مناقشة (ولأنها إمرأة) بنادي ادب مصر الجديدة

دعاء زكريا
أقام نادي أدب مصر الجديدة برئاسة الأديب المهندس شرقاوي حافظ مناقشة رواية ( ولأنها إمرأة) للروائية مروة عاطف حيث أدار المناقشة الاديب عبد الرحمن الرواي
وقال الناقد الدكتور بسيم عبد العظيم في كلمته بالمناقشة هذه الرواية “ولأنها امرأة”، سردٌ عميقٌ للتجربة المؤلمة لامرأة تدعى “سلوى” في مجتمع ذكوري، وتبدأ الحكاية بانهيار أحلام البطلة بعدما أجبرها والدها على الزواج من “صبیح”، وهو رجل يمثل النموذج الروتيني والبارد الذي يرى الزواج كعقد شراكة مادي لا عاطفي.
وترصد الرواية عقودًا من المعاناة داخل هذا الزواج، حيث تواجه سلوى إهمالًا عاطفيًا قاسياً وإهانات مستمرة، حتى أنَّ زوجها ينتقص من قيمتها كأنثى وكأم، وتتفاقم مأساتها عندما يتبنى أبناؤها، المتأثرون بسلطة الأب، نفس رؤيته لاختياراتها وحياتها، ما يزيد من شعورها بالخذلان والعزلة التامة، ولا تكتفي الكاتبة بوصف القصة الشخصية، بل تضعها في إطار أوسع لتكون صرخة واقعية ضد القوانين الاجتماعية التي تقتل مشاعر المرأة وإنسانيتها.
شكلتْ القوانين الذكورية مسار حياة البطلة سلوى وأسهمتْ بشكل مباشر في قهرها العاطفي من خلال سلسلة من القرارات والإهانات المتراكمة التي فرضها عليها والدها وزوجها والمجتمع المحيط بها، حيث تؤكد الرواية أنَّ “سلوى” عاشتْ في عالم يسير بقوانين الرجل الذي قتل مشاعر الأنثى.

ويمكن تلخيص كيفية مساهمة هذه القوانين في قهرها العاطفي ومسار حياتها فيما يلي:
1 ـ تحديد مسار الحياة القسري (دور الأب):
تم تحديد مسار حياة سلوى الزوجي ليس بناءً على الحب أو التوافق العاطفي، بل بناءً على معايير ذكورية صارمة على النحو الآتي:
رفض الحب لصالح الأمان الوظيفي: رفض والد سلوى خطيبها الأول “صادق” على الرغم من أخلاقه وعمله الحر الناجح، مبررًا ذلك بأنَّه ليس “موظفًا حكوميًا محترمًا”، ورأى أنَّ “الحب ليس أمانًا للحياة ولا استقرارًا للبيوت”.
الدفاع عن الرجولة الزائفة: اتخذ الأب قراره القاسي بدافع الخوف من حكم مجتمعه وكلمات أخيه الذي كان يذكره بأنَّ ابنته الوحيدة قد “تكسر رأسه” باختيارها لمَنْ لا يسوى، واعترف الأب لاحقًا أنَّ عناده لم يكن دفاعًا عن مصلحة ابنته، بل دفاعًا عن “رجولة مزيفة”.
سلب حق الاختيار: أكد الأب لسلوى أنها لا تملك الحق في اختيار شريك حياتها؛ بل هو مَنْ يملك حق “أنْ يختار لك اللي يستاهلك” ليضمن لها حياة سعيدة مستقرة، وأدتْ هذه القوانين إلى تزويجها من “صبيح”، الرجل الذي بنى زواجه على “العقل والحسابات” وليس على المشاعر.
2 ـ القهر العاطفي وقتل الأحلام (دور الزوج):
مارس الزوج (صبيح) شكلاً من أشكال القهر المنهجي الذي دمر الروح الإنسانية لسلوى وأحلامها:
مصادرة الحلم المهني: على الرغم من وعد صبيح قبل الزواج بالسماح لها بإكمال دراستها في كلية الطب، فقد نقض عهده ورفض رفضاً قاطعاً، وأصدر حكمه عليها بكلمات قاطعة: “خليكِ في حالك وسيبِي الطب للرجال”، فدفن بذلك حلم طفولتها.

التجريد من المشاعر والأنوثة: رأى صبيح الزواج كـ “مشروع طويل الأمد” يتم حسابه بالعقل، ونظر إلى سلوى كـ “وعاء لشهواته مش أكتر من كده”، وكمجرد “زوجة.. مش دكتورة”، معترفًا لها ببرود بأنها “شيء مالهوش لازمة، خلص تاريخ صلاحيتها كأنثى”، وهي بالنسبة له واجب يؤدى “بلا إحساس، بلا رغبة، بلا متعة”.
الإهمال والقسوة: تعامل صبيح معها بجمود قاتل، حتى في اللحظات العاطفية مثل الحمل، حيث رأى حملها الثاني كـ “حسبة: 1+1=2″، وعندما تعرضت لخطر الموت أثناء الولادة، أصر على خروجها من المستشفى فوراً لحاجته إليها في البيت (الذي يحتاج طعاماً وفطوراً ولباساً نظيفاً مكويًا).
