عرب وعالم

سلطنة عُمان تشارك في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة

عبدالرحمن ابودوح

تشارك سلطنة عُمان، اليوم الأحد، في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قيادات من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، في خطوة تعكس التزام السلطنة الراسخ بدعم التضامن العربي والإسلامي، ورفض كافة أشكال الانتهاكات التي تمس سيادة الدول واستقرار المنطقة.

ويأتي هذا التحرك العُماني في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وسط دعوات متزايدة إلى بلورة موقف عربي وإسلامي موحّد لمواجهة التهديدات المتزايدة ضد الأمن القومي العربي.

اتصال أممي يُبرز الدور العُماني

وفي السياق ذاته، تلقى السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، اتصالًا هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لبحث تطورات المشهد الإقليمي، والاستماع إلى رؤية السلطنة حيال سُبل التهدئة ودعم مساعي السلام.

ويؤكد هذا الاتصال الأممي أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وموقفها الثابت الداعم لنهج الحوار والدبلوماسية، واحترام القانون الدولي، والحلول السلمية للنزاعات.

موقف ثابت من الاعتداءات

وفي تصريحات رسمية، أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مشاركة السلطنة في القمة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصعيد عسكري وسياسي غير مسبوق في المنطقة.

وأضاف أن ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة من استهداف مباشر يمثل مساسًا بسيادة دولة عربية، وتهديدًا للأمن الخليجي والعربي، مؤكدًا أن “من يمسّ أمن قطر يمسّ أمن الخليج بأكمله”، مشددًا على ضرورة الرد العربي والإسلامي المشترك عبر موقف حازم يتجاوز البيانات إلى التحرك الفعلي والضغط الدولي.

دعم عُماني لجهود الوساطة والعدالة الدولية

وأشار الرحبي إلى الدور الحيوي الذي تقوم به كل من قطر ومصر في الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وشدّد على أن هذه الجهود الإنسانية والسياسية تستحق الدعم لا التشكيك، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تقويض أي مساعٍ عقلانية ومتزنة عبر حملات عدوانية تستهدف الوسطاء.

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، جدّد السفير العُماني موقف بلاده الداعم لـ إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، داعيًا إلى وقف ازدواجية المعايير الدولية التي تُدين مقاومة شعب أعزل، بينما تتجاهل إرهاب الدولة المنظم.

نحو موقف موحّد وإصلاح العمل العربي المشترك

واختتم الرحبي تصريحه بالتأكيد على أن القمّة تمثل فرصة استراتيجية لبناء موقف عربي إسلامي موحّد، يستند إلى احترام سيادة الدول، ورفض الاعتداءات، ودعم المبادرات الإنسانية والدبلوماسية، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية إصلاح منظومة العمل العربي المشترك داخل جامعة الدول العربية، بما يتناسب مع التحديات الراهنة، ويدفع باتجاه حماية الأمن القومي العربي من محاولات الهيمنة أو إشاعة الفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى