عرب وعالم

سفارة فنزويلا تذيع حفل تنصيب مادورو لولاية ثالثة

بمقر السفارة بالقاهرة

صورة من إذاعة حفل التنصيب بمقر سفارة فنزويلا بالقاهرة

دعاء زكريا

نظمت سفارة قنزويلا بالقاهرة اليوم الجمعة  العاشر من يناير الجاري ٢٠٢٥  حفل مراسم تنصيب الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو لولاية رئاسية ثالثة “٢٠٢٥- ٢٠٣١” بعد فوزه على منافسيه في الانتخابات التي أجريت في ٢٨ يوليو ٢٠٢٤ ..

وقد أجريت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة فضلا عن الصراع السياسي الداخلي بين الحكومة والمعارضة وخاصة المعارضة اليمينية التي تعمل لصالح الامبريالية الأمريكية وحلفاءها والتي عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تحريكها في انقلابات يمينية متكررة فاشلة ضد الزعيم الخالد هوجو تشافيز منذ توليه الرئاسة ثم ضد الرئيس مادورو (محاولة الانقلاب عليه عام ٢٠١٩) الذي تولى السلطة منذ عام ٢٠١٣ بعد وفاة الرئيس هوجو تشافيز، والذي سار على نهجه الاشتراكي وتصدى لأطماع امريكا في ثروات فنزويلا التي تملك أكبر احتياطي بترول في العالم بالإضافة للعديد من الثروات المعدنية الأخرى كالذهب، والثروات الطبيعية الكبيرة. واطماعها في ثروات جميع بلدان امريكا اللاتينية.
وقد فاز الرئيس مادورو في هذه الانتخابات ( ٢٨ يوليو ٢٠٢٤) ورفض معارضوه قبول النتائج وشككوا في نزاهة الانتخابات. بينما أكدت حكومة مادورو على أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، مشيرة إلى نسبة الإقبال المرتفعة التي تجاوزت ٧٠%. كما اشار مادورو في خطاباته إلى أن فوزه تعبير عن إرادة الشعب الفنزويلي الذي يعبر عن دعمه لاستمرار مشروع ” الثورة البوليفارية” التي أطلقها تشافيز .
ويواجه مادورو تحديات ضخمة في فترة ولايته الجديدة خاصة في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة الفنزويلية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ عام ٢٠١٥ للضغط عليه وعلى شعب فنزويلا لاسقاط النظام الحالي والسيطرة على البلاد.. وقد استطاع الرئيس مادورو وشعب فنزويلا التصدي لهذه المؤامرات. وأبدت الدول الصديقة ومنها روسيا والصين وتركيا وبعض دول أمريكا اللاتينية دعما قويا لمادورو مؤكدة على سيادة فنزويلا وحق شعبها في تقرير مصيره. كما تضامنت معهم الشعوب الحرة ومن بينها مصر حيث تم تكوين” اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا” من الشخصيات العامة والقوى الوطنية : السياسية والصحفية والحزبية والفكرية التي تناهض الامبريالية الأمريكية والرأسمالية المتوحشة واطماعها في ثروات الشعوب.
ويؤكد مادورو عن عزمه على استمرار “الثورة الاجتماعية” التي بدأها تشافيز، والعمل على تعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق ما وصفه ب” العدالة الاجتماعية” في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة

ويمثل فوز نيكولاس مادورو في انتخابات ٢٠٢٤ نقطة تحول حاسمة في تاريخ فنزويلا السياسي ورغم التحديات التي تواجهه داخليا وخارجيا يبقى الرئيس الفنزويلي متمسكا برؤيته لحكم البلاد وتطوير مشروعه الثوري، في وقت يسود فيه التوتر السياسي والاقتصادي على الساحة المحلية والدولية.