3 ـ ترسيخ القهر عبر المجتمع (دور الأم وميرفت):
أسهمتْ الأعراف الاجتماعية التي جسدتها شخصيات نسائية أخرى في تعميق قهر سلوى:
تغليب الصبر على الكرامة: عندما اشتكتْ سلوى لأمها من برود زوجها وإهماله، نصحتها الأم بالصمت والتحمل قائلة: “إحنا ستات يا سلوى، والست غير الراجل يا بنتي إحنا لازم نكتم، ونستحمل، ونسكت”.
السخرية من الألم: واجهتْ سلوى خذلانًا أشد قسوة من أخت زوجها ميرفت، التي سخرتْ من ألمها وتضحياتها وأخبرتها ببرود أنْ “تاريخ صلاحيتك انتهى خلاص”، وأنها يجب أنْ تشكر ربها على زوج محترم مثل صبيح، وأنْ “طريقتنا الوحيدة للبقاء” هي الصمت والتحمل.
كانت النتيجة النهائية لهذه القوانين الذكورية في مسار حياة سلوى هي الانهيار الداخلي، والشعور بأنها “امرأة رحلتْ وهي لا تزال حية”، وأنها مجرد “ظل باهت”، مما دفعها في النهاية إلى محاولة إنهاء حياتها.
ويمكن تشبيه القوانين الذكورية التي حكمتْ حياة سلوى بسقف زجاجي غير مرئي: كانتْ ترى أحلامها واضحة في الأعلى (الحب، والطب، والاحترام)، ولكن كلما حاولتْ الارتفاع للوصول إليها، اصطدمتْ بقوانين صلبة (الأمان الوظيفي، واجبات الزوجة، ضعف الأنثى)، مما أدى إلى كسرها المتكرر دون أنْ يرى أحد السبب الظاهري لألمها.
تدفع المرأة أثمانًا باهظة ومدمرة في الزيجات التي تقوم على الحسابات المادية والوظيفية بدلاً من المشاعر، حيث تُختزل قيمة الزوجة إلى وظيفة أو بند في ميزانية، وقد أدتْ هذه الحسابات في مسار حياة البطلة “سلوى” إلى قهر عاطفي وشخصي هائل، ويمكن تفصيل هذه الأثمان الباهظة على النحو التالي:
1 ـ تحويل العلاقة إلى صفقة تجارية وفقدان الأمان العاطفي
كان الثمن الأول هو تدمير مفهوم الحب والأمان العاطفي لصالح الاستقرار المادي المزعوم:
الزواج كصفقة: تم الزواج بناءً على أنَّ الحب ليس أمانًا للحياة ولا استقرارًا للبيوت، لذلك رفض والدها خطيبها المحب وزوَّجها برجل ذي مركز وظيفي مرموق، والزوج نفسه نظر إلى الزواج على أنه “عقد شراكة طويل” يجب أنْ يحسب جيداً بالعقل.
الإحساس بالوحدة والبرود العاطفي: عاشت “سلوى” بجوار زوج (صبيح) كان بالنسبة لها “غريب”، حيث كان يرى العلاقة الحميمة “واجب يؤدى بلا إحساس، بلا رغبة، بلا متعة”، شعرتْ أنها تنام كل ليلة “جنب حد غريب عني”، وأنها مجرد “شيء مالهوش لازمة”.
2 ـ التجريد من الأنوثة والكرامة (انتهاء صلاحية المرأة)
أبرز الأثمان الباهظة هو التجريد من قيمتها الإنسانية والأنثوية:
انتهاء تاريخ الصلاحية: تعرضتْ سلوى للإهانة العظمى عندما أخبرها زوجها ببرود أنها “شيء مالهوش لازمة” وأنها “خلص تاريخ صلاحيتها كأنثى”، مما جعلها تشعر أنها “امرأة رحلتْ وهي لا تزال حية”. حتى أخت زوجها، ميرفت، أكدتْ لها هذا الشعور بأنها “عديتي الأربعين يا حبيبتي، يعني بصراحة كده تاريخ صلاحيتك انتهى خالص”.
اختزالها في الجسد: رأى الزوج سلوى كـ “وعاء لشهواته مش أكتر من كده”، وكمجرد “شيء”، وليس “روح بتحس، ومشاعر بتتوجع”. كما وصفها صبيح بأنها “عبء، حاجة مش كده مالهاش جمال، ولا لازمة، ولا متعة”.
الإهانة الجسدية واللفظية: عندما طالبتْ بحقها في الكرامة، قُوبلتْ بالسخرية، بل وصلتْ المعاملة إلى التطاول باليد أيضاً لا باللسان فقط، وضربها صفعة أعادتْ بث “شريط من الإهانات المتراكمة”.
