
كتب : خالد جادالله
الصين تفتح أبوابها للمزارعين تحول استراتيجي في استيراد المنتجات الزراعية من دول شنغهاي للتعاون ولكن هل تساءلت يومًا كيف تعيد دولة مثل الصين تشكيل خريطتها الزراعية عبر شراكات جديدة و ماذا لو كانت هذه الشراكات تمتد على طول قارة آسيا وحتى قلب أوروبا المشهد الزراعي يتغير بصمت ولكن خلف الكواليس هناك قصة مذهلة تستحق أن تروى
وفي خطوة جريئة تحمل أبعاد استراتيجية تتجاوز حدود الاقتصاد التقليدي، بدأت الصين بتحرك غير مسبوق نحو تنويع وارداتها الزراعية مركزة بوصلتها نحو دول منظمة شنغهاي للتعاون وما يحدث ليس مجرد صفقات تجارية عابرة بل تحول شامل في مفهوم الأمن الغذائي الإقليمي والتكامل الزراعي العابر للحدود.
أرقام مذهلة تكشف العمق الجديد للتعاون
بحسب بيانات رسمية صادرة خلال اجتماع رفيع المستوى للجنة المشتركة للحجر الصحي النباتي من المتوقع أن تصل واردات الصين الزراعية من دول منظمة شنغهاي إلى أكثر من 13.6 مليار دولار أمريكي في عام 2024 مع معدل نمو سنوي مذهل بلغ 13.3% منذ عام 2001 هذا النمو لا يعبر فقط عن رغبة في التجارة بل عن استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية وتعزيز شراكات صحية وذكية ومستقرة مع دول تمتلك إمكانات زراعية ضخمة مثل كازاخستان أوزبكستان و روسيا وباكستان
الزراعة الذكية عندما تتحول الحقول إلى مختبرات رقمية
الاجتماع الأخير لم يقتصر على توقيع اتفاقيات أو استعراض أرقام بل تناول نقلة نوعية في أساليب الرقابة الزراعية من الإنذار المبكر للآفات إلى استخدام تقنيات الاستشعار الذكي أصبحت الزراعة اليوم مرتبطة بشكل وثيق بالتحول الرقمي و الذكاء الاصطناعي ما يعزز من كفاءة الإنتاج وسلامة الغذاء عبر الحدود وتم الاتفاق بين ممثلي الدول الأعضاء على إنشاء شبكة مراقبة مشتركة تعتمد على تبادل البيانات الفوري ومشاركة الخبرات في مجال الوقاية من الأمراض النباتية والأوبئة الحيوانية العابرة للحدود
الصين لا تشتري فحسب بل تعيد هندسة بوابة الغذاء في آسيا
بعيدًا عن الصيغ الدبلوماسية، يتضح أن بكين تسعى إلى بناء شبكة موثوقة من الموردين الزراعيين في قلب آسيا، تدعمها أنظمة جمركية مرنة واتفاقيات للاعتراف المتبادل بالشهادات الصحية والإلكترونية ما يسرع من حركة البضائع ويقلل من التكاليف اللوجستية وهو ما أكده تشاو زينغليان نائب رئيس الهيئة العامة للجمارك الصينية عندما دعا إلى تسريع إجراءات تقييم المخاطر وتسهيل الوصول إلى الحجر الصحي مشيرًا إلى أن كفاءة الجمارك باتت تمثل عاملآ حاسماً في تأمين السلاسل الغذائية.
من سلة آسيا إلى مائدة الصين ماذا يعني ذلك للعالم العربي
في خضم هذا التحول تفتح الصين الباب أمام دول عربية تربطها عضوية أو شراكة مع منظمة شنغهاي أو حتى طموح مستقبلي للانضمام فالفرص الزراعية لا تقتصر على حدود آسيا الوسطى بل تمتد لتشمل دولآ تمتلك موارد زراعية ضخمة غير مستغلة ولكن هل نشهد قريبًا ظهور “المزارع الذكية” في العالم العربي كجزء من هذا التحالف الزراعي الإجابة لم تعد مستبعدة.