غزة والضفة تحت النار: منع الغذاء وقتل الحراس في غزة، و437 اعتداء للمستوطنين بالضفة في يوليو.

عبدالرحمن ابودوح
سجّل المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين أعلى رقم لاعتداءات المستوطنين على البلدات والقرى في الضفة الغربية في شهر يوليو 2025 منذ 7 أكتوبر 2023، والذي بلغ 437 اعتداء بجانب 165 اعتداء على الأراضي الزراعية.
وسجّل المرصد 67 اعتداء للمستوطنين خلال الفترة بين 12 – 18 أغسطس 2025، حيث قاموا برعي ماشيتهم عدة مرات في أراض زراعية في كل من قرية بردلا بطوباس، وتجمع شلال العوجا بأريحا، ومسافر بلدة يطا بالخليل، وقرية شوفة في طولكرم، وفي منطقة خربة أم البطم في بيت لحم. وأضرموا النار في أراض زراعية في بلدة صوريف بالخليل، وقريتي دوما وأوصرين بنابلس، وبلدة حزما بالقدس، وفي منطقة سهل مرج سيع برام الله. وجرفوا أراض في سهل بلدة ترمسعيا، برام الله وقرية دوما في نابلس.
وقطع مستوطنون أغصان الأشجار في قرية دير شرف في نابلس، كما أعطبوا شبكة الري الزراعية، واقتلعوا أشجارا في وادي سعير، وأتلفوا محاصيل في قرية حلحول بالخليل، وقطعوا واقتلعوا عددا من الأشجار في أراضي قرب مستوطنة “أفرات” ومنطقة خربة أم البطم في بيت لحم، وفي منطقة سهل مرج وقرية كفر مالك برام الله، وقرية دوما في نابلس كما أعطبوا خزانات مياه هناك، ليصل عدد الاعتداءات على الأراضي الزراعية خلال أسبوع إلى 27 مرة.
في غضون ذلك، هاجم مستوطنون باعة خضار متجولين وخربوا بضائعهم في الأغوار الشمالية وأفرغ مستوطنون المياه من خزانات المياه، وقطعوا أنابيب المياه الواصلة إلى خيام السكان في منطقة نبع غزال بطوباس، وأحرقوا 4 سيارات ومنزل في بلدة عطارة وأحرقوا عدد من السيارات والبيوت المتنقلة في منطقة سهل مرج سيع، وسرقوا مواد بناء شمال بلدة حلحول، ومحولين كهربائيين في قرية كفر مالك، وعمد مستوطنون إلى تهجير عائلة فلسطينية قسريا من سكان تجمع عرب المليحات في أريحا.
في سياق ذلك، بلغ عدد الأنشطة الاستيطانية في سبعة أيام، 8 تمثلت في طرح سلطات الاحتلال عطاءات، لبناء أكثر من 4000 وحدة استيطانية، منها عطاءات لتوسيع مستوطنة “معاليه أدوميم” المقامة على أراضي محافظة القدس، وعطاءات أُخرى لتوسيع مستوطنة “أرئيل” في محافظة سلفيت، ووضعت قوات الاحتلال بيوتا متنقلة في منطقة أثرية قرب قرية سوسيا، فيما شق مستوطنون طريقا استيطانيا في بلدة تقوع في بيت لحم، وطريقا في أراضي قرية دير رازح.
ونصب مستوطنون آخرون بيوتا متنقلة قرب قرية دير رازح بالخليل، وقرية شوفة بطولكرم، ورفع آخرون أعلام الاحتلال على أرض قرب بلدة عقربا بنابلس بهدف الاستيلاء عليها، كما سيطروا على بئر ماء في مسافر بلدة يطا بالخليل.
واقتحمت قوات الاحتلال مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية 373 مرة، اعتقلت خلالها 144 فلسطينيا، بينهم 3 أطفال فيما اعتدى المستوطنون على طفلين في نابلس والخليل أحدهما يبلغ خمس سنوات. وهدمت قوات الاحتلال 3 منازل بالإضافة إلى كوخ والسور المحيط به، ومزرعة دواجن في القدس، ومحل لبيع مواد البناء في رام الله، كما جرفت أراض مزروعة بأشجار الزيتون في قرية حارس بسلفيت، وصادرت جرافة وشاحنتين وسيارتين في جنين، واستولى المستوطنون على سيارة في بيت لحم ودمروا عددا آخر من السيارات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية التي شهدت عملية قتل لفلسطينيين اثنين.
وبلغ عدد الجرائم الإسرائيلية خلال الفترة 12 – 18 أغسطس 2025، 4008 جرائم، تنوعت في كل المناطق الفلسطينية وبرز أكثرها في قطاع غزة الذي سجّل المرصد فيه استشهاد 544 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال، وانتشال جثامين 34 فلسطينيا من تحت الأنقاض، ليبلغ مجموع الشهداء المسجلين خلال الأسبوع الماضي، 580 شهيدا، ومجموع من سقط من الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 17 أغسطس 2025، 62975، والجرحى 164920.
وعلى صعيد متصل، قالت منظمة أطباء بلا حدود أن عدد الجرحى في قطاع غزة يتضاعف ثلاث مرات يوميا، فيما لاحظ مرصد المنظمة أن الأعداد المتعاظمة للجرحى صارت تتجاوز الثلاثمائة جريح يوميا. وحتى كتابة هذا التقرير، توفي 263 مجوّعا في غزة من بينهم 112 طفلا.
وإنسانيا، أكدت الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بـ 11 هجوما استهدف حراس المساعدات في قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، وقتلت صيادا وأصابت آخر على سواحل مدينة غزة في الوقت الذي تقتل فيه منتظري المساعدات بشكل يومي، في نهج يمنع دخول المساعدات ويعيق الفلسطينيين في غزة من إيجاد بدائل غذائية ويحول دون الوصول للمساعدات المتوفرة في انتهاكات تؤكد اقتراف قوات الاحتلال جريمة حرب مكتملة الأركان.
كما غيّبت قوات الاحتلال قرابة الثلاثة آلاف عامل في القطاع الصحي بقطاع غزة، إذ قتلت 1590 واعتقلت 1360 آخرين فضلا عن تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي ومنع دخول الأدوية والوقود بشكل متواصل.