3ـ قتل الأحلام والطموح الشخصي
أدى الزواج القائم على الحسابات إلى مصادرة حق “سلوى” في هويتها وحلمها المهني، على الرغم من تفوقها:
المنع القاطع من الدراسة: بعد أنْ وعدها صبيح قبل الزواج بالسماح لها بدخول كلية الطب، نقض وعده وأصدر حكمه القاطع: “خليكِ في حالك وسيبِي الطب للرجال”، مؤكداً أنه يريد “ست، زوجة…مش دكتورة”.
إهمال المشاعر حتى في الأمومة: نظر الزوج إلى حملها على أنه مجرد “حسبة: 1+1=2″، ولم يبدِ أي اكتراث بمشاعرها أو المخاطر الصحية التي واجهتها، بل أصر على خروجها من المستشفى فوراً بعد ولادتها المتعسرة لحاجته إليها في البيت.
4 ـ دفع الأبناء الثمن الباهظ
امتد الثمن إلى الأجيال التالية، حيث تحول القهر الصامت إلى سلوك سلبي في الأبناء:
احتقار الأبناء للأم: كبر الأبناء في بيت تغلب عليه الھیبة الذكوریة حيث كان الأب يصف الأم بـ “الفاشلة”. نتيجة لذلك، لم ير الأبناء أمهم كقدوة، بل اكتشفوا أنها مجرد “إنسانة ضعيفة، نصيحتها سخيفة، ليس لها رأي”.
فقدان الثقة في خيارات الأم: رفض الابن الأكبر (عصام) الاستماع لنصيحتها في مسار حياته قائلاً: “أنتِ أصلًا عمرك ما عملتي حاجة ونجحتِ أبدًا”، وتساءل: “إزاي هتقدري تختاري لي أنا؟!”
وباختصار، فإنَّ المرأة في الزيجات القائمة على الحسابات المادية تدفع ثمنًا باهظًا يتمثل في فقدانها لهويتها، وكرامتها، وحقها في أنْ تُحب أو تُقدر ككائن بشري حي، ويتحول وجودها إلى ظل باهت يخدم وظائف ميكانيكية.
وقد أثرتْ خيارات الأهل القاسية، التي بدأتْ بقرار الأب تزويج البطلة (سلوى) من رجل يعتمد على الحسابات المادية، واستمرتْ ببرود الزوج وقسوته وازدرائه، بشكل عميق ومدمر على التكوين النفسي لأبنائهما (أسامة وعصام) وعلى خياراتهم وعلاقاتهم المستقبلية، حيث نشأ الأبناء في “منزل بارد”.
تجلت الأثمان الباهظة لهذه البيئة في الآتي:
أولاً: التكوين النفسي للأبناء (البحث عن القوة المفقودة)
نشأ الأبناء في بيئة يسودها “الھیبة الذكوریة”، وشهدوا صراعاً داخلياً مريراً أثر في تقديرهم لذاتهم وللمرأة:
1 ـ اكتساب عقدة الضعف: ترسبت في وعي الأبناء صورة الأم (سلوى) على أنها “امرأة عاجزة”، “إنسانة ضعيفة، نصيحتها سخيفة، ليس لها رأي”.
2 ـ احتقار الأم والتشكيك في رأيها: كبر الأبناء على سماع وصف والدهم لأمهم بأنها “فاشلة”، وأنها “ماكملتش تعليمها”. هذا الازدراء جعل الأبناء لا يرون في الأم قدوة، فعندما حاولتْ سلوى إبداء رأيها في مسار حياة ابنها (عصام)، رفض بشدة قائلاً: “أنتِ أصلًا عمرك ما عملتي حاجة ونجحتِ أبدًا”، متسائلاً: “إزاي هتقدري تختاري لي أنا؟!”
3 ـ تدمير كرامة الأم كسكاكين: عاش الأبناء تحت وطأة كلمات الأب الجارحة التي كانت “تتطایر في أركان البیت كالسكاكین، تطعن كرامتھا”، وعندما كانت الأم تسكت وتتحمل وتتظاهر بالقوة من أجل أطفالها، رأى الأبناء صمتها وضعفها على أنه تخاذل.
ثانياً: التأثير على العلاقات المستقبلية (الهروب من صورة الأم)
انعكست هذه التنشئة القاسية على خيارات الأبناء العاطفية، حيث سعى كل منهما لترميم النقص النفسي الداخلي بطريقة مختلفة:
1 ـ الابن الأكبر (أسامة) والسعي للقوة والانتقام:
تحول أسامة إلى رجل يسعى لإثبات قوته من خلال “التھرب العاطفي”، واتخذ سلوكيات مدمرة في علاقاته:
الخيانة كوسيلة للقوة: أصبح “متعدد العلاقات”، ليس بدافع الحب، بل “لإثبات أنه ھو ألأقوى، مثل والده”.
تدمير ثقة الزوجة: كان يجد متعته في “أنْ یترك وراءه قلبا مكسورا”، وتعمد تدمير قوة زوجته (غادة) وجمالها وثقتها بنفسها لكي “تشعر ھي بالضعف ویصبح ھو الأقوى”.
