الرئيسيةمقالات الرأي

سياحة البريكس.. خطوات متقدمة نحو الريادة

بقلم: محمد عبيد المهيري

“تعزيز التعددية من أجل التنمية العادلة والأمن في العالم”، كان هذا شعار اجتماع وزراء السياحة لدول مجموعة “بريكس” والذي عقد في موسكو يوم الجمعة الماضي بمشاركة مصر والإمارات وذلك بعد سريان عضويتهما رسميا في هذا التجمع الدولي المهم منذ يناير 2024.

اجتماع وزارء السياحة في دول البريكس يمثل خطوة مهمة بالنسبة للدول العربية الأعضاء في هذه المجموعة الصاعدة وتفعيل حقيقي للعضوية والاستفادة من مزايا هذا التكتل، فقد أدركت دولنا أهمية سياسة تنويع التحالفات والشراكات الدولية واستغلال قدراتها وإمكاناتها المادية والبشرية وموقعها الجغرافي والجيوسياسي المتميز.

كذلك تدرك الدول الكبرى ومثل هذه المجموعات والتكتلات الأهمية والمكانة الاستراتيجية لدول المنطقة العربية، فهي إضافة ومكسب لأي تجمع تشارك فيه خاصة وأن دولنا تحظى بالعديد من المميزات والتنوع الثري في الموارد الطبيعية بخلاف قدراتها البشرية وطموح وهمة أبنائها.

وجاء اجتماع وزارء السياحة في دول البريكس ليؤكد لنا هذه الحقيقة، فالمملكة العربية السعودية التي هي عضو بالمجموعة لم تعد تقتصر على السياحة الدينية واستقبال حجاج بيت الله الحرام ولكن قطعت أشواطا مهما في السياحة الترفيهية والأثرية، كما هو حال دولة الإمارات التي نجحت خلال سنوات معدودات في تصدر وجهات السياحة العالمية وإبهار القاصي والداني بمدى التقدم الذي حققته في هذه الصناعة، فقد حلت في المرتبة الأولى إقليميا والمرتبة 18 عالميا في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

أما بالنسبة لمصر الحضارة والتاريخ فهي غنية بموقعها الجغرافي المتميز وأثارها التاريخية التي تمتد لآلاف السنوات وعبر العصور المختلفة لتكون شاهدة على تنوع وثراء أرض الفراعنة، لنلاحظ سويا تنوع منطقتنا العربية في قطاع السياحة الذي بات من أهم القطاعات الحيوية ومصدر دخل مهم وأساسي لدولنا.

وقد عبر عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة خلال مشاركته بالاجتماع عن هذا النهج مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون السياحي مع دول مجموعة بريكس، وفتح آفاق جديدة لتنمية الشراكات السياحية المستدامة، وبما يعزز مكانة الدولة وجهة سياحية رائدة عالميا في ضوء مستهدفات “رؤية نحن الإمارات 2031”.

ولهذا سيوفر تجمع البريكس آليات قوية وجديدة لتطوير قطاع سياحي مرن ومستدام من خلال تعزيز الربط الجوي والبنية التحتية، والاستفادة من الموقع الإستراتيجي للدول الأعضاء، بما يدعم تسهيل حركة السفر وزيادة التدفقات السياحية بين الدول الأعضاء.

ولأن الاجتماع كان مهما في إطار تفعل أدوات البريكس، وقع الوزراء والمسؤولون في ختام اجتماعهم، على خارطة الطريق السياحية للدول الأعضاء للأعوام 2024- 2026، التي تضمنت 6 محاور ركزت على تطوير الاتصالات المباشرة بين المنظمات في مجال السياحة في الدول الأعضاء، وتبادل السياح، والتعريف المتبادل بالمعالم السياحية، وقريبا سنرى ثمار مثل هذه الاجتماعات والتحركات النشطة التي تقوم بها دولنا من أجل الحفاظ على مكانتها واللحاق بركب التقدم والتطوير الذي لا يتوقف.

زر الذهاب إلى الأعلى