
طرابلس – على وهيب
شاركت دولة فلسطين في فعاليات معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في دورته الثانية بالعاصمة الليبية طرابلس، حيث خصص الجناح الفلسطيني مساحة واسعة لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وما يتعرض له من إبادة جماعية وتدمير ممنهج في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب إبراز ثراء الثقافة الفلسطينية وصمودها في وجه محاولات الطمس والتهجير.
وشهد المعرض حضورًا مميزًا لعدد من الأساتذة الجامعيين والكتاب والروائيين والشعراء من ليبيا والدول العربية والأجنبية، الذين أعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن دعم فلسطين قضية وإنسانًا وثقافة واجب عربي وإنساني في مواجهة الصمت الدولي.
وتتواصل فعاليات المعرض الذي ينعقد تحت رعاية النائب العام الليبي المستشار الصديق أحمد الصور، منذ انطلاقه في 15 أكتوبر الجاري وحتى 25 من الشهر نفسه، بمشاركة أكثر من 425 دار نشر وتوزيع من 25 دولة، في تظاهرة ثقافية واسعة تعكس عمق الحراك الثقافي الذي تقوده النيابة العامة الليبية عبر مركز البحوث الجنائية والتدريب، بهدف نشر الوعي والمعرفة ومكافحة الجريمة عبر الثقافة والفكر.
وتضمنت المعروضات الفلسطينية إصدارات أدبية وتاريخية وسياسية وتراثية، إضافة إلى مطرزات وصناعات ثقافية تعكس الهوية الفلسطينية وتمسك الشعب بأرضه وتراثه، فيما حظي الجناح الفلسطيني بإقبال جماهيري كبير، عبّر من خلاله الزوار عن تقديرهم لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
وقال المحامي خليفة عاشور، المشرف العام على وحدة التحول الرقمي بالنيابة العامة الليبية، إن حضور فلسطين في هذا المعرض يؤكد عمق العلاقات الليبية الفلسطينية، ويعكس حرص النيابة العامة على جعل الثقافة جسرًا للتواصل بين الشعوب، مؤكدًا أن اختيار فلسطين لهذا العام رسالة تضامن صادقة بأن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الأمة.
وأضاف أن النيابة العامة الليبية دخلت مرحلة جديدة من التطور والتحول الرقمي، عبر ربط العمل القضائي بالمعرفة والبحث العلمي، وهو ما يعزز دور الثقافة في بناء مجتمع واعٍ وعادل.
من جانبه، أكد عمرو يحيى، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية، أن مشاركة فلسطين في النسخة الثانية للمعرض تسلط الضوء على الاستهداف الممنهج للقطاع الثقافي الفلسطيني، حيث فقدت فلسطين أكثر من 47 كاتبًا وكاتبة في غزة خلال العدوان الأخير، في محاولة من الاحتلال لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية ومحو رموز الإبداع.
فيما أوضحت الإعلامية الجزائرية سهام بوسرتي أن مشاركة فلسطين من خلال 11 دار نشر تضيف بُعدًا إنسانيًا وثقافيًا للمعرض، إذ تنقل من خلال الأعمال الأدبية والأكاديمية رسالة الشعب الفلسطيني من القدس وغزة إلى العالم.
وأضافت أن المعرض يمثل “فرصة للباحثين عن متنفس جديد على ضفاف نهر الثقافة”، مشيرة إلى أنه يضم أكثر من 270 ألف عنوان، منها نحو 150 ألف كتاب عربي و20 ألف كتاب أجنبي، إلى جانب معروضات من الأدب الروسي المترجم إلى العربية والإنجليزية والفرنسية.
ويُذكر أن معرض النيابة العامة الدولي للكتاب يُقام برعاية وتنظيم مكتب النائب العام الليبي ومركز البحوث الجنائية والتدريب، وبإشراف الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في ليبيا، ليؤكد من جديد أن الثقافة قادرة على أن تكون رافدًا للعدالة وشريكًا في مواجهة التطرف والجريمة وبناء الوعي الإنساني.