الهروب من ضعف الأم: كان يرى في كل فتاة ضعيفة أو مكسورة صورة لأمه، معترفاً بأنه “بجري منك إنتي، من ضعفك قدام بابا”، أي أنه كان ينتقم من ضعف الأم في فتيات أخريات.
2 ـ الابن الأصغر (عصام) والبحث عن الأمان البديل:
سعى عصام نحو شريكة تؤمن له الأمان والقوة التي افتقدها في طفولته:
التعلق التعويضي: عانى عصام من “اضطراب التعلق الناتج عن الحرمان من أنْ یكون له الأم التي یتمناھا أي طفل في سِنِّه”.
البحث عن الأم القوية: رفض عصام نصيحة أمه في اختيار شريكة الحياة (هبة)، لأنه كان يبحث عن “واحدة قویة، بتفھمني، بتحمیني حتى من نفسي”.
ترميم صورة الأم: كان ارتباطه بـ (هبة) التي تكبره بعشر سنوات، محاولة “جریئة لترمیم صورة الأم التي انكسرت أمامه منذ سنوات الطفولة”، فقد انجذب إليها لأنها امرأة “تعرف متى تقول (لا)” ، وكانت تمثل له “حضن لا یھان، عن ید لا ترتجف، عن أنثى تشبه أمه كما كان یتمنى أنْ تكون”.
وباختصار، فقد حولتْ خيارات الأهل القاسية الأبناء إلى “انعكاس لصدى صوت أبیھم، صوت الجلاد”. فبينما سعى أسامة لتجسيد قوة الأب وجبروته، سعى عصام للبحث عن صورة الأم المثالية التي لم يرها في طفولته.
تعتمد الرواية على مجموعة من التقنيات الفنية التي تهدف إلى تعميق التجربة العاطفية وإبراز قضية “أزمة أنثى في مجتمع ذكوري”.
1 ـ الأسلوب السردي والوظيفة النصية
الرواية ليست مجرد سرد للأحداث، بل تتجاوز ذلك لتكون وسيلة للكشف والتنفيس عن القهر:
السرد الفاضح والصارخ: الرواية “شدیدة إلإحساس عالیة النبض”، وهدفها “سرد فاضح لأزمة أنثى”، وهي “صوت امرأة حین تعجز الكلمات”، حيث تنطق الندوب بشهادة لا تعرف المجاملة لما خلفته الأيام.
تجاوز السرد: الرواية “لیس مجرد سرد لما كان”، بل هو محاولة لتصوير “ندوب الروح” التي تنقش في أعماق النفس وتغير نظرتنا للعالم.
التركيز العاطفي: تعتمد الرواية على “حصر ـ بدقة واعية ـ مشاعر امرأة كل مشكلاتھا أنھا في عالم یعیش بقوانین الرجل الذي قتل مشاعر الأنثى”.
2 ـ البناء الهيكلي والزمني
تعتمد الرواية على بنية فصلية منظمة، واستخدام مكثف للذاكرة والارتداد الزمني لربط الماضي الأليم بالحاضر القاسي:
تقسيم الفصول: ينقسم السرد إلى فصول تحمل عناوين عاطفية ودلالية قوية (مثل: “وادي الذكریات”، “أغلى من حیاتي”، “لوعة الحب”، “غلطة أب”، و”المعجزة” و”الھاربة”)، مما يشير إلى مسارات متغيرة في حياة البطلة.
الذاكرة كشخصية محورية: الذاكرة هي “امرأة تحمل على كتفھا أوزانا”، والماضي يعود ليطرق الباب بثيابه القديمة عبر الصفعة التي تعرضت لها البطلة، فالزمن لا يعيد الماضي، “لكنه یعید وجع الذكرى بكل تفاصیلھا”.
الانتقال بين الوعي والواقع: تستل سلوى إلى ذاكرتها حياتها القديمة في قلب اللحظة، وتعتبر أنَّ “الألم لا یترك أثرًا یمحوه سوى صدق الاحتواء”.
3 ـ تقنيات التصوير والعمق النفسي
تستخدم الرواية أدوات تصف العالم الداخلي للبطلة وما حولها بعمق:
المونولوج الداخلي والانعكاس: يمثل الحوار الداخلي للبطلة أداة رئيسية لتصوير الوجع، حيث تسأل نفسها أسئلة وجودية مثل: “ماذا تبقى مني”، و”أھذه ھي الحیاة أم عقوبة؟”. وتصف الرواية سلوى بأنها امرأة “رحلتْ وھي لا تزال حیة”.
التصوير المكاني العاطفي (الكورنيش): يتم تصوير الأماكن بعمق عاطفي، فـ “الكورنیش لیس طریقًا للماء، بل ھو نھر من الحیاة”. وتنظر البطلة إلى الماء وكأنها تبحث في أعماقه عن “جزء ضاع منھا”.
الاستعارات لتجسيد الألم: يتم تجسيد الحزن الصامت بأنه “یتراكم بھدوء، كغبار” و”يثقل الروح”، كما تم تشبيه كلمات الأب الجارحة التي تطعن الكرامة بأنها “تتطایر في أركان البیت كالسكاكین”.
