كتب : خالد جادالله
كارثة صحية في قلب الفيوم وجبة عشاء تحوّل ليلة عادية إلى مأساة جماعية وفي ليلة هادئة من ليالي يوليو، تحولت مدينة إطسا إلى مسرح طارئ لحالة طبية جماعية لم تشهدها من قبل، بعدما استقبل مستشفى المدينة المركزي عشرات الحالات الوافدة تباعًا في مشهد مروّع
أطفال، شباب، وشيوخ، جميعهم يشتكون من الأعراض نفسها في قيء حاد، إسهال مستمر، واضطراب شديد بالمعدة
السبب وجبة شاورما وربما لم تكن طازجة بما يكفي أو أسوأ من ذلك ربما كانت ملوثة عمدًا أو نتيجة إهمال جسيم
من المطعم إلى الطوارئ ماذا حدث تحديدًا
في ساعات المساء الأولى بدأت الحالات تظهر بشكل متفرق إلى أن وصلت الأرقام إلى 61 مصابًا خلال أقل من 12 ساعة فقط فريق الطوارئ بمستشفى إطسا عمل بأقصى طاقته لكن المفاجأة لم تكن في عدد الحالات بل في أن جميع المصابين تناولوا وجبات من نفس المطعم هنا بدأ الشك يتحول إلى يقين ما حدث لم يكن مجرد نزلة معوية عابرة بل جرس إنذار يقرع بعنف في أذان مسؤولي الصحة والرقابة الغذائية بالمحافظة.
محافظ الفيوم يتحرك سريعًا لا تساهل مع أرواح الناس
فور التأكد من التقارير الطبية والتحقيقات الأولية أصدر الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم قرارًا عاجلًا بـالغلق الإداري الفوري للمطعم وتشكيل لجنة مشتركة من الصحة والتموين والرقابة على الأغذية
التحقيقات الأولية أكدت وجود انتهاكات صحية صارخة داخل المطعم إلى جانب احتمالية استخدام لحوم غير صالحة أو تخزينها في ظروف غير مطابقة للمواصفات.
ماذا قال شهود العيان
كنا بنأكل الشاورما ولقينا ريحة غريبة شوية لكن الجوع خلانا نكمل ماكنّاش نتخيل إننا هنبات في المستشفى وهكذا قال شاب عشريني كان ضمن المصابين
فيما روت سيدة أربعينية
ابني عنده 9 سنين قعد يصرخ من المغص والحرارة نقلناه بسرعة وأنا قلبي بيوقف كل ثانية
لا نطلب الكثير فقط طعامًا لا يقتلنا
في زمن أصبحت فيه الوجبة السريعة خيارًا يوميًا لأغلب المواطنين فإن الثقة في نظافة وجودة ما نأكله لم تعد ترفًا بل ضرورة ة ما حدث في إطسا يجب ألا يُنسى بل يكون درسًا قاسيًا في دفتر الصحة العامة، لأن الكارثة القادمة ربما تكون أكثر فتكًا ولن تكون هناك فرصة لإنقاذ 61 آخرين.
