
كتب: خالد جادالله
في كرة القدم لا تحسم المعارك دائمًا على المستطيل الأخضر بل أحياناً تكتب فصول الانتصار أو السقوط داخل غرف مغلقة لا يراها الجمهور ولا ترصدها الكاميرات نعم إنها غرف الملابس حيث يعاد تشكيل النفوذ وتتقاطع المصالح وتتغير المصائر من الخارج، نراها مجرد مساحة لتبديل الملابس والتوجيهات لكن في العمق هي ساحة صراع خفي قد يطيح بمدرب أو يجمد نجم أو يعيد تشكيل مصير ناد بأكمله فهل نحن أمام ظاهرة جديدة أم أن ما خفي أعظم مما نتصور
في السنوات الأخيرة بدأت تتسرب أخبار من داخل عدد من الأندية الأوروبية والعربية عن توتر الأجواء في غرف الملابس ولم تعد هذه التسريبات مقتصرة على تذمر لاعب أو نقاش حاد بل باتت أشبه بتقارير استخباراتية تكشف عن تحالفات ولاءات وخطط تحاك بعيدآ عن أعين الإعلام.
النقطة المفصلية
هل ما يحدث في غرف الملابس أصبح أكبر من مجرد خلافات شخصية وهل هناك بالفعل قادة خفيون من اللاعبين أصبحوا يملكون سلطة تتجاوز المدرب نفسه وفق مصادر خاصة داخل نادي كبير في شمال إفريقيا، تم استبعاد أحد اللاعبين الدوليين من التشكيلة الأساسية ليس بسبب مستواه بل لأنه رفض الانضمام إلى جروب واتساب سري خاص بمجموعة من اللاعبين الذين يوجهون دفة القرارات من خلف الكواليس هؤلاء اللاعبون بحسب المصدر يتواصلون مباشرة مع مسؤولين في الإدارة لتصفية حساباتهم مع زملائهم وحتى مع الطاقم الفني
أعمق من المتوقع
الأمر لم يقتصر على ذلك. في ناد أوروبي كبير كشفت تسريبات صوتية عن تهديدات متبادلة بين نجم الفريق ومدربه وصلت حد استخدام علاقات إعلامية لتسريب أخبار كاذبة بهدف الضغط على الإدارة لطرد المدرب
لكنّ المفاجأة المدرب ذاته كان يحتفظ بمقاطع فيديو من داخل غرفة الملابس تثبت سوء سلوك اللاعب في مشهد يليق بأفلام الجاسوسية أكثر من مباريات كرة القدم.
اللاعبون الجدد في اللعبة
شركات التسويق الرياضي أصبحت بعض شركات التسويق تخطط لحركة اللاعبين داخل الغرف وتؤثر في قرار التعاقدات ومديرو الحسابات على السوشيال ميديا في كثير من الحالات يوجه الرأي العام حول اللاعب الصالح واللاعب السيء من خلال إدارة الحملات الإعلامية الخفية.
الوكلاء هناك من أصبح يقرر من يلعب ومن يركن على الدكة فقط لأن لديه لاعباً آخر ينتظر فرصته في نفس المركز.
التأثير المباشر على أداء الفرق
ليس من الغريب أن نرى فريقاً ينهار فجأة رغم امتلاكه نجوماً كبار، الأداء داخل الملعب انعكاس مباشر لما يجري خارجه لاعبون يدخلون المباراة وهم في حالة صدام شخصي ولا يتبادلون التمريرات ولا حتى النظرات وفي نادٍ كبير تم تسجيل لقطة رفض فيها نجم معروف تمرير الكرة لزميله في 3 مباريات متتالية لأسباب غير رياضية تماماً.
هل من حلول
الحل يبدأ من الاعتراف بأن غرف الملابس لم تعد غرفاً بل أصبحت منصات قرار ومختبرات ولاء وأحياناً ميادين حرب باردة ولذا يبرز الآن دور جديد للمدرب ومدير الكرة ليس فقط في الخطط التكتيكية بل في إدارة الأنا وضبط ميزان القوى داخل الفريق وربما حان الوقت لأن نعيد التفكير في طريقة إدارتنا للفرق الرياضية لأن ما نراه على الشاشة ما هو إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد
أما ما يحدث خلف الأبواب المغلقة فقد يكون هو ما يحدد من يرفع الكأس في النهاية ومن يودع البطولة في صمت.