مقتل 64 شخصاً في معارك باكستان الحدودية
الجيش يقتل 45 من طالبان ويفقد 19 جندياً في عمليات أمنية

شهدت المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان اشتباكات دامية خلال الأيام الماضية. أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 19 جندياً باكستانياً و45 مسلحاً من حركة طالبان الباكستانية.
أعلن الجيش الباكستاني تنفيذ ثلاث عمليات أمنية كبرى استهدفت مواقع حركة طالبان الباكستانية. وقعت العمليات في مناطق باجور وجنوب وزيرستان ولور دير خلال يومين متتاليين.
في منطقة باجور بإقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، قتلت القوات 22 مسلحاً في عملية واسعة النطاق. وفي عملية منفصلة بمنطقة جنوب وزيرستان، سقط 13 مسلحاً و12 جندياً باكستانياً بعد اشتباكات عنيفة.
كما نفذت القوات عملية استخبارية في منطقة لور دير يوم الخميس. أسفرت العملية عن مقتل 7 جنود باكستانيين و10 مقاتلين من طالبان الباكستانية في تبادل كثيف لإطلاق النار.
تبنت حركة طالبان الباكستانية المسؤولية عن الهجمات. ادعت الحركة في بيان استيلاءها على عشرة أسلحة رشاشة وطائرة مسيرة من القوات الحكومية. وصفت العملية بأنها “هجوم شديد التعقيد”.
شهدت المناطق المتضررة عمليات إخلاء واسعة للمصابين. استخدمت طائرات الهليكوبتر لنقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة. كما نفذت القوات عمليات بحث مكثفة عن المهاجمين الفارين.
أكد الجيش الباكستاني أن المسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية كقواعد لشن هجمات داخل باكستان. طالبت إسلام آباد حكومة طالبان في كابل بمنع استخدام أراضيها في العمليات الإرهابية.
وقال الجيش في بيان رسمي إن “المعلومات تؤكد بشكل قاطع تورط مواطنين أفغان في هذه الهجمات”. دعا البيان كابل إلى “تحمل مسؤولياتها ومنع الأنشطة الإرهابية المعادية لباكستان”.
تتهم إسلام آباد إدارة طالبان الأفغانية بإيواء طالبان الباكستانية. تزعم باكستان أن الهند تدعم هذه الجماعات المسلحة. تنفي كل من أفغانستان والهند هذه الاتهامات بشدة.
صعدت حركة طالبان الباكستانية من هجماتها منذ وصول طالبان الأفغانية للسلطة عام 2021. تسعى الجماعة إلى تطبيق نسختها الخاصة من الشريعة الإسلامية في باكستان.
زار رئيس الوزراء شهباز شريف برفقة قائد الجيش عاصم منير إقليم خيبر بختونخوا. حضرا جنازات الجنود الذين سقطوا في المعارك الأخيرة.
هدد شريف بطرد المزيد من الأفغان من باكستان. قال إنه “من المهم جداً طرد الأفغان غير النظاميين في أسرع وقت ممكن”. أجبرت الحكومة الباكستانية أكثر من مليون أفغاني على مغادرة البلاد خلال الأشهر الماضية.
ألغت إسلام آباد تصاريح إقامة مئات الآلاف من الأفغان. شمل القرار إلغاء بطاقات اللاجئين التي أصدرتها الأمم المتحدة لبعض الأفغان.
أفاد سكان في مناطق متعددة بولاية خيبر بختونخوا عن ظهور شعارات طالبان على الجدران. يخشى المواطنون من العودة إلى سنوات العنف التي دمرت غرب باكستان.
أصبحت باكستان حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في “الحرب على الإرهاب” بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. عانت البلاد من موجات عنف مدمرة خلال العقود التالية.
في يوليو الماضي، أعلن الجيش الباكستاني مقتل 30 مسلحاً حاولوا عبور الحدود من أفغانستان. جاء ذلك بعد مقتل 16 جندياً في هجوم انتحاري بالمنطقة الحدودية ذاتها.
قال مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن “عدد عناصر وهجمات طالبان الباكستانية زاد في الشهرين الماضيين”. شهدت عدة مناطق في خيبر بختونخوا تصاعداً ملحوظاً في العنف.
قُتل منذ مطلع العام الجاري نحو 460 شخصاً في أعمال عنف بولايتي خيبر بختونخوا وبلوشستان. معظم الضحايا من عناصر قوات الأمن الباكستانية والمدنيين.
تعتبر سنة 2024 الأعنف في باكستان منذ عقد كامل. قُتل أكثر من 1600 شخص في أعمال العنف المختلفة. يعكس هذا تدهوراً خطيراً في الوضع الأمني وتصاعد التهديدات الإرهابية.
تواجه باكستان تحديات أمنية معقدة على عدة جبهات. تشمل هذه التحديات حركة طالبان الباكستانية وجماعات إرهابية أخرى في بلوشستان والمناطق القبلية.
تستمر الجماعات المسلحة في استغلال الطبيعة الجبلية الوعرة للمناطق الحدودية. توفر هذه المناطق ملاذات آمنة للمسلحين ونقاط انطلاق للهجمات.
يتبادل البلدان النوويان الهند وباكستان الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة. تنشط هذه الجماعات على أراضي كلا البلدين وتشكل مصدر توتر إقليمي مستمر.