4 ـ تقديم الشخصيات وعلاقاتها
اعتمدت الرواية على تقنية “صدى الصوت” لتأثير الأهل على الأبناء:
انعكاس الجلاد: أصبح الأبناء (أسامة وعصام) “انعكاسًا لصدى صوت أبیھم، صوت الجلاد”، فأسامة يمارس الخيانة والسخرية من ضعف النساء كإثبات للقوة التي افتقدها في صورة أمه، بينما عصام يبحث عن امرأة قوية لترميم “صورة الأم التي انكسرت أمامه”.
تطور لغة القسوة: يظهر التطور الفني في كيفية استخدام الزوج للغة، حيث زادتْ “قساوة یوما بعد یوم”، وتصاعدت من النقد اللاذع والتهكم إلى التطاول “بالید أیضا لا باللسان فقط”.
التكثيف في الحوار: يتم استخدام الحوارات القصيرة والمقتضبة والجامدة مع الزوج لتعكس بروده وانعدام مشاعره، ووصف كلماته بأنها “قصیرة مقتضبة” وتفتقر إلى الدفء.
تعالج رواية “ولأنها امرأة” بشكل رئيسي قضية أزمة الأنثى والقهر الذي تواجهه في مجتمع ذكوري.
تُقدم الرواية نفسها على أنها ليست مجرد حكاية، بل هي “نبض امرأة تواجه القهر في عالم من الألم فقط لأنها ولدت أنثى”، ويمكن تلخيص القضية الرئيسية التي تعالجها فيما يلي:
1 ـ القهر في مجتمع يسوده قانون الرجل
القضية هي “أزمة أنثى في مجتمع ذكوري يسعى إلى إفشالها”، فالمشكلة الكبرى للبطلة، سلوى، تكمن في أنها تعيش في “عالم يعيش بقوانين الرجل الذي قتل مشاعر الأنثى بداخلها، وقتل معها إحساسها الإنساني ووجودها بالتالي”.
2 ـ إهمال صوت المرأة وحرمانها من الوجود
تُعد الرواية “صرخة واقعية لأنثى لم تستطع أن تجد نفسها في مجتمع لا يعترف إلا بالرجل وقوانينه”، وتهدف الرواية إلى “فتح باب على عالم الأنثى في مجتمع لا ينصت لصوتها”.
إنها رواية “شديدة الإحساس عالية النبض” تحصد بدقة مشاعر امرأة تجد أنَّ كل مشكلاتها نابعة من هذه البيئة القاسية.
تعالج الرواية مصير الأنثى في مجتمع ذكوري، وتتمحور حول مجموعة من الشخصيات التي شكلت خياراتها أو قسوتها أو ضعفها مسار حياة البطلة سلوى وأبنائها.
يمكن تقسيم الشخصيات في الرواية إلى رئيسية وثانوية ذات تأثير بالغ:
أولاً: الشخصيات الرئيسية
1 ـ سلوى (البطلة): هي الشخصية المحورية في الرواية، وهي نموذج للمرأة التي تدفع الثمن الباهظ لـ”أزمة أنثى في مجتمع ذكوري يسعى إلى إفشالها”.
وصفها: كانت سلوى طالبة متفوقة في المرحلة الثانوية تحلم بدخول كلية الطب,، ولها روح حلوة وضحكة طفولية.
مسارها: تعيش في عالم يقتل “مشاعر الأنثى” و”إحساسها الإنساني ووجودها”، حيث تم تدمير حلمها بالطب، ومنعها من الحب، واختزالها من قبل زوجها في جسد أو “وعاء لشهواته”، عاشت كامرأة “رحلت وهي لا تزال حية”.
دورها: تمثل الضحية التي تعيش في “سجن بارد” بسبب إهمال زوجها وبروده، وتنهي الرواية بمحاولتها اتخاذ قرارها الخاص لأول مرة في حياتها بالانسحاب.
2 ـ صبيح نجيب (الزوج/الخصم الرئيسي): يمثل صبيح نموذج الرجل الذي يجسد قوانين المجتمع الذكوري التي تقتل المشاعر.
وصفه: هو رجل “صارم في طباعه”، دقيق مثل الساعة، لا يبتسم كثيرًا، ويشعر من حوله بالاختناق، يعمل مساعد مدير حسابات في شركة حكومية كبرى، وشخصيته تقليدية.
طبيعته: هو “مجموعة من الحسابات في شكل رجل”، يرى الزواج كـ”عقد شراكة طويل” يجب أنْ يحسب جيدًا بالعقل، ولا يدرج العواطف في قاموس حساباته، علاقته الحميمة بزوجته “واجب يؤدى بلا إحساس، وبلا رغبة، وبلا متعة”.
قسوته: يمارس القهر على سلوى من خلال البرود والازدراء، حيث يصفها بأنها “شيء مالهوش لازمة” و”خلص تاريخ صلاحيتها كأنثى”، كما يصفها أمام الأبناء بأنها “فاشلة”.
3 ـ والد سلوى (الحاج حسين): هو المسبب الرئيسي لمأساة سلوى، حيث اتخذ قراراً حاسماً بناءً على حسابات خاطئة وخوف من المجتمع.
