
علاء المغربى
قال الدكتور عبد الله الثقافي البلنوري الهندي عميد كلية اصول الدين بجامعة مركز بالهند ، في تصريحات خاصة حول ذكريات المصطفى ﷺ بين آيات القرآن الكريم ، وذلك مع إشراقة شهر ربيع الأول، شهر النور، بدأت أنهار الفرح والسرور تتدفق في قلوب المحبين والعشاق، فتوجَّهت أيادي الكاتبين والسنة المدَّاحين وقلوب العاشقين نحو حياة رسول الله ﷺ.
وأعظم كتاب ورد فيه ذكر حياته وخلقه ومعاملته مع الناس وشخصيته هو القرآن الكريم، إذ أقسم الله تعالى بحياته ﷺ:
﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر: 72].
هذا النص القرآني يدل على أن حياة الرسول ﷺ كانت بريئة كل البراءة، وأكّد الله تعالى بهذه الآية أن أعداءه لم يستطيعوا إثبات خلل أو عيب في حياته.من الاول الي الاخر
وقد جاءت في كتاب الله أوصافٌ جليلة للنبي ﷺ، تُظهر مقامه السامي وفضله العظيم، ومنها:
الرسول والنبي: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: 40].
رحمة للعالمين: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
خُلُق عظيم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].
شهيد وبشير ونذير: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: 45].
داعٍ إلى الله وسراج منير: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ… وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾ [الأحزاب: 46].
عبد لله: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ [الإسراء: 1].
أمين وصادق: ﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ﴾ [التكوير: 22].
رؤوف رحيم وحريص على الأمة: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
المقام المحمود: ﴿عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].
مذكور في الكتب السابقة: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ…﴾ [الأعراف: 157].
وجاء في القرآن الكريم ذكر رحمته ﷺ ورأفته بالعباد، كقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159].
وقال سبحانه: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 3].هذا خطاب شفقة للنبي صلي الله عليه وسلم علي تضحيته لهداية الناس
ووصف طاعته الكاملة لله بقوله:﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 1-5].
كما وصف الله تعالى قوة بصره وادبه مع الله فقال: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ﴾ [النجم: 17]. وعن قلبه: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ﴾ [الشعراء: 193-194].
وعن ثوبه: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [المزمل: 1].
وعن سفره: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1].
وعن بيته لا تدخلوا بيوت النبي
وقد صنّف العلماء قديمًا وحديثًا كتبًا كثيرة عن شمائله وسيرته وأسرته ودعوته، عُرفت بكتب المولد، يتلوها المؤمنون خصوصًا في شهر ربيع الأول، إذ فيه وُلد خير البرية، كما يصوم المسلمون يوم الاثنين اقتداءً به ﷺ لكونه يوم مولده.
لان الله امر عباده لتذكير مثل هذه الايام: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]. اي يوم اكبر با المؤمن من يوم ولادة سيد الكائنات
نظرة موجزة الي حيات النبي
مولده ونشأته :وُلد ﷺ يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام الفيل بمكة المكرمة، يتيم الأب، ثم فقد أمه صغيرًا، فكفله جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب. أرضعته حليمة السعدية، فنشأ قويًا فصيحًا.
شبابه وأمانته:عمل راعيًا للغنم، ثم تاجرًا في قوافل قريش، حتى اشتهر بالصادق الأمين. تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين.
نزول الوحي وبداية الرسالة:في سن الأربعين، نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي في غار حراء. دعا سرًا ثلاث سنوات، ثم جهر بالدعوة فواجه إيذاء قريش، وثبت معه أصحابه الأوفياء: أبو بكر، علي، خديجة، بلال وغيرهم.
الهجرة وبناء الدولة :بعد ثلاثة عشر عامًا من الدعوة في مكة، هاجر ﷺ إلى المدينة المنورة، فأسس مجتمعًا على العدل والأخوة، وبنى المسجد النبوي، وعقد المعاهدات، وخاض المسلمون معارك بدر وأحد والخندق دفاعًا عن الدين.
فتح مكة : في السنة الثامنة للهجرة عاد ﷺ فاتحًا مكة، فعفا عن أهلها قائلاً: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
وفاته ﷺ :أدى حجة الوداع في العام العاشر، وأكمل الله الدين. توفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ بالمدينة المنورة، ودُفن في حجرته بجوار مسجده الشريف.
معجزاته ﷺ
القرآن الكريم: أعظم معجزة باقية. انشقاق القمر.نبع الماء من بين أصابعه. تكثير الطعام القليل.
الإسراء والمعراج. سلام الحجر والشجر عليه.
خصائصه ﷺ خاتم النبيين ورسول للعالمين.
أُعطي القرآن والشريعة الخاتمة.
شفاعته العظمى يوم القيامة.
نُصر بالرعب مسيرة شهر.
الأرض كلها مسجد وطهور لأمته.
أخلاقه ﷺالصدق والأمانة: لُقِّب بالصادق الأمين.
الرحمة والعطف: رحيم بالأطفال والضعفاء.
التواضع: يجلس مع أصحابه ويخدم أهله.
العفو والحلم: قال لأهل مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
العدل: لا يحابي أحدًا ولو كان قريبًا.
الكرم والجود: ما سُئل شيئًا إلا أعطى.
الصبر والثبات: صبر على الأذى والجوع والحصار.
صفاته ﷺالصفات الخَلقية: وجه منير، شعر أسود، عينان واسعتان، يد قوية وناعمة.
الصفات الخُلقية: رحمة، تواضع، صبر، عدل، شجاعة، حياء.
معاملته للناس: يبدأ بالسلام، يبتسم دائمًا، يشاور أصحابه، يساوي بين الناس، يجبر خواطرهم.
وهكذا كانت حياة النبي ﷺ مشعةً بالنور والهداية، اجتمع فيها كمال الخَلق والخُلق، فكان أسوة حسنة للناس أجمعين، ورسالته باقية خالدة ما بقيت السماوات والأرض