الرئيسيةعرب وعالم

العيد مرّ من هنا… ولم يترك شيئًا سوى الدموع

مُضطَرِبٌ القلب ما بين تكبيرات العيد وصفير الطائرات

كتب : خالد جادالله

عيد الأضحى في غزة 2025: خروف الأمل في مدينة من الرماد

غزة عيد الأضحى 2025

بينما يعلو صوت التكبيرات في شوارع غزة هذا الصباح، لا تزال رائحة البارود تطغى على بخور العيد عيد الأضحى في غزة ليس فقط طقسًا دينيًا، بل محاولة جماعية لإثبات أن الحياة ما زالت ممكنة حتى في أقسى ظروف الحصار والانهيار.

الأسواق شبه فارغة إلا من نظرات الأمهات الباحثات عن خروف صغير لا يخيف الأطفال والآباء الذين يساومون بجيوب شبه خاوية هذا العام سعر الأضحية لم يكن هو التحدي الوحيد بل القدرة على إدخال البهجة إلى بيت يعرف الأطفال فيه معنى القصف قبل أن يعرفوا معنى العيد

عيد بوجهين التكبيرات والأنقاض

في أحد أحياء شمال غزة جلست أم أحمد على بقايا جدار تنظر إلى السماء وتقول

كنا نحضر العيد ونخاف ألا نستيقظ بسببه اليوم نحضر العيد فقط لنقول إننا ما زلنا هنا

 

رغم الحصار المستمر، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتعطّل البنية التحتية فإن طقوس العيد تُمارس بمنتهى العناد أطفال الحي يلعبون بصواريخ كرتونية صنعوها من أنابيب بلاستيكية، ويضحكون ليست سخرية من الحرب بل إعادة تعريف للفرح بأدوات معدومة

الأضحية تحت المجهر الفقر لم يُلغِ الفرض

وسط هذه الظروف اختارت عائلات كثيرة الاشتراك في الأضحية جماعيًا  ليس فقط توفيرًا للنفقات بل كنوع من النجاة الجماعية  كما وصفها أحد سكان مخيم الشاطئ ،  نضحي لكي لا نُضحى بنا يقولها أبو حسين، وهو يوزع اللحم بكفّين مهترئتين لكنه يبتسم وكأنه يوزع ذهبًا ، بعض القصابين عملوا هذا العام على ذبح الأضاحي داخل أماكن مغلقة محصنة خشية القصف، في مشهد غير مألوف دينيًا لكنه ضروري واقعيًا.

زينة العيد على أسلاك الكهرباء المقطوعة

لم تمنع الأسلاك المتدلية من المباني المدمرة الأطفال من تعليق البالونات وحتى قطع القماش القديمة فوق الأزقة الضيقة كل قطعة قماش هنا تقول شيئًا
نحن لا نحتفل بما نملك بل بما لم نخسره بعد

 

لم يكن العيد في غزة هذا العام احتفالًا بالوفرة بل تذكيرًا قاسيًا وجميلاً بأن الإنسان لا يحتاج إلا القليل ليشعر بالكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى