معرض تراثنا صورة حية لماض عريق وحاضر أكثر تميزا

بقلم/ عبد الرحيم أحمد
الحقيقة أن الدولة لم تالو جهداً في سبيل تعزيز منظومة التنمية الشاملة متعددة الأبعاد والمحاور ومن ضمنها إحياء الحرف والفنون التراثية وتقديم الدعم لأصحابها وتبلور ذلك بوضوح من خلال تنظيم معرض تراثنا للحرف اليدوية الذي يحظى برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وافتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم نسخته السادسة بأرض المعارض بالتجمع الخامس بمشاركة عدد كبير من العارضين الذين يمثلون دولا عربية وأجنبية.
وحتى نقف على أهمية هذا المعرض والملتقى فلابد من التعرف على حزمة من الحقائق المهمة وأبرزها إتاحة الفرصة أمام المشاركين لعرض قطعهم الفنية المتنوعة أمام زوار المعرض داخليًا، بما يمثل تسويقا جيدا لمنتجاتهم، كما يساهم المعرض في فتح أسواق جديدة أمام العديد من المشغولات الفريدة للمنافسة دوليا.
ايضاً فإن المعرض يقدم فرصة جيدة لمحبي اقتناء القطع اليدوية والمشغولات التراثية بأسعار تنافسية وجودة عالية، فضلا عن كونه المعرض الأكبر للمبدعين والفنانين والحرفيين الذين يجمعهم مكان واحد.
الواقع أن النسخة الجديدة من هذا المعرض تحمل الكثير من عناصر ومقومات التميز وفي مقدمتها تنظيمه بالشراكة بين
جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وعدد من الوزارات والبنوك والشركات والجامعات والمؤسسات المحلية والعالمية، وعدد من شركاء التنمية الدوليين، كما يُخصص المعرض هذا العام أجنحة لثماني دول تقديراً لجهودها الرائدة وإسهاماتها المتميزة في مجال دعم ريادة الأعمال وحماية التراث، وتشمل كلا من الإمارات، السعودية، البحرين، تونس، الجزائر، الهند، باكستان، ولاتفيا، وذلك من مُنطلق سعي الجهاز لتعزيز أوجه التعاون مع هذه الدول وزيادة فرص الاستفادة من تجاربها الناجحة.
أضف إلى ذلك فإن معرض هذا العام يضم منتجات ومشغولات صديقة للبيئة بما يتناغم ودور مصر كرائدة للعمل المناخي في محيطها الإقليمي.
أما ما يستحق الإشادة هنا فهو تأكيد رئيس الجهاز على التخطيط لتحويل معرض تراثنا إلى منتدى عالمي ينضم إليه أصحاب الحرف التراثية بمصر ومختلف دول العالم، للتشارك في الخبرات، وتبادل التجارب، والتعرف على ما يشهده العالم من تطورات وتقنيات حديثة في الإنتاج والتصنيع والتسويق.
على أية حال فإن المعرض يعد حلقة مهمة للتعريف بتراث مصر وحضارتها ويعكس حرصة الدولة على رعاية الحرف والفنون التراثية امتدادا لحضارة خالدة عمرها آلاف السنين.