
علاء المغربى
وجّه فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الديار الهندية، نداءً عاجلًا إلى قادة العالم، وفي مقدمتهم رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس حكومة إسرائيل، دعاهم فيه إلى اتخاذ خطوات جادة وفورية لوقف دوامة العنف المتصاعدة في المنطقة، والعمل من أجل إحلال السلام العادل وحماية المدنيين.
وقال فضيلته في بيانه:
> “بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، وبالضمير الإنساني والشرعي الذي يؤلف بين ضمائر الأمم، نتوجه بنداء عاجل ومتواضع إلى قادة العالم للعمل الجاد من أجل حماية المدنيين ووقف المآسي الإنسانية التي تتكرر في منطقتنا.”
وأوضح مفتي الديار الهندية أن العقود الأخيرة شهدت مآسي إنسانية كبرى في العراق وأفغانستان وفلسطين، حيث أزهقت أرواح الأبرياء، وتهدمت البيوت، وتشردت الأسر، مؤكدًا أن هذه الكوارث تمثل جرحًا عميقًا في ضمير الإنسانية، ولا سبيل لتجاوزه إلا بإرادة سياسية صادقة وصبر على طريق العدالة والمصالحة.
وأكد فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد أن حماية المدنيين ووقف نزيف الدم مسؤولية أخلاقية وقانونية، مشددًا على مجموعة من المطالب العاجلة، أبرزها:
وقف فوري لإطلاق النار باعتباره مطلبًا إنسانيًا لا يحتمل التأجيل.
فتح ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول الغذاء والدواء والرعاية الطبية للمتضررين.
محاسبة مرتكبي الانتهاكات عبر تحقيق نزيه وشفاف يضع حدًا للإفلات من العقاب.
احترام قواعد الاشتباك وتجنب استهداف المنشآت المدنية والبنية التحتية.
العمل على حل سياسي عادل يحترم حقوق الشعوب، ويكفل حماية الأقليات واللاجئين.
دعم إعادة الإعمار والتعافي المجتمعي عبر الاستثمار في التعليم والصحة والعمل.
تشجيع الحوار بين الأديان والثقافات وإطلاق مبادرات للمصالحة المجتمعية.
كما شدد فضيلة المفتي على أن الدول العظمى تتحمل مسؤوليات مضاعفة، لكونها الأكثر تأثيرًا في ساحة الصراع، داعيًا إياها إلى إظهار قيادة حقيقية عبر مبادرات دبلوماسية فاعلة وضمانات أمنية طويلة الأمد تفضي إلى تسوية عادلة ودائمة.
وطالب المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، بتكثيف جهودها للتخفيف عن المدنيين، وتقديم الدعم النفسي والطبي والاجتماعي للمتضررين، ومحاسبة من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية.
واختتم مفتي الديار الهندية نداءه بالتأكيد على أن الدين يعلّمنا قيمة الرحمة والعدالة، وأن النصر الذي يُبنى على مآسي الأبرياء لا يحمل أي فخر، مشددًا على أن السلام وحده هو القيمة الباقية التي تعيد للأمم كرامتها وتمنح شعوبها الأمل في مستقبل أفضل.