ولعل من الضروري التأكيد على انجازات الرئيس مادورو التي كانت السبب الرئيسي في فوزه على جميع منافسيه. ففي خضم التحديات التي تواجهها فنزويلا يبقى الرئيس نيكولاس مادورو واحدا من أهم الشخصيات السياسية التي أثارت جدلا على الساحة الدولية ورغم الانتقادات الموجهة له تظل إنجازاته تشهد على التزامه بقيم السيادة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية في بلاده.

1. التزام الاستقلال والسيادة الوطنية

من أبرز مواقف الرئيس مادورو هو تمسكه الثابت بسيادة فنزويلا واستقلالها الوطني. فقد واجه ضغوطًا هائلة من القوى الغربية، لاسيما الولايات المتحدة، التي فرضت العديد من العقوبات الاقتصادية على البلاد بهدف الإطاحة بحكومته. لكن مادورو لم يرضخ لهذه الضغوط، بل ظل مصممًا على الحفاظ على استقلال بلاده في وجه التدخلات الخارجية. هذا الموقف يبرز التزامه بالحرية السياسية لفنزويلا ويعكس إرادة الشعب الفنزويلي في تقرير مصيره بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية.

2. العدالة الاجتماعية والتنمية
على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها فنزويلا، تبقى سياسات مادورو في المجال الاجتماعي محط إعجاب لدى قطاعات واسعة من الشعب الفنزويلي. فقد استمرت الحكومة في تقديم الدعم للمجتمعات الفقيرة من خلال برامج مساعدات غذائية وتوسيع الخدمات الصحية والتعليمية. ويعد برنامج “الحركة الوطنية للتغذية” واحدًا من هذه المبادرات التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين الأكثر احتياجًا، ما يعكس التزام مادورو بالعدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن الاقتصادي في البلاد.

3. التنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد
رغم الأزمات الاقتصادية التي مرت بها فنزويلا، حاول مادورو تنفيذ إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تجاوز الأوضاع الصعبة. ومن أبرز تلك الإصلاحات هو تطوير صناعة النفط، وهي المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد، بالإضافة إلى استراتيجيات لتطوير القطاعات الأخرى مثل الزراعة والتكنولوجيا. كما يسعى مادورو لتحسين شفافية النظام الاقتصادي ومحاربة الفساد، وهو ما يراه البعض خطوة ضرورية لتحسين الوضع الداخلي للفنزويليين.

4. دور مادورو في السياسة الإقليمية والدولية
مادورو يمثل أيضًا صوتًا قويًا في السياسة الإقليمية والدولية، حيث أعاد بناء تحالفات مع دول أمريكا اللاتينية مثل كوبا. ومع دول وروسيا والصين وتركيا، وهو ما ساعد على تعزيز موقف فنزويلا على الساحة العالمية.
ويؤكد على اهمية وجود عالم متعدد الاقطاب.
كما قدم دعمًا كبيرًا لحركات التحرر في مختلف أنحاء العالم:
بما في ذلك دعم قضية الشعب الفلسطيني، الذي حرص على إقامة احتفال كبير باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم ٢٩ نوفمبر الماضي ودعوة ممثلي لأكثر من ٧٥ دولة لحضور الاحتفال مما جعله رمزًا للسيادة في وجه القوى الغربية.

5. تكوين حركة مناهضة الفاشية والامبريالية والفاشية الجديدة والاستعمار .

إن التأييد للرئيس نيكولاس مادورو ليس مجرد دعم لشخص، بل هو تأييد لمشروع سياسي يعكس رغبة الشعب الفنزويلي في الحفاظ على استقلاله السياسي والاجتماعي. رغم التحديات الصعبة التي تواجهها فنزويلا، يظل مادورو رمزًا للمقاومة ضد التدخلات الخارجية ويسعى لتقديم حلول واقعية لأزمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية.
يذكر ان السفارة قامت بإذاعة كلمة الرئيس مادورو بعد أدائه اليمين بمشاركة كوكبة من الصحفيين والإعلاميين  بحضور السفير وليمر أومار بارنتوس وسفير كوبا مانويل روبيدو دياز.

زر الذهاب إلى الأعلى