مؤتمر “صناعة المفتي الرشيد” يؤكد: الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليس بديلاً عن العلماء

علاء مغربي – عبدالرحمن ابودوح
شدد الدكتور مصطفى رفعت نورالدين، رئيس هيئة بناء العلماء والمحدثين بالعالم الإسلامي، على أن التقنية الحديثة هي “معين” للعلماء والمفتين، وليست بديلاً عنهم، مؤكداً على ضرورة الموازنة بين “فقه النص وفقه الواقع” في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال مؤتمر “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي” الذي عُقد مؤخراً، ويهدف إلى تأصيل دور الإفتاء كـ”صناعة علمية دقيقة” تتطلب تأهيلاً شرعياً وفكرياً متكاملاً، بالإضافة إلى فهم عميق لواقع الناس.
الذكاء الاصطناعي: أداة لا يمكن أن تحل محل المفتي
وفي حديثه، أوضح الدكتور مصطفى أن الذكاء الاصطناعي يظل مجرد أداة مساعدة، لا يمكن أن تحل محل المفتي البشري، الذي يتعامل مع الفتوى كعملية إنسانية وروحية وعلمية معقدة. وأشار إلى أن التقنية يمكن أن تخدم المفتي في البحث الفقهي، وتنظيم المعلومات، والوصول السريع إلى المراجع، وإدارة قواعد بيانات الأسئلة، لكنها لا تستطيع أن تدرك المقاصد الشرعية أو ظروف المستفتي بشكل كامل.
توصيات لتعزيز صناعة الإفتاء
وخرج المؤتمر بعدة توصيات رئيسية تهدف إلى تطوير منظومة الإفتاء، من أبرزها:
- توقيع بروتوكولات تعاون بين هيئات الإفتاء لتدريب المفتين.
- إنشاء مجلس استشاري للتشاور في القضايا المستجدة.
- إعداد حقائب تدريبية متخصصة في منهجية بناء المفتين.
- تفعيل برنامج “الإسناد والإجازة” في الإفتاء تحت إشراف دور الإفتاء الكبرى.
الإشادة بدور دار الإفتاء المصرية
وأشاد الدكتور مصطفى رفعت بدور دار الإفتاء المصرية، واصفاً إياها بـ”النموذج العالمي” الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، بفضل جهود المفتي العام، الذي يسعى لرفع مكانة الدار وتعزيز دورها بين المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي.
وفي كلمة أخيرة، دعا الدكتور مصطفى العلماء والمفتين إلى تحمل أمانة “ورثة الأنبياء”، مع ضرورة الموازنة بين فقه النص، وفقه الواقع، وفقه المآلات. وشدد على أهمية تفعيل برنامج “بناء المفتي العام الموسوعي” الذي يجمع بين العمق العلمي والاتزان الفكري لمواجهة التحديات المعاصرة.