منوعات

محمد أنيس يصدر كتابه الجديد ” عدالة الاسلام في قفص الاتهام”

دعاء زكريا

صدر للكاتب محمد أنيس ناصر  كتاب جديد بعنوان”عدالة الاسلام في قفص الاتهام” حيث تتناول هذه السلسلة في جزءها الأول فرضية جدلية بوجود محاكمة كبرى رمزية من قبل العالم والغرب خاصة، تعرض أمام هيئتها قضايا ومذكرات إدعاء مطروحة بشكل او آخر في الساحة الفكرية، وعلى لسان مفكري الإلحاد والعلمانيين في الغرب والعالم عن العقيدة والإيمان بوجود اله لهذا الكون، وقضايا وادعاءات اخرى حول صدق نبوة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . يتصدى الكتاب للرد عليها بمنهج الاستقراء العلمي والفكري والفلسفي أحيانا وبأدلة متنوعة عقلية وعلمية ومستندات عامة … وذلك في صورة مقالات درامية جادة لمحاكمة دولية يشرف عليها قضاة ومستشارون ومحللون من مختلف التخصصات ومن مختلف دول العالم .

ويقول الكاتب محمد أنيس انه يتناول في كتابه قصة أمة ومعشر من معاشر البشرية كانوا أصحاب حضارة وبأس، وآثارهم خالدة على الأرض تشهد بذلك، بل إن أسباب نهضة العلم المعاصرة أرجعت الفضل في نشأتها إليهم، وأنهم هم أول من وضع المنهج التجريبي العلمي، فخرجت من عقول علمائهم الكثير من الأسس العامة للعلوم الكونية مثل: علم الفيزياء، وعلم الكيمياء، وعلم الفلك، وعلم الجغرافيا، والطب…وغيرها

ويقول أنيس أظنك أخي الإنسان قد عرفتهم: إنهم المسلمون، وهل يشك أحد في أنَّ أمةً أخرى تتعرض للاتهام والعذاب والحرب هذه الأيام أكثر من الإسلام. ويتساءل الكثيرون، وأولهم المسلمون أنفسهم: ما هي التهمة التي جعلتهم في هذا الموقف؟
فراح بعض العلماء والمفكرين يضعون الإجابات، ويدورون في فلك الحقيقة محاولين الاقتراب منها، ورحنا ندور معهم حتى وقعنا على الدافع واهتدينا إليه. في باديء الأمر اعتقدنا أن هؤلاء المتهمين وضعوا في قفص الإتهام بتهمة الإرهاب والقتل العمد لعدة آلاف من البشر في يوم 11 سبتمبر عام 2001.. لكن عقولنا رفضت ذلك، وصرخت قلوبنا قبل أن تنطلق ألستنا بكلمة “لا”؛ فكيف يمكن أن يُتهم مليار مسلم بجريمة قتل واحدة، وكيف يُتهم دين وفكر كالدين الإسلامي بكل تسامحه وقبوله للآخر؟ كيف لنا أن نتهم حضارة قادت العالم منفردة في عصر الظلام الأوسط لتنير للحيارى مصابيح في كل مجالات الحياة؟
صحيح أن الجريمة بشعة وحقيرة، يرفضها أقل المسلمين معرفة بالدين، ولم يقبلها أحد من علماء المسلمين وجامعاتهم الكبرى (كالأزهر والزيتونة وغيرها)، ولكن وبالرغم من هذا الرفض المعلن والإيمان به المستقر في وجدان هذه الأمة، إلا أن القفص اتسع ليضم المليار مسلمًا..
وحتى يومنا هذا.. كل من يظهر على شكله أو طريقته أنه مسلم تنسج عليه كل خيوط الشك فلا يمزق هذه الخيوط إلا بانتزاع نفسه من أي انتماء إلى الإسلام،
أو محاولة التبرؤ من بعض ما يعتقده في دينه ناهيك عن شعوره بالخوف والقلق من إعلانه الانتماء إلى عقيدته ومبادئه وخاصة عند اختلاطه بالمجتمعات الغربية المخالفة، لينتهي ذلك الشعور الخانق بمواجهة شبه حتمية قد يدفع لها دفعًا تتمثل في بعض الازدراء أو التحفز من تلك المجتمعات له، وقد يواجه عنصرية محضة من البعض منهم قد تصل إلى حد الاضطهاد الخفي والعلني، الرسمي والشعبي.
والمثير للدهشة أيضًا أن هذا الذي نصَّب نفسه قاضيًا وجلادًا بعدما جمع في خياله كل هذا العدد الهائل من إخوته في الإنسانية في قفص الاتهام، لم يحاكم أي شخص منهم، بل أصدر حكمًا عرفيًا مباشرًا قائلًا: “كل من ليس معنا فهو ضدنا”.. هكذا، ودون سماع قول للدفاع أو شهادة للشهود؛ لماذا إذن هي محاكمة؟ ولماذا كل هؤلاء في قفص العنصرية الخانق المجحف؟
ان المستشرقين منكم، ومؤرخين من بنى جلدتكم شوهوا عن عمد، الصورة الحقيقية للإسلام.. أغرقوا العالم بيننا في دماء الأبرياء من الطرفين بسبب أحقادهم وضغائنهم وسمومهم.. ونعترف بأن هناك من ساعدهم منا من ضعاف النفوس الذين استغلوا أقوالكم لتشويه البيت الإسلامي من الداخل وإبراز عيوبه، وهم أول عيوبه، ولا ريب..
وللحق أيضًا وللتاريخ، لم يكن هؤلاء المستشرقون، أو المؤرخون، إلا قلة من كثرة صالحة تفاعلوا مع الشرق المسلم وأخذوا منه كل صالح ومفيد، وأثبتوا أن التراث الإسلامي إضافة للمنظومة الحضارية الإنسانية كلها، ولكن قد يأتي معظم النار من مستصغر الشرر، وهذه الهجمة – التي نلمسها ويلمسها كل إنسان – على الإسلام لا ينكرها منكر،  وأن المستشرقين الحاقدين يلعبون في عصرهم وأوانهم، ويتقنون اللعبة تمامًا، وأنهم بالفعل استطاعوا بأفكارهم أن يصلوا إلى صناعة القرار وأن يقبضوا على إدارة المحاكمة، وأن مدعيهم أشاروا إلى كل المسلمين إشارة التوعد والانتقام إلى كل ما ينتمي إلى هذا الشرق الإسلامي.
وأنه علا صوتهم في رواق المحكمة وفي صحفهم وكتبهم ووسائل إعلامهم، ولخصوا تهمتهم وألصقوها بمنهج الإسلام ذاته، فادعوا أن المسلمين ينتهجون منهجًا هو العنف بذاته، وأن مداده هو دماء ضحايا الإرهاب، وحروفه خناجر القتل وقنابل الدمار، وأنَّ معانيه هي الظلم والعبودية والإذلال للبشرية، وأنه لا وجود للحرية في دستوره، ولا رفاهية لمن يعتنقه.
كذلك سمعنا أصوات بعض المسئولين في الغرب الذين تأثروا للأسف بهذه الأفكار ينددون بالإسلام، ويطالبوننا بتغيير مناهج التعليم وتشويه آيات القرآن الكريم ونزع كل ما لا يعجبهم ويختلف مع أهوائهم. كل هذا حدث بالفعل، ومازال يحدث، والمسلمون مازالوا واقفين داخل القفص، والقاضي ينطق بالتهمة تلو الأخرى، والصمت سمة غالبة على كل المسلمين،
إنَّ بين صفحات هذا الكتاب وجزءه الأول، دفاعًا عن المسلمين والإسلام، نرد به على من ظلم هذا الدين، على من اتهمه بالتخلف، على من اتهمه بالكذب وأنه من صنع البشر وأنه فكر همجي فاشي، دفاعًا أمام محكمة العدل الغربية التي نثق في نزاهتها وعدالة مقصدها، ونريد أن نعلمكم ونعلم إخوتنا أن كلمة الإسلام لا تحتاج إلينا لندافع عنها لأنها حجة بذاتها قائمة عبر كل العصور، ولكننا عندما نتحدث عنها نزداد شرفًا ومكانة وعزة، ولم نقصد أيضًا مع هذا الدفاع إلا تبصير إخواننا من الغرب بحقيقة الإسلام وأكاذيب خصومه. ونحن نستعين في ذلك بما جاء به الإسلام نفسه، نستعين بدستور الإسلام الخالد “القرآن الكريم” ونستعين بسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) المطهرة، ونعود دائمًا إلى كتب العلماء الذين سبقونا إلى ذلك، وإلى منطق الفلاسفة المسلمين، وإلى العلم والعقل والأدلة المنهجية التي يعترف بها الغرب ولا يقبل حوارًا إلا على أسسها.

زر الذهاب إلى الأعلى