الجزائر بالقاهرة بالذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحررية الجزائرية المجيدة، في حفلٍ مهيب أقيم بمقر السفارة، بحضور عدد من الوزراء والسفراء وممثلي جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية، إلى جانب نخبة من الشخصيات العامة والإعلاميين وأصدقاء الجزائر في مصر.

 

وقد شارك في المناسبة المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، ممثلاً لدولة رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، كما حضرها عدد من المسؤولين العرب والأجانب، وأعضاء السلك الدبلوماسي في القاهرة.

 

🔹 كلمة السفير محمد سفيان براح

 

وفي كلمته خلال الاحتفال، رحّب السفير محمد سفيان براح بالحضور الكريم، معربًا عن اعتزازه بإحياء هذه الذكرى التي قال إنها “من أعزّ الذكريات في وجدان الأمة الجزائرية، ورمز لبطولات شعب آمن بأن الحرية لا توهب بل تُنتزع بإرادةٍ لا تلين”.

 

وأضاف: “الخامس من نوفمبر ليس مجرد تاريخ في رزنامة الجزائريين، بل هو قسمٌ خالدٌ على الوفاء لتضحيات الشهداء الذين كتبوا بدمائهم ملحمة الاستقلال، وجعلوا من الجزائر وطنًا حرًا وسيدًا في قراره وإرادته.”

 

وتابع قائلاً: “من روح نوفمبر الخالدة تستمر الدروس والعبر، لتؤكد أن الاستعمار مهما تلثمّ بأقنعة زائفة يبقى نقيضًا للحرية والكرامة، وأن وحدة الصف والتضحية هي سر النصر والخلود.”

 

🔹 الجزائر ومصر.. علاقة أخوة وتاريخ مشترك

 

وأشاد السفير براح بالعلاقات التاريخية المتميزة بين الجزائر ومصر، مؤكدًا أنها تمتد جذورها إلى أيام الثورة التحريرية الجزائرية، حين احتضنت مصر الناصرية القضية الجزائرية، وقدّمت لها الدعم السياسي والعسكري والإعلامي بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر.

 

وقال السفير في هذا السياق:

 

> “العلاقة بين الجزائر ومصر ليست علاقة دبلوماسية فحسب، بل هي علاقة متجذّرة في التاريخ، تقوم على وحدة المصير، واحترام متبادل، وتكامل في الرؤى والمواقف. وكما كانت بالأمس نموذجًا للتضامن العربي، فإنها اليوم تظلّ نموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية – العربية القائمة على الثقة والتعاون ووحدة الهدف.”

 

وأشار إلى أن العلاقات الثنائية تشهد دينامية قوية بفضل زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة ولقائه بأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي مهّدت لمرحلة جديدة من التعاون ورفعت حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى خمسة مليارات دولار سنويًا.

 

وأضاف أن القاهرة ستستضيف هذا الشهر الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية–المصرية، مؤكدًا أنها تمثل “نقطة انطلاق لشراكة استراتيجية واعدة تعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.”

 

🔹 مواقف الجزائر الثابتة من القضايا العربية

 

وأكد السفير براح أن الجزائر تظل وفيةً لرسالتها التحرّرية، ومتمسكةً بنصرة قضايا الحق والكرامة في كل مكان، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلاً:

 

> “القضية الفلسطينية تجسّد جوهر الضمير العربي ومقياس العدالة الإنسانية. والجزائر تواصل دعمها الثابت والمبدئي للشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.”

 

كما جدّد تأكيد بلاده على دعمها لسيادة لبنان وسوريا وليبيا واليمن والسودان، ومساندتها لحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، التزامًا بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية.

 

🔹 الجزائر الجديدة.. معركة البناء والتنمية

 

وفي ختام كلمته، أشار السفير إلى أن الجزائر تخوض اليوم “معركة البناء والتنمية” بروح نوفمبر ذاتها، مؤكدًا أن بلاده حققت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في الإصلاح الاقتصادي، مسجّلةً معدل نمو بلغ 3.6% سنة 2024، وارتفاعًا في الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات بنسبة 4.8%، مع تجاوز الصادرات غير النفطية خمسة مليارات دولار.

 

وقال:

 

“الحرية مسؤولية، والسيادة التزام، والاستقلال الحقيقي لا يكتمل إلا حين يُسمع صوت العدالة أعلى من كل صوت. والجزائر ماضية في طريقها بثقة نحو بناء اقتصاد متوازن ومستدام يرتكز على الإنسان والمعرفة والإنتاج.”

 

واختتم السفير كلمته قائلاً:

 

“رحم الله شهداءنا الأبرار، وحفظ الله الجزائر ومصر وسائر أوطاننا العربية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

 

📸 ختام الاحتفال

 

تخلّل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الثورة الجزائرية ومسيرة التحرير، وتكريم عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية التي أسهمت في تعزيز العلاقات الجزائرية المصرية، وسط أجواء احتفالية تجسّد عمق الروابط الأخوية بين الشعبين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى