أيمن عامر
استقبل متحف دنشواي بمحافظة المنوفية طلبة مدرسة التربية الفكرية بشبين الكوم، وذلك ضمن مبادرة “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير”، التي تُنفذ برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وفي سياق الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف فتح آفاق جديدة أمام الطلاب لاكتشاف ثراء المتاحف المصرية، باعتبارها امتدادًا طبيعيًا لافتتاح المتحف المصري الكبير وما يمثله من نقلة حضارية وثقافية بارزة، وتقديم مكون ترفيهي غير تقليدي للطلبة ذوي القدرات الخاصة.
ونُظمت الفعالية بالتعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، وبالتنسيق مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة الأستاذ محمد حمدي، بهدف دمج ذوي الهمم في المشهد الثقافي وتوفير الخدمة الثقافية لهم.
وكانت السيدة عايدة السيد مديرة المتحف قد استقبلت الطلاب وعرفتهم على تاريخ حادثة دنشواي الشهيرة من خلال المجسمات الفنية التي تجسد تفاصيل الحدث، إلى جانب الاطلاع على الوثائق والصور التاريخية المرتبطة به، والتعرف على ملامح الشخصيات الريفية ونمط الحياة في القرى المصرية خلال تلك الفترة، كما اختُتمت الجولة بعرض مرئي تناول الظروف التاريخية وتفاصيل الأحداث، ما ساهم في تبسيط المعلومات وترسيخها في أذهان الطلاب بطريقة مشوقة.
وعقب انتهاء الجولة، تم التقاط صور تذكارية جمعت الطلبة بمرافقيهم من المدرسين والمشرفين، عكست سعادتهم واستمتاعهم بالتجربة، التي هدفت إلى التوعية الوطنية، ودعم روح الانتماء، وتنمية الجوانب النفسية والاجتماعية لدى الطلاب، وذلك ضمن خطة فرع ثقافة المنوفية برئاسة الأستاذ ربيع الحسانين .
ومن جانبها، أكدت فادية بكير، مدير إدارة برامج المكفوفين وذوي الإعاقة الحركية بالإدارة العامة للتمكين الثقافي، على أهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الأنشطة الثقافية، لما لها من أثر إيجابي في تنمية حصيلتهم المعرفية، ودعم الجانب النفسي والاجتماعي، وتنمية مهارات الإدراك الحسي والسمعي عبر مشاهدة المجسمات والعروض التوضيحية.
وتندرج الفعالية ضمن خطة الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الدكتور مسعود شومان، وبتوجيه الإدارة العامة للتمكين الثقافي برئاسة الدكتورة هبة كمال، في إطار حرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على دعم الأطفال والشباب من ذوي الهمم وإثراء تجربتهم الفنية والتعليمية من خلال برامج مبتكرة وثريّة.
الجدير بالذكر أن متحف دنشواي تم إنشاءه عام 1963 على الأرض نفسها التي شهدت وقائع حادثة دنشواي وتمت فيها محاكمة الفلاحين المصريين، ثم أعيد بناء المتحف ليصبح متحفاً ضخماً ومؤسسة ثقافية فنية تاريخية وتم إعادة افتتاحه رسميا في 1 يوليو 1999 لتخليد دور هذه الحادثة الوطنية. وقد صمم المتحف على يد المهندس هاني المنياوي ليضم بين جدرانه قصة الحادثة الشهيرة التي وقعت عام 1906، حين تحولت أبراج الحمام إلى ساحة صراع بين الجنود الإنجليز وأهالي قرية دنشواي، وتخليداً لهذه الواقعة وتوثيقاً لإحدى مراحل كفاح الشعب المصرى تم انشاء هذا المتحف التابع لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة.
يضم المتحف العديد من اللوحات والتماثيل والصور النادرة التي توثق لحظات الألم والمقاومة التي عاشها المصريين، وتخلّد بطولة من دافعوا عن أرضهم ونسائهم بصدور عارية.
