عرب وعالم

غزة تحت النار دماء على أبواب العيد والعالم يراقب من خلف الزجاج

يسكن الخوف كل زاوية… وأصوات التكبير تختلط بصدى الانفجارات

كتب : خالد جادالله

غزة في 3 يونيو 2025: مأساة إنسانية تتفاقم وسط صمت دولي

في اليوم الـ241 من الحرب، لا تزال غزة تعيش تحت نار القصف والدمار، فيما تتراجع مؤشرات الحياة يوماً بعد يوم، ويعلو صوت الموت فوق أصوات الأطفال الجياع. اليوم، وفي مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه مجزرة إنسانية، قُتل أكثر من 100 مدني فلسطيني وأُصيب ما لا يقل عن 490 آخرين، مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية ودفاع مدني فلسطيني

رفح تحت النار: المجاعة تسبق الموت

مدينة رفح، التي كانت آخر الملاذات “الآمنة” نسبيًا، أصبحت اليوم عنوانًا لمأساة جديدة. ففي ساحة أحد مراكز توزيع المساعدات، سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، بعد قصف عنيف استهدفهم أثناء انتظارهم استلام حصص غذائية ، لم يعد الجوع تهديدًا صامتًا في غزة؛ بل تحول إلى أداة قتل جماعي، بحسب ما وصفه ناشطون حقوقيون بأن “المجاعة أصبحت سلاحًا في يد الاحتلال”

أطفال بلا طفولة… وأُسر من دون مأوى

في مخيم الشاطئ، حيث سويت العشرات من المنازل بالأرض، التقت عدستنا بـ”فاطمة” ذات الأعوام الثمانية، التي فقدت والديها وشقيقيها الأصغر في قصفٍ ليلي قبل أسبوع

تقول وهي تحتضن دمية مغبرة من تحت الأنقاض

كانوا يقولون إن العيد قرب… لكن ماما راحت، والبابا كمان ما رجع…”

لكن تتواصل عمليات التعذيب والتنكيل بحق أسرانا البواسل داخل سجون الاحتلال وتتوالى الشهادات المروّعة التي توثّق حجم المعاناة

هذه الممارسات الوحشية بحق الأسرى تُعد امتدادًا لجرائم الاحتلال المستمرة بحق كل ما هو فلسطيني ضمن حرب الإبادة التي يشنّها على شعبنا وأرضنا

وقد صرح المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أكد أن (إسرائيل) ارتكبت جرائم حرب في غزة وهو اعتراف مهم يدين الاحتلال بالإضافة إلى تحميل الإدارة الأمريكية مسؤولية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل

 

مراكز توزيع المساعدات تتحول إلى مسارح للدماء

في مشهد مأساوي لقي 27 فلسطينيًا حتفهم أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية في مدينة رفح ما أثار اتهامات باستخدام “الجوع كسلاح” ضد المدنيين هذه الحوادث دفعت إحدى الشركات الأمريكية الكبرى إلى تعليق مشاركتها في جهود توزيع المساعدات احتجاجًا على تدهور الوضع الأمني

عيد الأضحى: الغائب الحاضر في غزة

تزامنًا مع عيد الأضحى، غابت مظاهر الاحتفال عن شوارع غزة  فلا أضاحٍ ولا حلويات بل مشاهد من الدمار والخراب يقول أحد سكان مدينة غزة العيد أصبح ذكرى حزينة لا طعم له ولا لون وسط هذا الخراب

تحركات دولية ومبادرات لإعادة الإعمار

على الصعيد السياسي  وافقت القمة العربية الطارئة على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة مع التأكيد على ضرورة عدم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم كما دعت إلى إنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام غزة وتقديم الدعم للجرحى

فغزة ما زالت تنبض رغم الجراح وتنتظر من يسمع صراخها قبل أن يغرق في الصمت الأبدي

زر الذهاب إلى الأعلى