الرئيسيةمنوعات

“عامل” تستقبل مفوضية اللاجئين في حارة حريك: شراكة متجددة لحماية حقوق الناس

أيمن عامر

استقبل رئيس مؤسسة عامل الدولية، الدكتور كامل مهنا، في مركز المؤسسة لتنمية القدرات البشرية في حارة حريك وفدًا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، برئاسة السيدة كارولينا ليندهولم بيلينغ، ممثلة المفوضية في لبنان، يرافقها فريق من مسؤولي الحماية والمكتب الميداني. وقد جاءت الزيارة في سياق تعزيز الشراكة الإنسانية التاريخية بين مؤسسة عامل والمفوضية، وهي شراكة تمتد لأكثر من أربعة عقود من العمل الميداني المشترك والالتزام بخدمة الإنسان دون تمييز.

افتُتحت الزيارة بجلسة حوارية جمعت الوفد مع مجموعة من متطوّعي الوصول الشباب، خُصّصت للاستماع إلى واقعهم اليومي والتحديات التي يواجهونها في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. وقد عبّر الشباب عن هواجسهم المتعلقة بفرص التعليم والعمل، والحاجة إلى مساحات دعم تُمكّنهم من لعب دور فاعل في مجتمعاتهم. وقد أكدت السيدة كارولينا وفريق المفوضية أهمية الإصغاء لهذه الأصوات ونقلها إلى داخل المؤسسة الأممية لضمان تطوير برامج أكثر استجابة لاحتياجات الفئات الشابة.

بعد الجلسة، جال الوفد برفقة الدكتور مهنا على مختلف أقسام المركز الصحية والاجتماعية والنفسية، حيث اطّلعوا على آليات العمل اليومية والتدخلات التي تنفذها فرق مؤسسة عامل لخدمة المجتمع المحلي واللاجئين وفق مقاربة قائمة على الكرامة والعدالة الاجتماعية. وقد شكّلت الجولة فرصة لإبراز الدور المحوري الذي لعبته مراكز عامل خلال الأزمات الممتدة التي يمر بها لبنان.

وفي كلمة له خلال الزيارة، شدد الدكتور كامل مهنا على الاعتزاز بالعلاقة المتينة التي تربط مؤسسة عامل بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وباقي وكالات الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذه الشراكة الإنسانية التي استمرت لأكثر من أربعين عامًا “تتجدد اليوم بروح من الالتزام والمسؤولية المشتركة، انطلاقًا من رؤية واحدة تقوم على احترام كرامة الإنسان وتوفير حقوقه خدمته دون أي تمييز”.

 

وتوقّف الدكتور مهنا عند الدور المركزي لمركز حارة حريك، معتبرًا أنّه شكّل على الدوام مساحة آمنة تحتضن إمكانات وأحلام آلاف الناس من مختلف الجنسيات، وخصوصًا فئة الشباب، الذين وجدوا فيه سندًا وفرصة لإعادة بناء حياتهم بكرامة. وأضاف أنّ صمود المركز خلال الحروب والأزمات لم يكن مجرد استمرار للعمل، بل فعل مقاومة مدنية وإنسانية تُرجم بخدمة الناس ومرافقتهم في أصعب لحظاتهم، وبإيمان راسخ بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق نحو مجتمع أكثر عدلاً وقدرة على مواجهة التحديات.

وأكد الدكتور مهنا أنّ مؤسسة عامل، التي تعمل اليوم عبر 40 مركزًا صحيًا واجتماعيًا، و23 عيادة نقالة، ووحدتَي تعليم جوالتين، ووحدتَي رعاية للأطفال في حالة الشارع، ليست مجرد منظمة تنموية أو حقوقية، بل حركة تغيير اجتماعي يتجاوز دورها حدود الخدمات المباشرة إلى التأثير في الحيز الفكري وبناء تيار إنساني ممتد من الشرق إلى الغرب. وأوضح أنّ عامل كانت من أوائل المؤسسات من الجنوب العالمي تنقل نموذجها الناجح إلى دول عالم الشمال، في رسالةٍ تؤكد أنّ المعرفة الإنسانية تتدفق في اتجاهين، وأن الشعوب، مهما اختلفت ظروفها، قادرة على إغناء التجربة الإنسانية المشتركة والمساهمة في معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات كافة.

وختم بالتشديد على أهمية صمود منظومة الأمم المتحدة في وجه كل المحاولات الرامية إلى النيل من دورها، معتبرًا أنّ الأمم المتحدة تبقى الضمانة الأساسية لكي يبقى هذا العالم أكثر حضاريةً وعدلاً وإنسانية،

من جهتها، أعربت السيدة كارولينا ليندهولم بيلينغ عن تقدير المفوضية للدور الذي تؤديه مؤسسة عامل في مختلف المناطق اللبنانية، مؤكدة أهمية استمرار التعاون وتطوير البرامج المشتركة لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى