كريم المصري يكتب : أضربوهم بعصا السيسي !

كلمة “أضربوهم” قد تكون قاسية، ولكنها تعكس حجم الغضب العارم من أولئك الذين تسوّل لهم أنفسهم أن يسرقوا من المواطن آخر ما يملك: كرامته وحقه في الاختيار.. والمقصود هنا ليس المواطن البسيط، بل أولئك الذين اختبأوا وراء واجهات “الجمعيات الخيرية” ليخونوا الأمانة ويكسروا قوانين الجمهورية الجديدة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي جعلت من سيادة القانون وحماية الفقراء شعاراً ثابتاً.
التصريح الخطير الذي أطلقه السيد ناجي الشهابي”رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ”ليس مجرد اتهام عابر..إنه كشف لسرقة منظمة، يقوم بها من يفترض فيهم أن يكونوا “أدوات بناء وتنمية” في قلب إمبابة..أربع جمعيات – محددة الأسماء – تجمع أكثر من أربعة آلاف بطاقة رقم قومي..هذه ليست أرقاماً، هذه أربعة آلاف جريمة ضد الوطن، وأربعة آلاف انتهاك صارخ لإرادة إنسان.
لقد حذر الرئيس السيسي دوماً من الفساد ومن استغلال الفقراء. وها هم “أبواق الفساد” الجديدة تظهر في ثوب “العامل الخيري”، لتستغل حاجة الجياع وتستبدل “سلة الغذاء” ببطاقة الهوية. هل هذه هي “التنمية” التي ننشدها؟ هل هذا هو “العمل الأهلي” الذي نريد؟
خبر آخر “ضبط مسؤولة جمعية خيرية بالمحلة بتهمة جمع بطاقات الناخبين لصالح مرشح مستقل”!!..
إن ما تكشف عنه هذه الوقائع هو مرض خطير: تحويل العمل الخيري إلى غطاء للمال السياسي المشبوه..مؤسسة العجوز للتنمية، جمعية رواد مسجد البوهي، جمعية جبل الخير، جمعية تاج الدول… أسماء ترفع شعار البر والإحسان، بينما تقبع تحتها – كما تُزعم – آليات لتجميع “الأصوات” كما تُجمع “التواقيع”. إنه استغلال بشع لثقة الناس في “المسجد” وفي “الجمعية” وفي لفظة “الخير” نفسها.
لذلك، فإن المطلوب ليس تحقيقاً إدارياً هادئاً.. المطلوب هو تطبيق حرفي وصارم لقانون عصا الدولة المرفوعة، قانون الجمهورية الجديدة الذي لا يهاون مع من يعبث بأمنها الاجتماعي أو سياسيها..وندائي ليس إلى الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي وحدها ،بل إلى كل أجهزة الدولة: هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وهي تمثل خيانة للفقراء قبل أن تكون تزويراً للإرادة الشعبية.
نعم.. لتضرب الدولة بعصا القانون القوية كل من تسول له نفسه العبث بإرادة المصريين..لتطبق أقصى العقوبات على هذه الجمعيات: حل فوري، ومصادرة أموال، وإحالة للمحاكمة بتهمة التزوير الانتخابي واستغلال حاجة المواطنين..ولكي لا نعمم، يجب أن يكون التحقيق شاملاً ونزيهاً، فالكثير من الجمعيات تقوم بواجبها الوطني بصدق وإخلاص، وهذه الحالات هي الشواذ التي يجب استئصالها حتى لا تُلطخ سمعة القطاع الأهلي بكامله.
المواطن في إمبابة وفي الغربية وفي كل مصر، هو الدرع الحقيقي لهذا الوطن. وواجب الدولة أن تحميه من كل من يقترب منه بسوء، ولو كان ذلك من يمد له يد “المساعدة” ليختلس منه هويته وحريته.
لقد أعطى الرئيس السيسي للدولة عصا قوية هي سيادة القانون.. والآن حان وقت استخدامها لضرب كل من يحاول سرقة إرادة الشعب من خلف الأكمة.. من خلف لافتة “جمعية خيرية”.