دوره: كان شخصًا “تقليديًا” يخاف من كل جديد، رفض خطيب سلوى الأول (صادق) لأنه “مش موظف حكومي محترم”، مؤكداً أنَّ “الحب مش أمان للحياة ولا استقرار للبيوت”.
دافعاه: كان دافعه للرفض هو “دفاعاً عن رجولة مزيفة”، وخوفاً من كلام أخيه الذي كان يذكره بأنَّ ابنته “تكسر رأسه”.
سلطته: أصر على حقه في اختيار زوج ابنته، وحين رأى ابنته بين الحياة والموت، أدرك متأخرًا أنه أول من خذلها.
ثانياً: الشخصيات الثانوية ذات التأثير
1 ـ صادق (الحب الأول): يمثل صادق الحب الصادق والحلم الذي قتلته القوانين الذكورية.
وصفه: شاب طموح، يدير مجموعة مطاعم، ووسامته هادئة ومطمئنة.
دوره: كان يحب سلوى بصدق ووعدها أن قلبه “كان ومازال بيتك الآمن”، تم رفضه لأنه لا يمتلك “الأمان الوظيفي”، تزوج لاحقًا من صديقة سلوى (سعاد).
2 ـ الأبناء (أسامة وعصام): الأبناء هما الثمن الذي دفعته سلوى نتيجة الزواج البارد، وكلاهما أصبح “انعكاسًا لصدى صوت أبيهما، صوت الجلاد”.
أسامة (الابن الأكبر):
* نشأ يرى أمه ضعيفة وعاجزة.
* أصبح متعدد العلاقات لإثبات قوته (مثل والده).
* يتعمد تدمير ثقة زوجته (غادة) “لتشعر هي بالضعف ويصبح هو الأقوى”، ويعترف بأنه يهرب من ضعف أمه.
عصام (الابن الأصغر):
عانى من “اضطراب التعلق” بسبب الحرمان من الأم التي يتمناها.
رفض نصيحة أمه في الزواج قائلاً: “أنتِ أصلًا عمرك ما عملتي حاجة ونجحتِ أبدًا”.
يبحث عن امرأة قوية لترميم “صورة الأم التي انكسرت أمامه منذ سنوات الطفولة”، ولذلك اختار هبة التي تكبره بعشر سنوات.
3 ـ ميرفت (أخت صبيح): تبدو داعمة لأخيها في البداية.
حقيقتها: تكشف لاحقاً عن جرح عميق، حيث إنَّ زوجها (عليّ) يخونها باستمرار.
ردة فعلها: لم تترك زوجها، بل أجبرته على نقل نصف ممتلكاته لها، وأبقتْ على زواجهما اجتماعياً ليظهرا “أسعد زوجين”، وسخرتْ من سلوى ونصحتها بالصبر والسكوت لأنَّ هذه “طريقتنا الوحيدة للبقاء”.
4 ـ غادة (زوجة أسامة): امرأة جميلة ومثقفة، تعاني من خيانة زوجها أسامة.
دورها: تلوم سلوى بشكل مباشر على تربية ابن “مريض” لا يعرف كيف يحافظ على بيته، وتصف تربية سلوى بأنها “تربية مريضة”، قاومت الخيانة رغم ضعفها لكونها “ابنة الأصول الوفية”.
5 ـ سعاد (صديقة سلوى): كانت صديقة سلوى المقربة، انتهى بها المطاف بالزواج من صادق، حب سلوى الأول، مما يمثل خذلاناً آخر في حياة البطلة.
المكان والزمان في الرواية
يعتمد البناء الفني للرواية بشكل كبير على تحديد الأماكن والأزمنة التي تعكس حالة القهر العاطفي والاجتماعي للبطلة سلوى، مع استخدام الذاكرة كأداة رئيسية لتنقل السرد بين الماضي والحاضر.
أولاً: المكان (الخلفية العاطفية للقصة)
تنقسم الأماكن في الرواية إلى فضاءات عاطفية ودافئة مرتبطة بالماضي والأحلام، وأخرى باردة وواقعية مرتبطة بالقهر الذكوري والحياة الزوجية.
1 ـ الكورنيش (وادي الذكريات ونهر الحياة): يعد الكورنيش هو المكان الأكثر حضوراً ورمزية في الرواية، حيث تقع فيه أغلب لحظات الوعي والانهيار للبطلة:
فضاء للتأمل والهروب: يوصف بأنه “قصيدة عشق مفتوحة على المياه، ويعكس صفاء السماء، وهو ليس مجرد طريق للماء، بل*”هو نهر من الحياة”.
مكان للذاكرة والبحث عن الذات: تقف سلوى على سور الكورنيش لتستمد ما تبقى لها من صلابتها، كانت تحدق في الماء وكأنها تبحث في أعماقه عن “جزء ضاع منها”، أو عن حياة لم تكتمل، وفي النهاية، يصبح الكورنيش هو مسرح قرارها الأخير، حيث تقف على سوره لتقرر الرحيل.
