
كتب : خالد جادالله
غزة صرخة إنسانية تتردد في قلب العالم ، في قلب الصمت العالمي، حيث تصاب الكلمات والعواطف بالشلل ينبض صوت غزة بالدم والمعاناة وفي دقائق معدودة، يحتدم المشهد آلاف المدنيين يصطفون بلا خوف، يائسين إلى قارورة ماء أو رغيف خبز.
وبين تلك الوجوه المتعبة، تجمع ذكريات من فقدان آمال بعودة والأحلام التي تبددت تحت ركام المدينة وفي آخر دقائق فقط، خسرت غزة عشرات الأرواح عند نقطة توزيع مساعدات، أحدث مشهد مأساوي في سرد طويل من العنف والجوع
ثلاثة أبعاد للمعاناة تتقاطع في اللحظة
المشهد الدموي عند المساعدات
السكوت المخيف يتلاشى بطلقة مدفع أو رشقة نيران أثناء انتظار الناس ليحصلوا على مساعدات في حادثة حديثة أودت بحياة أكثر من 15 شخصًا وأصابت نحو 60 آخرين قرب موقع تابع لغزة رغم الإعلان عن تحذيرات مسبقة فإن المشهد لا يفسر سوى بالصدمة
ولكن هل حقاً أُطلق النار على مشبوهين أم على جائعين بفعل الضرورة البشرية ومعاناة الجوع المنتشر وإنجازات لإسقاط الحصار عبر توصيل بعض قوافل الغذاء لا تُشبع معسكرات مكتظة بأكثر من مليوني إنسان مضطرين للانتظار في حر الشمس وعشرات القتلى خلال 24 ساعة نحو 140 مدنيًا وسقط 14 آخرين عند خط السكة الحديدية في طريق صلاح الدين في غزة ، اليوم هي رمز لتفكك إنساني بطعم معاناة مستمرة
الأسلحة تنطق فوق المواطنين
القصف يستمر في كل مكان من الطائرات المسيرة إلى دبابات الميدان ودوائر الدمار تشمل المستشفيات التي تكلّمها صرخات المرضى من دون أن تجد دواءً أو محروقات وفي قلب الكارثة يحتوي المستشفى إنذارات ومرافق مشلولة تخبر بحكاية كل أم وابن ضائع.