عبدالعزيز فيصل يكتب: أرض الصومال… اعتراف كاذب وابتزاز سياسي لمصر
الحديث عن اعتراف الكيان الصهيوني بما يسمى “أرض الصومال” بزعم استيعاب سكان قطاع غزة ليس سوى أكذوبة سياسية ومحاولة جديدة للالتفاف على فشل مشروع تهجير الفلسطينيين بعد أن سقطت كل المخططات على صخرة الموقف المصري الثابت.
“لا عهد لهم ولا ملة”… هكذا تربينا على معرفة طبيعة هذا الكيان حيث الغدر “سلوك ثابت” والخيانة “نهج متجذر” وما صدر عن رئيس وزراء الاحتلال ليس استثناء بل امتداد لسجل طويل من المناورات الخبيثة.
وهنا يبرز السؤال الجوهري: هل هذا التصريح دعم لعدم تهجير الفلسطينيين إلى مصر؟
أم اعتراف ضمني بثقل مصر وسيادتها ودورها المحوري في الإقليم؟
أم “وهو الأخطر” محاولة للضغط على مصر باستخدام ورقة سد النهضة الإثيوبي مصدر حياة أكثر من 105 مليون مصري وبوابة ابتزاز استراتيجي قديم متجدد؟
لقد فشلت كل رهانات “نتنياهو” أمام الموقف المصري الصلب وسقط قناعه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أغلق كافة المسارات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية سواء عبر “إطالة أمد الحرب” او”منع المساعدات الإنسانية عن غزة” او”إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني” او”تشويه صورة مصر دوليا” أو “محاولة فرض أمر واقع في محور فيلادلفيا”.
ورغم ذلك، “لم تحد مصر قيد أنملة” عن موقفها الأخلاقي والسيادي وظلت تتحرك بميزان دقيق يجمع بين القوة والحكمة مستندة إلى شبكة علاقات دولية متوازنة مع أوروبا والعالم.
وأمام هذا الفشل لجأ الاحتلال إلى الاعتراف بإقليم “أرض الصومال” غير المعترف به دوليا وفي مفارقة عبثية: كيف لكيان غير شرعي “قائم على الاحتلال” أن يعترف بدولة غير شرعية من الأساس؟
ولكن هذا الاعتراف ليس بريئا “إنه سم في عسل”، فالهدف الحقيقي هو “دعم إثيوبيا الحبيسة بمنفذ بحري” و”إنشاء قواعد عسكرية إسرائيلية–إثيوبية قرب باب المندب”
و”تضييق الخناق على حركة التجارة الدولية” و”ابتزاز مصر عبر ملف سد النهضة ومصالحها الحيوية في البحر الأحمر”.
فيعد إقليم أرض الصومال هو جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية الأم والدولة العربية التي ترتبط مع مصر باتفاقيات تعاون مشترك وتمثل أهمية استراتيجية قصوى للأمن القومي المصري بحكم موقعها الجغرافي عند مدخل البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ف إسرائيل لا يعنيها الصومال ولا استقراره بل تسعى فقط لترسيخ وجود عسكري واستخباراتي في منطقة حساسة لخدمة مصالحها والضغط على مصر من أجل تليين موقفها تجاه غزة.
لكن كما فشلت كل المخططات السابقة سيفشل هذا الرهان ايضا…
“لأن مصر لا تبتز والقضية الفلسطينية لا تصفى”.