مكان الذكريات الجميلة: كان الكورنيش مكانًا التقت فيه بحبها الأول صادق، وتتذكر فيه ضحكاتها مع صديقتها.
2 ـ بيت الطفولة (الأمان المفقود): يُمثل هذا المكان فترة الأحلام والأمان المهدد:
الحي العتيق وغرفة الأحلام: عاشت سلوى طفولتها وشبابها في “حي عتيق من أحياء مصر ذات الطابع الكلاسيكي”، حيث تفوح رائحة الخبز الطازج والفل، وكانت حجرتها مكانها الآمن “المليء بالألوان المبهجة”، حيث كانت تضيء عينيها بالأمل وتحلم بأن تصبح طبيبة.
3 ـ بيت الزوجية (الثلاجة والسجن البارد): يُصور المكان الذي يفرض فيه الزوج قانون الرجل وقسوته:
الجمود والبرود: يوصف بيت سلوى وصبيح بأنه “بيت أشبه بالثلاجة”، ومنزل “بارد انطفأت به نبضات القلوب منذ زمن”.
سجن الكرامة: تشعر سلوى أنَّ الصبر دون احترام هو “سجن بارد”، وأن وجودها في البيت أصبح “عادة لا قيمة لها”، ويخيم على المنزل “الصمت الثقيل” في حضوره.
4 ـ المطعم والمقهى (مسرح القرارات): ارتبطتْ هذه الأماكن بقرارات مصيرية:
مطعم صادق: هو المكان الذي شهد لقاءات الحب النقي وبداية رسائل الغرام.
المقهى: المكان الذي شهد حوار صادق الحزين مع والد سلوى، حيث أُجهض حبهما بقرار الرفض.
ثانياً: الزمان (الذاكرة والقهر المستمر)
لم يركز السرد على تاريخ زمني محدد بقدر ما ركز على الفترات الزمنية التي تشكل مسيرة القهر والتحول النفسي:
1 ـ الذاكرة والارتداد الزمني (الفن السردي): تُعد الذاكرة هي التقنية الزمنية الرئيسية التي تخدم بنية الرواية:
الذاكرة كحاملة للأوزان: الرواية سرد “لما قد حدث”، وأنَّ الذاكرة هي “امرأة تحمل على كتفها أوزانًا”.
الربط بين الماضي والحاضر: الصفعة التي تعرضت لها سلوى من زوجها في لحظة الحاضر أعادتْ بث “شريط من الإهانات المتراكمة”، فالزمن لا يعيد الماضي، “لكنه يعيد وجع الذكرى بكل تفاصيله”.
التركيز على المراحل: تتنقل الرواية بين مراحل زمنية واضحة (الطفولة والأحلام بالطب، المراهقة والحب الأول، لحظات الزواج القاسية، ثم مرور أكثر من ثلاثين عاماً من الزواج البارد).
2 ـ زمن القهر والجمود: يتسم الزمن في حياة سلوى الزوجية بالركود والقتل البطيء:
تكرار الألم: تمر الأيام والشهور في بيت سلوى وصبيح “دون أمل في التغير”، ويوصف حالها بأنها مجرد جسد “يستيقظ كل صباح فقط لأحمل جسدي، كحمل لا يطاق”.
الجمود الروتيني: الزوج صبيح يتبع روتيناً قاتلاً، ويتحرك على إيقاع “منبه صغير صار جزءًا من ذاكرته الصوتية”، وحياته تسير “نقطة بعد أخرى، بلا حب أو مشاعر”.
انتهاء الصلاحية: إحدى أقسى اللحظات الزمنية هي وصف صبيح لها بأنها “خلص تاريخ صلاحيتها كأنثى” بعد سنوات الزواج.
الزمان والمكان في الرواية يعملان معًا لترسيم حدود قصة سلوى، حيث الماضي الجميل على الكورنيش وفي غرفة الأحلام يقابله الحاضر البارد والقاتل في بيت الزوجية.
تعتمد الرواية على مجموعة من تقنيات التصوير الفني والأسلوبية التي تعمل على تعميق المشاعر، وتجسيد الأزمة النفسية والاجتماعية التي تعيشها البطلة سلوى، وهي رواية “شديدة الإحساس عالية النبض”. ويمكن تحليل التصوير الفني في الرواية من خلال النقاط التالية:
1 ـ تصوير الأماكن والمشاهد (الرمزية المكانية): يتم تصوير الأماكن بعمق عاطفي يجعلها جزءاً من الحالة النفسية للبطلة:
الكورنيش (مساحة الهروب والذاكرة): يُصوَّر الكورنيش بأنه “قصيدة عشق مفتوحة على المياه”، و”نهر من الحياة”، وليس مجرد طريق للماء. ويصبح مسرحاً للتأمل، حيث تحدق سلوى في الماء وكأنها تبحث في أعماقه عن “جزء ضاع منها”. كما أنه يمثل مكان الذكريات، حيث تلمع فيه ذكرياتها القديمة.
