مقالات الرأي

مصر الابن البار بقارتها الأفريقية

بقلم/ عبد الرحيم أحمد

مثلما تمثل مصر الشقيقة الكبرى لدول المنطقة العربية، فبكل تأكيد هي ابن بار بقارتها إذ لا تالو جهدا في سبيل نهضة أفريقيا والمساهمة الفاعلة في دعم مسارات التنمية داخل دول القارة.

وقد تجلت أهمية الدور المصري الداعم لأفريقيا في العديد من الأنشطة والفعاليات وآخرها الاتصالين الهاتفين اللذين تلقاهما الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، الأول من رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي والثاني من نظيره رئيس جزر القمر غزالي عثماني، وقد تم التأكيد خلالهما على أهمية توطيد العلاقات المشتركة اعتمادا على العديد من الروابط والقواسم الواضحة بين مصر والدولتين الشقيقتين.

والحقيقة أن الاتصالين كشفا العديد من النقاط المهمة التي تنم عن تعاظم دور القاهرة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، فقد كانت مصر رقما مهما في نجاح الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الكونغو الديمقراطية والتي أسفرت عن فوز تشيسيكيدي بفترة رئاسية جديدة وقدمت الدعم اللوجيستي اللازم لها، في الوقت نفسه فإن اتصال رئيس جزر القمر جاء في توقيت بالغ الأثر في ضوء رئاسة بلاده للاتحاد الافريقي في دورته الحالية وهنا يمثل الاسترشاد بالرؤية المصرية نقطة فارقة ومحورية نظرا لدورها في إحلال السلم والأمن بالقارة وقدرتها على قيادة التنمية بها.

وفي خضم الأحداث والفعاليات والتنسيق المصري الافريقي، فقد نجد من يتساءل: لماذا كل هذا الاهتمام المصري بأفريقيا؟ بدورنا نقول لهؤلاء إن العلاقة بين مصر وقارتها تحكمها العديد من المحددات نوجزها فيما يلي:

إن افريقيا هي الامتداد الطبيعي  لمصر وهو محور مهم في علوم السياسة والإستراتيجية تعتمد عليه قوة الدولة وتأثيرها.

أما البعد الاقتصادي فهو محدد آخر يحكم العلاقة بين مصر والقارة، وتتعاظم أهمية هذا البعد في ضوء التحديات التي يواجهها العالم الآن، وبكل تأكيد فإن مصر بما تمتلكه من خبرات وأفريقيا وما بها من خيرات وموارد اقتصادية كبيرة كفيل بضمان قدرة مصر والقارة على اجتياز المرحلة الصعبة وقهر التحديات الاقتصادية.

أضف إلى ذلك فإن مصر ومن خلال متابعة المشهد في السنوات الأخيرة استطاعت بكفاءة واضحة حل العديد من الازمات والمشكلات داخل القارة، كما أنها تقود باقتدار آلية العمل المناخي، وقبل كل هذا وذاك فإن الدعم المصري لأفريقيا تاريخي في المقام الأول.

بعد كل ما تقدم يمكن القول إن مصر وعبر الجهود المخلصة لقيادتها السياسية قادرة على تغيير وجه الحياة داخل افريقيا لتثبت القارة أقدامها بقوة على خريطة العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى