قمة الثماني.. نجاح جديد لمصر وقيادتها على الصعيد الدولي
بقلم/ عبد الرحيم أحمد
غني عن البيان الدور الرائد الذي تضطلع به القاهرة الآن على خريطة العالم السياسية إذ تمثل الركيزة الأساسية في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة وما يتبع ذلك من استقرار على المستوى الدولي.
ومع انطلاق القمة الحادية عشرة لأكبر تجمع اقتصادي للدول النامية الإسلامية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تحت عنوان الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد فإننا أمام مسؤولية جديدة تتولاها مصر لتغيير واقع الحياة في دول المنظمة.
وقد تسلم الرئيس السيسي الرئاسة الدورية للمنظمة من بنجلاديش خلال الجلسة الأولى للقمة، وقد حملت كلمة الرئيس السيسي الإفتتاحية العديد من الرسائل والدلالات المهمة وفي مقدمتها أن الشباب هم الأمل ومعول البناء الأول الذي تقوم على أكتافه نهضة الأوطان ومجدها، كما جاء إطلاق المبادرات التي أعلنها الرئيس في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والاقتصاد والصحة لتؤكد أن دول المنظمة عازمة على صياغة غد مشرق جديد.
أضف إلى ذلك فقد أبرزت كلمة الرئيس أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة كقاطرة حقيقية للتنمية داخل بلدان المنظمة.
وانطلاقا من اهتمام المنظمة بقضايا المنطقة وازماتها فقد أعلن الرئيس السيسي تخصيص جلسة خاصة اليوم لبحث التطورات في فلسطين ولبنان. إن هذا الحدث الجلل يضعنا أمام مجموعة من الحقائق والمحددات بالغة الأهمية.
ودون ادنى شك فإن أولى هذه الحقائق هو توقيت انعقادها إذ تموج المنطقة باضطرابات أمنية وسياسية أبرزها الفضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي السافر على غزة فضلا عن الأحداث الأخيرة في سوريا ومن قبلها لبنان والتوترات السياسية في كل من السودان وليبيا واليمن وغيرها من الملفات والأزمات العربية.
ثاني هذه المحددات المهمة تتمثل في حجم المشاركة بالقمة كما وكيفا وهنا أشير إلى حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي تمثل مشاركته ضرورة ملحة لعرض القضايا بكل شفافية ووضوح أمام الجميع من جهة، ووضع الدول الأعضاء المشاركة بل والمجتمع الدولي بأسره أمام حقيقة ما يجري بالمنطقة وما يحاك ضدها من مخططات تدميرية.
على أية حال فإن النجاحات التي حققتها مصر على الصعيد الدولي طوال عقد مضى تؤكد أن رئاسة مصر لمجموعة الثماني الإسلامية النامية ستتوج بنجاح باهر يؤكد ريادة مصر على الأصعدة كافة.
