
الشارقة: مريم عامر
تقدّم الكاتبة حنان الحمادي في روايتها «على حافة غيابك» عملًا سرديًا يشتبك مع أسئلة الحب والكرامة والنجاة، عبر حكاية امرأة تقف عند تخوم البقاء والانسحاب. الرواية، التي تميل إلى البوح النفسي العميق، ترصد تحوّلات شخصية شوق وهي تعيش صراعًا داخليًا بين تعلّقٍ أنهك روحها وحاجةٍ ملحّة لإنقاذ ما تبقّى من ذاتها.
تتقدّم الأحداث في مناخ مشحون بالتردّد والانتظار والخذلان، حيث يتآكل الأمان تدريجيًا، وتغدو محاولات الإرضاء فعلًا مُكلفًا للكرامة. ومع تصاعد التوتر، تضع الرواية بطلتها أمام خيار حاسم: التمسّك بحبٍ اعتادت وجعه من أجل الآخرين، أم اختيار النفس لأول مرة.
في منحنى سردي يتّسم بالهدوء والعمق، تكشف «على حافة غيابك» أن الغياب قد يكون خلاصًا لا خسارة، وأن الرحيل، في لحظات بعينها، هو الشكل الأصدق للنجاة. وعلى هذه الحافة، تعيد شوق تعريف الحب بوصفه اختيارًا لا احتياجًا، وتشرع في رحلة شفاء بطيئة تستعيد فيها مفاهيم القوة والكرامة والسكينة.
رواية تلامس القارئ بلغتها الشفيفة وطرحها الإنساني، وتؤكد أن الرحيل، حين يصبح البقاء وجعًا، قد يكون بداية حياة أكثر صدقًا واتزانًا.