بيت الزوجية (الجمود والبرود): يُصوَّر مكان حياة سلوى الزوجية كـ”بيت أشبه بالثلاجة”، ومنزل “بارد انطفأت به نبضات القلوب منذ زمن”، مما يعكس الجمود العاطفي والبرود الذي تعيشه سلوى.
2 ـ تجسيد المشاعر والألم (الاستعارات والتشبيهات): تستخدم الرواية استعارات قوية لتجسيد الألم والقهر الداخلي:
الحزن الصامت: يُصوَّر الحزن الذي لا يُقال ولا يُبكى على أنه “يتراكم بهدوء، كغبار، يثقل الروح”، حتى يظهر التعب “خلف ابتسامة شاحبة”. وهو “يصرخ بداخلنا، يأكلنا”.
الإهانة المتراكمة: توصف الكلمات الجارحة الصادرة من الأب بأنها “تتطاير في أركان البيت كالسكاكين، تطعن كرامتها”، كما أنَّ الصفعة التي تلقتها سلوى من زوجها “أعادتْ بث شريط من الإهانات المتراكمة”.
الوجود الباهت: يتم تصوير سلوى في النهاية كامرأة “رحلت وهي لا تزال حية” وكـ**”ظل باهتة شاحبة رسمها القهر لذكرى أو لوحة”.
3 ـ تقنية الذاكرة والزمن النفسي: الرواية لا تعتمد فقط على السرد، بل تجعل الذاكرة محوراً فنياً للربط بين القهر الحالي وأصوله الماضية:
الذاكرة كشخصية: الذاكرة هي “امرأة تحمل على كتفها أوزاناً”، والندوب التي تخلفها الأيام تنقش “في أعماق النفس”.
الزمن كوجع متجدد: الزمن لا يعيد الماضي، “لكنه يعيد وجع الذكرى بكل تفاصيله”، والذكريات “تختبئ تحت الرماد كالجمر، تنتظر لمسة واحدة لتشتعل من جديد”.
الارتداد الزمني: الصفعة التي تلقتها سلوى أعادت لها الماضي “بثيابه القديمة”، وتسللت إلى ذاكرتها “لحظات الخذلان التي كسرت”.
4 ـ المونولوج الداخلي وتصوير العواطف: يُستخدم الحوار الداخلي لتصوير الوجع والانهيار بصوت البطلة:
الأسئلة الوجودية: تتساءل سلوى بوجع داخلي: “أهذه هي الحياة أم عقوبة؟”، و”ماذا تبقى مني”.
التصوير العاطفي للإحباط: تصف لحظات يقينها بأن زوجها لن يتغير بأن **”بعض القلوب ميتة، حتى وإنْ نبضت”ْ.
5 ـ تصوير الشخصيات وعلاقاتها: تعتمد الرواية على التصوير لتجسيد الجمود والبرود في العلاقة الزوجية:
الزوج كآلة: يوصف الزوج صبيح بأنه “مجموعة من الحسابات في شكل رجل”، ورجل “دقيق كقارب الساعة، صارم في طباعه”. علاقته الحميمة “واجب يؤدى بلا إحساس، بلا رغبة، بال متعة”.
البرود اللفظي: يتسم صوت صبيح بـ”نبرة قاسية و”كلماته قصيرة مقتضبة”، ويخيم “الصمت الثقيل”على المنزل في حضوره.
هذه التقنيات الفنية مجتمعة تجعل الرواية “سرد فاضح لأزمة أنثى في مجتمع ذكوري يسعى إلى إفشالها”، و”صوت امرأة حين تعجز الكلمات”.
وتقول مؤلفة الرواية ان فكرة القصة استلمتها من من حادثة قرأتها منذ فترة حول زوجة انتحرت بعد أن صفعها زوجها ومن هنا بدأت تتخيل حياة هذه السيدة التي أنهت حياتها لمجرد صفعها بالقلم وان هذه النهاية َورائها فصة طويلة من العذاب والألم الذي أفضى بها إلى هذه النهاية الحزينة فكتبت قصة ولأنها إمرأة.
وقال الأديب والكاتب الصحفي حسام ابو العلا لقد تمكنت المؤلفة من توضيح كم المعاناة والتجاهل التي واجهته البطلة في الرواية بصورة أقرب للواقعية مع إضفاء جمل شاعرية للنص أثرت السردية واعطتها قيمة فنية هذا بخلاف الصور الإبداعية التي وصفت فيها تفاصيل بالاحداث شكلت مشاهد جاذبة للقارئ.
وقالت الكاتبة والروائية شاهيناز الفقي نحن نحتاج بالفعل اليوم ان تكتب المرأة عن اوجاع النساء في المجتمع فلا يستطيع اي كاتب من الرجال ان يعبر عن ألم إمرأة إلا إمرأة مثلها تضع نفسها مكان البطلة وتدلي بمشاعرها وانا كأديبة كنت لا أكتب روايات خاصة عن النساء ولكن بعدما شاهدت هذه الفترة وما تتعرض له النساء من عنف وخاصة من داخل الأسرة الواحدة قررت أن اكتب عن تلك الأحزان التي تحاصر النساء في بيوتهن.





